البابا فرنسيس: الله يطلب منا قلبًا منفتحًا ومفعمًا بالشفقة البابا فرنسيس: الله يطلب منا قلبًا منفتحًا ومفعمًا بالشفقة  (ANSA)

البابا فرنسيس: الله يطلب منا قلبًا منفتحًا ومفعمًا بالشفقة

"الذكرى هي الدواء ضدّ قساوة القلب" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان

نَسِيَ التَّلاميذُ أَن يَأخُذوا خُبزًا، وَلَم يَكُن عِندَهُم في السَّفينَةِ سِوى رَغيفٍ واحِد، وبدأ القلق يسيطر عليهم لأجل سبب مادي، ويقول لنا إنجيل القديس مرقص الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم: "فَجَعَلوا يَتَجادَلونَ لِأَنَّهُ لا خُبزَ عِندَهُم. فَشَعَرَ يَسوعُ بِأَمرِهِم، فَقالَ لَهُم: "ما بالُكُم تَتَجادَلونَ لِأَنَّهُ لا خُبزَ عِندَكُم؟ أَلَم تُدرِكوا حَتّى الآنَ وَتَفهَموا؟ أَلَكُم قُلوبٌ عَمياء؟ أَلَكُم عُيونٌ وَلا تُبصِرون، وَآذانٌ وَلا تَسمَعون؟ أَلا تَذكُرونَ إِذ كَسَرتُ الأَرغِفَةَ الخَمسَةَ لِلخَمسَةِ الآلاف، فَكَم قُفَّةً مَملوءَةً كِسَرًا رَفَعتُم؟"

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من هذا المشهد الذي يقدّمه لنا الإنجيل اليوم ليجعلنا نفهم الفرق بين القلب القاسي كقلب التلاميذ والقلب الشفوق كقلب الرب، ذلك القلب الذي يعبّر عن مشيئته: ومشيئة الرب هي الشفقة: "رحمة أريد لا ذبيحة". إنه قلب بلا رحمة وهو قلب وثني، قلب يكتفي بذاته ويتغذى من أنانية الشخص ويصبح اقوى فقط بواسطة الإيديولوجيات. لنتأمل في المجموعات الإيديولوجية الأربعة التي كانت في زمن المسيح: الفريسيون والصدوقيون والحثيون والغيورون. أربعة مجموعات كانت تملك قلوباً قاسيةً لتحمل قدمًا مشروعًا لم يكن مشروع الرب؛ لم يكن هناك مكان لمشروع الرب ولم يكن هناك مكانٌ للشفقة.

وتابع قداسته بالقول ولكن يوجد أيضا "دواء" مضاد لقساوة القلوب وهو الذكرى. لذلك في انجيل اليوم وفي العديد من المقاطع الإنجيلية التي ذكّر بها البابا تعود كنوع من اللازمة الدعوة إلى قوة الذكرى الخلاصية، هي نعمة علينا أن نطلبها لكي نحافظ على القلب منفتحًا وأمينًا.

وتابع الحبر الأعظم يقول عندما يصبح القلب قاسياً يبدأ المرء بالنسيان ...ينسى نعمة الخلاص وينسى المجانية. إنَّ القلب القاسي يحمل على المشاحنات ويحمل على الحرب ويحمل على الأنانية ويحمل على خراب الأخوَّة لأنه لا يعرف الشفقة. إن رسالة الخلاص الكبرى هي أنَّ الله قد أشفق علينا. إنها اللازمة الانجيلية عندما يرى يسوع شخصاً في وضع مؤلم: " كان يشفق عليه". يسوع هو شفقة الاب، يسوع هو الصفعة لكل قساوة قلب.

وتابع الحبر الأعظم يقول علينا إذًا أن نطلب نعمة ألا يكون قلبنا "إيديولوجيًّا" وقاسيًا وإنما منفتحًا وشفوق إزاء ما يحصل في العالم، لأنَّ هذا هو ما سنُدان عليه في يوم الدينونة ليس على أفكارنا ولا على إيديولوجياتنا. وإنما "لأَنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني، وكُنتُ سَجيناً فجِئتُم إِلَيَّ وكنت حزينًا فعزّيتموني"، هكذا كُتب في الانجيل، وهذه هي الشفقة ولا قساوة القلوب. إنَّ التواضع وذكرى جذورنا وخلاصنا سيساعداننا على الحفاظ على قلبنا.

من هنا رفع البابا الصلاة الختامية قائلاً: كلُّ فرد منا لديه أمرٌ قاسٍ في قلبه. لنتذكر وليعطنا الرب قلبًا مستقيمًا وصادقًا، كما طلبنا في صلاة الجماعة، لكي يتمكّن الرب من أن يقيم فيه. لا يمكن للرب أن يدخل في القلوب القاسية ولا في القلوب الأيديولوجية، لكنّه يدخل فقط في القلوب التي هي مثل قلبه: قلوب شفوقة وقلوب تتحلّى بالشفقة وقلوب منفتحة. ليعطنا الرب هذه النعمة.  

18 فبراير 2020, 14:59
اقرأ الكل >