Santa Marta Santa Marta  (Vatican Media)

البابا فرنسيس: الأكبر في الكنيسة هو الذي يخدم وليس الذي يحمل ألقابًا

"القلق بأن نكون الأهم ويكون لدينا الكثير من المال" هذا ما تمحورت حوله عظة قداسة البابا فرنسيس في القداس الإلهي الذي ترأسه صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، والتي حذّر فيها الأب الأقدس من الغضب والحسد والثرثرة وقال إن روح العالم هو عدو الله لأن الرب يحثّنا على التواضع.

"لا يمكننا أن نعيش الإنجيل فيما نقوم ببعض المساومات، وإلا فسينتهي بنا الأمر بسيطرة روح العالم علينا الذي يحملنا على السيطرة على الآخرين وهو عدو الله، ولكن ينبغي علينا أن نختار درب الخدمة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان والتي استهلّها انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم من القديس مرقس والذي يقول فيه يسوع لتلاميذه: "مَن أَرادَ أَن يَكونَ أَوَّلَ القَوم، فَليَكُن آخِرَهُم جَميعًا وَخادِمَهُم". لقد كان يسوع يعرف أن التلاميذ كانوا في الطَّريقِ يَتَباحَثونَ في مَن هُوَ الأَكبَر. وشرح البابا في هذا السياق لقد كانوا يتخاصمون قائلين: "يجب عليَّ أن أتقدّم، يجب عليّ أن أرتقي" وهذا هو روح العالم. كذلك تابع الأب الاقدس يقول تقدّم لنا القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من رسالة القديس يعقوب هذا الجانب أيضًا إذ يذكرنا أن محبة العالم هي عدوّ الله.

تابع الحبر الأعظم يقول هذا هو القلق لروح العالم وهذا هو القلق بأن نكون أهم من الآخرين ونقول: "لا! أنا أستحق هذا الأمر، لكنّ الآخر لا يستحقّه". هذا هو روح العالم والذي يتنفّس هذا الروح يتنفّس عداوة الله. ويسوع يقول لتلاميذه في مقطع آخر: "مَن لَم يكُنْ معي كانَ عليَّ". لا يوجد مساومات في الانجيل. عندما يريد أحد ما أن يعيش الانجيل عن طريق المساومات، سيجد نفسه في النهاية مع روح العالم الذي يبحث على الدوام عن المساومات للوصول إلى أمور أكبر وللسيطرة ولكي يكون أكبر من الآخرين.

وتابع الأب الاقدس مشيرًا إلى كلمات القديس يعقوب في القراءة الأولى التي تقدّمها لنا الليتورجية اليوم وقال العديد من الحروب والمشاحنات تأتي بسبب رغبات دنيوية، ومن الأهواء. وهذا صحيح لأن العالم مزروع اليوم بالحروب، حتى بالحروب التي تنشأ بيننا كتلك التي كانت بين الرسل: أي تلك التي تسأل: من هو الأكثر أهمية؟ وأضاف الحبر الأعظم يقول قد يقول أحدكم: "انظروا الى المسيرة المهنية التي قمت بها: لا يمكنني الآن أن أرجع إلى الوراء". هذا هو روح العالم وهذا ليس مسيحياً. وقد يقول آخر: "لا، لقد حان الآن دوري ويجب أن أحصل على كميّة مال أكبر وعلى سلطة أكبر". هذا هو روح العالم أيضًا. ومن ثمَّ هناك شرّ الثرثرة والاشاعات. ومن أين يأتي؟ من الحسد. إنَّ الحسود الكبير هو الشيطان، ونحن نعلم هذا الأمر، وهذا ما يقوله الكتاب المقدّس أيضاً. من الحسد. بسبب حسد الشيطان يدخل الشر العالم. الحسد هو سوسة تدفعك إلى تدمير الآخر والتكلم عنه بالسوء وإلغائه.  

أضاف البابا يقول في الحوار الذي دار بين الرسل كان هناك جميع تلك الأهواء لذلك يسوع وبّخهم يسوع وحثّهم على أن يصبحوا خدّامًا للجميع ويأخذوا المقاعد الأخيرة: من هو الأكثر أهمية في الكنيسة؟ هل هم البابا، والأساقفة والكهنة والكرادلة، وكهنة الرعايا الجميلة، ورؤساء المنظمات العلمانيّة؟ لا! الأهمُّ في الكنيسة هو ذلك الذي يصبح خادمًا للجميع ويخدم الجميع وليس ذلك الذي يملك عددًا أكبر من الألقاب والمناصب. ولكي يفهمهم ذلك أَخَذَ بِيَدِ طِفل. فَأَقامَهُ بَينَهُم وَضَمَّهُ إِلى صَدرِهِ، وَقالَ لَهُم: "مَن قَبِلَ واحِدًا مِن هَؤُلاءِ الأَطفالِ إِكرامًا لِاسمي، فَقَد قَبِلَني". أي ذلك الذي يستقبل الأكثر ضعفاً ويخدم بشكل أكبر. هذه هي الدرب. إنّ الدرب ضد روح العالم هي واحدة: التواضع. خدمة الآخرين، اختيار المقعد الأخير وعدم السعي إلى المناصب.

وختم قداسة البابا فرنسيس عظته بالقول ليس هناك حاجة إذا للتفاوض مع روح العالم. وليس هناك حاجة للقول: "أنا أملك الحق بهذا المنصب، لأنّه عليكم أن تنظروا إلى المسيرة المهنية التي قمت بها". إنَّ روح العالم في الواقع هي عدوة الله. وبالتالي يجب ان نصغي لهذه الكلمات الحكيمة والمشجّعة التي يقولها يسوع في الإنجيل: "مَن أَرادَ أَن يَكونَ أَوَّلَ القَوم، فَليَكُن آخِرَهُم جَميعًا وَخادِمَهُم".

25 فبراير 2020, 15:05
اقرأ الكل >