بحث

AdobeStock_230710028.jpg

البطريرك الماروني: عيد القيامة يدعونا جميعا للقيامة إلى حياة جديدة مسؤولة

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس أحد القيامة في كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، وألقى عظة بعنوان "المسيح قام! حقا قام".

استهل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عظته قائلا "هذه التحية من التقليد المسيحي هي كلمة الإيمان وصخرته. الإيمان بأن المسيح الذي مات لفداء خطايا البشر أجمعين، قام من الموت ليبث في كل مؤمن ومؤمنة به الحياة الإلهية لتقدسه. أما الصخرة فهي أننا أصبحنا "أبناء القيامة": نموت معه عن خطايانا، ونقوم بقوته إلى حالة النعمة. نختبر هكذا "قيامة القلب"، ونصبح "أبناء الرجاء" الذي ينفي كل يأس وضياع. ولنقلها مع بولس الرسول: "لو أن يسوع صُلب ومات ولم يقم، لكان إيماننا باطلًا، ولكنّا بعد أمواتًا في خطايانا، وشهود زور" ولكان بالتالي احتفالنا كاذبًا. لكن المسيح قام! حقا قام! "وإذ نحتفل "برتبة السلام" النابع من المسيح القائم من الموت" – أضاف غبطته يقول – "نتمنى لكم جميعًا عطية السلام الداخلي ونشره في عائلاتنا ومجتمعنا وأوطاننا". "أجل الحضارة المسيحية هي حضارة السلام مع الله والذات، ومع جميع الناس. وسيلتنا المحبة واحترام الآخر المختلف ومغفرة الإساءة. السلام الذي تسلّمناه من المسيح "أمير السلام" (أشعيا 9: 6). مؤسّس على الحقيقة ومبني بالعدالة ومنتعش بالمحبة ومحقَّق بالحرية. (الرسالة العامة "السلام على الأرض"، 89، للقديس البابا يوحنا الثالث والعشرين).

وقال البطريرك الراعي في عظته "ليست قيامة المسيح للمسيحيين حصرًا، بل لجميع الناس. وكونها أساس الإيمان المسيحي لا يعني أنها محصورة بالمسيحيين، فهي لكل البشر. يسوع هو مخلص العالم، وفادي الإنسان. أما المسيحيون فهم شهود القيامة ومعلنوها، وفي الوقت عينه ملتزمون بثمارها، وسيُدانون على التفريط بها". وأضاف غبطته أن "كل مسؤول في الكنيسة والدولة والمجتمع والعائلة لا يعيش "قيامة القلب" يغرق في عتيق أنانيته، ومصالحه الصغيرة، وينغلق قلبه عن الحب والعطاء والغفران، ويظل أسير كبريائه ونزواته؛ ويحتفر هوة عميقة بينه وبين من هم في إطار مسؤوليته، ويفقد بالتالي ثقة من هم في دائرة مسؤوليته. معلوم أن الثقة هي مصدر قوته". وأشار البطريرك الراعي إلى أنه "من دون الثقة بالحاكم، لا استمرارية له في السلطة؛ فالثقة هي مصدر قوة الحاكم. مثل هذا الرئيس يحتاجه اللبنانيون لجمهوريتهم، لكي يستطيع أن يقود مسيرة النهوض من الانهيار على كل صعيد. والثقة في شخصه لا تأتي بين ليلة وضحاها، ولا يكتسبها بالوعود والشروط المملاة عليه، ولا بالنجاح في الامتحانات التي يجريها معه أصحاب النفوذ داخليا وخارجيا. أما الشخص المتمتع بالثقة الداخلية والخارجية فهو الذي أكسبته إياها أعماله ومواقفه وإنجازاته بعيدًا عن الاستحقاق الرئاسي. فابحثوا أيها النواب وكتلكم عن مثل هذا الشخص وانتخبوه سريعًا، واخرجوا من الحيرة وانتظار كلمة السر، وكفّوا عن هدم الدولة مؤسساتيا واقتصاديا وماليا، وعن إفقار الشعب وإذلاله، وعن ترك أرض الوطن سائبة لكل طارئ إليها وعابث بأمنها وسيادتها. واخلعوا عنكم "صفة القاصرين والفاشلين".

وفي ختام عظته، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "عيد القيامة يدعونا جميعًا للقيامة إلى حياة جديدة مسؤولة. بل العيد يدعو كل واحد وواحدة منا وفق حالته ومسؤوليته. ونرجوه قيامة: للفقراء إلى حالة العيش الكريم، وللمرضى إلى حالة الشفاء الكامل، ولليائسين إلى حالة الرجاء، وللمظلومين إلى فرح العدالة، وللمتخاصمين إلى حالة المصالحة، ولآفاق أجيالنا الطالعة المقفلة إلى فرج الانفتاح وتحقيق ذواتهم على أرض الوطن. عندما نختبر هذا العبور بنعمة القيامة، نستطيع أن نعلن بالفم الملآن والقلب المؤمن: المسيح قام! حقا قام!".

10 أبريل 2023, 11:58