الذكرى السنوية للاعتداءات الإرهابية في سريلانكا ضد المؤمنين المسيحيين يوم أحد الفصح
للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأب جوليان باتريك بيريرا، من كهنة أبرشية كولومبو الذي شدد على ضرورة تحقيق العدالة وإماطة اللثام عن الحقيقة معتبرا أن هذا الأمر يشكل خدمة وطنية خصوصا وأن المسيحيين في سريلانكا هم أقلية. وقال الكاهن السريلانكي إنه لم يتم لغاية اليوم أي تحقيق جدي في ما حصل، متحدثا عن وجود أدلة تشير إلى تضليل التحقيقات، ومندداً بسحب الملف من يد عدد من القضاة والمحققين البارزين. ووصف الأب بيريرا المحاكمة التي خضع لها خمسة وعشرون شخصاً قيل إنهم ينتمون إلى الخلية الإرهابية، وصفها بالمسرحية، لافتا إلى أنه وُجهت إليهم اتهامات سطحية للغاية. ومع ذلك تحدث عن خطوة هامة إلى الأمام في مطلع العام الجاري، بعد أن أصدرت المحكمة العليا حكماً مدنياً بالاستهتار بحق رئيس البلاد السابق وأربعة من كبار المسؤولين الأمنيين، لكونهم لم يأخذوا على محمل الجد التقارير الاستخباراتية التي تحدثت عن إمكانية وقوع هجوم إرهابي قبل أيام على الاحتفال بعيد الفصح. وأجبرتهم المحكمة العليا على دفع التعويضات لذوي الضحايا. وتوقع الكاهن السريلانكي أن يمهد حكم المحكمة العليا الطريق أمام محاكمات مدنية في بلدان أخرى، خصوصا وأن خمسة وأربعين من الضحايا كانوا من الأجانب. وبالتالي يمكن لعائلات هؤلاء أن ترفع دعوى ضد المسؤولين الأمنيين السريلانكيين في بلادها وتطالبونهم بدفع التعويضات. وكان الأب بيريرا قد مثل الكنيسة السريلانكية في أعمال الدورة الثانية والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، التي عُقدت مؤخراً في جنيف، وأكد أن القضاء في بلاده لم يصدر لغاية اليوم أي عقوبة جنائية وحث المنظمة الأممية على استخدام صلاحياتها العابرة للحدود وتشكيل لجنة تحقيق دولية تنظر في الاعتداءات الإرهابية. هذا ثم أكد الأب بيريرا أن الكنيسة تملك الأدوات اللازمة لمواجهة سلطة الحكومة بحثاً عن العدالة موضحا أن أعمال العنف غالباً ما تسبق موعد الانتخابات ما يُظهر أن القادة السياسيين يحاولون الإفادة من إراقة الدماء لتقوية قاعدتهم الشعبية. ولم تخلُ كلمات الكاهن السريلانكي من الإشارة إلى أن الكنيسة لا تبحث عن العدالة من أجل الكاثوليك وحسب، إنما من أجل سكان البلاد كلهم، لأن هذا البلد لن يكون حراً فعلاً إن لم يُحاسب المجرمون على فعلتهم. وشدد الأب بيريرا في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني على أن المسيحيين مدعوون إلى مسامحة المذنبين، مؤكداً أن الكاثوليك في سريلانكا يريدون أن يغفروا للأشخاص الذين اعتدوا عليهم يوم عيد الفصح في عام ٢٠١٩. وقال: نريد أن نسامح، لكن ينبغي أن نعرف من هو المذنب كي نسامحه، وبفضل نعمة الله لقد تحققت الكثير من الخطوات الإيجابية في الآونة الأخيرة، وما تزال الكنيسة تصر على معرفة الحقيقة. |