البابا محتفلا بالقداس في كابلة سانتا مارتا البابا محتفلا بالقداس في كابلة سانتا مارتا  (Vatican Media)

البابا يحذر من المخاطر التي تترتب على قساوة قلب الإنسان

احتفل البابا فرنسيس هذا الخميس بالقداس الصباحي المعتاد في كابلة بيت القديسة مارتا بدولة حاضرة الفاتيكان وحذّر في عظته من المخاطر التي تترتب على قساوة قلب الإنسان الذي يفقد الأمانة ويسيء إلى الرب.

شاء البابا فرنسيس في عظته أن يحث المؤمنين على التوبة والارتداد وحذّر من قساوة القلب، القلب الذي لا يصغي إلى الرب، لأيام وأسابيع وشهور فيصبح شبيهاً بالأرض التي تفتقر إلى المياه، فتقسى وتصير قاحلة. وذكّر فرنسيس بأن الرب يسوع يؤكد لتلاميذه في إنجيل اليوم أنه من ليس معنا فهو ضدنا؛ أي إما أن يكون قلب الإنسان مطيعاً وإلا فقد الأمانة. هذا ثم أكد البابا أن المؤمنين غالبا ما يصمون آذانهم، ويرفضون الإصغاء إلى صوت الرب، بل يفضلون الاستماع إلى نشرات الأخبار وإلى ثرثرة الحيّ. بيد أن الله يحثنا على الإصغاء إلى صوته كي لا يصبح القلب قاسياً.

وتخللت الاحتفال الديني قراءة من سفر النبي إرميا الذي يصوّر هذه الخبرة التي عاشها الله أمام شعبه المتعنّت، الذي يرفض الإصغاء إليه. وأضاف فرنسيس أن هذا المقطع من سفر إرميا يعبر بمعنى ما عن "تذمّر الرب"، كما قال، الذي طلب من شعبه أن يصغوا إلى صوته ووعد بني إسرائيل بأن يظل دوماً إلههم وأنهم سيظلون دوماً شعبه. بيد أن الشعب لم يصغ إلى كلمات الرب، بل قرروا أن يصموا آذانهم واختاروا السير بحسب قلبهم السيء وعوضا عن الارتداد إلى الرب داروا له ظهرهم. وتابع البابا فرنسيس مذكرا بأن هناك من يقول إن "الرب لا يعني لي شيئاً، أنا أفضل هذا أو ذاك"، قد يؤمن هذا الإنسان بوجود الله لكنه يفضل أن يفعل ما يشاء. بعدها ذكّر البابا بأن الله، ومذ أن أخرج شعبه من مصر، أرسل لهم خدّامه وأنبياءه لكن شعبه لم يستمع إليهم. بل على العكس قسّوا قلوبهم وصاروا أسوأ من آبائهم!

تابع البابا فرنسيس عظته مؤكدا أن كل واحد منا مدعو ليطرح على نفسه السؤال التالي: هل فقدتُ أمانتي للرب؟ قد يجيب البعض أنهم يذهبون كل أحد إلى القداس، بيد أن الأمانة توجد داخل القلب. هل قلبي أمين أم أنه صار قاسياً ومتعنتاً وأصما ولا يسمح بدخول الرب إليه، ويريد أن يفعل ما يشاء؟ ولفت فرنسيس إلى أنه يتعين علينا جميعاً أن نطرح هذا السؤال خصوصا في زمن الصوم، لأن هذا الزمن الليتورجي ينبغي أن يشكل مناسبة لفحص القلب. وأكد أن الكنيسة تدعونا اليوم للإصغاء إلى كلمة الرب، وعدم تقسية القلب.

هذا ثم توقف البابا عند إنجيل اليوم وقال إن الرب يسوع صنع المعجزات، وشفى المرضى لأنه أراد أن يُظهر أن لديه سلطان شفاء النفوس والقلوب أيضا. أما الأشخاص المتعنتون فقالوا إنه يطرد الشياطين بسلطان بعل زبول، قائد الشياطين. وأكد البابا أن هؤلاء حاولوا النيل من مصداقية الرب، وهي الخطوة ما قبل الأخيرة في الدرب المؤدية إلى رفضه مشيرا إلى أن الخطوة الأخيرة تتمثل في التجديف على الروح القدس. بعدها قال الرب للتلاميذ إن من ليس معنا فهو ضدنا. ولفت البابا إلى أن ثمة أشخاصا يريدون المكوث إلى جانب الرب لكنهم لا يرغبون في الاقتراب منه كثيراً وأضاف أن هذا الأمر مستحيل، إما أن نكون مع يسوع أو ضده، إما نكون أمناء أو غير أمناء، إما أن يكون قلبنا مطيعاً أو نفقد الأمانة.

وطلب فرنسيس من الحاضرين أن يفكروا بهذا الأمر خلال هذا النهار، وأن يسألوا أنفسهم ما إذا كانوا أمناء فعلا للرب أم يختلقون الذرائع لعدم الاقتراب منه. في ختام عظته أثناء القداس الصباحي ذكّر البابا المؤمنين بأنهم مدعوون إلى الرجوع إلى الرب الذي يريد منا العودة إليه بكل القلب لأنه رحوم ورؤوف، وما تزال الفرصة متاحة أمام من لديهم قلب قاس، لم يطع الرب. 

28 مارس 2019, 13:49
اقرأ الكل >