الأسقف المعاون على أبرشية كييف: معظم الأوكرانيين يشعرون أن الحرب ستنتهي بعون الله
مضت سنة ونيف على بداية الحرب الروسية – الأوكرانية وهو ثاني فصح يحتفل به المؤمنون في العاصمة كييف تحت الحصار، وكان المؤمنون الكاثوليك الذين يتبعون الطقس اللاتيني قد احتفلوا بقيامة الرب من بين الأموات يوم الأحد الماضي، موجهين أنظارهم نحو الولادة الجديدة المنتظرة ونهاية المعاناة. شدد سيادته على أن المؤمنين يحملون في قلبهم رجاءً أكبر هذا الفصح، خلافا للفصح الماضي، لأنهم يأملون بأن ينتهي الصراع بعون الله، لافتا إلى أن الحزن والإحباط خيما على الاحتفال بعيد الفصح العام الماضي، مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا. وأضاف أن الفرح رافق الاحتفالات الفصحية لأن هذا الفرح يعتمد – في المقام الأول – على قيامة الرب من الموت ومن ثم على الظروف التي يعيشها الأشخاص. بعدها انتقل الأسقف الأوكراني إلى الحديث عن أهمية السلام، مشيرا إلى أن الشعوب تشعر بقيمة السلام عندما تفقده، تماماً كالإنسان الذي يشعر بقيمة الصحة عندما يتقدم في السن، ويبدأ بفقدانها. وأكد أن السلام بالنسبة للأوكرانيين لا يعني غياب الحرب وحسب، لأن الجميع أدركوا أنه لا يوجد اليوم السلام الذي كان قائماً في الماضي حتى إذا توقف القتال وإطلاق النار. وأوضح في هذا السياق أنه بالنسبة للمسيحيين السلام هو أن يكون المسيح ملكَنا وكي يتحقق هذا الأمر لا بد من الصلاة. هذا ثم لفت الأسقف المعاون على أبرشية كييف زيتومير إلى أن الفترة الماضية كانت صعبة جداً بالنسبة للجميع، وأوضح أنه أصبح – في شهر كانون الأول ديسمبر الماضي – رئيساً لـ" كاريتاس سبيس" أوكرانيا التابعة للكنيسة الرومانية الكاثوليكية، مشيرا إلى أنها تقوم بمشاريع كثيرة بالتعاون مع كاريتاس أوكرانيا، التابعة لكنيسة الروم الكاثوليك. وأكد سيادته أن الحرب علمته – كما علّمت العديد من الكهنة الآخرين – كيف يقف إلى جانب الناس، وهو يفعل ذلك بالتعاون مع أبناء الأبرشية والرعايا. وأضاف أن هناك العديد من فاعلي الخير الذين يتصلون به من خارج البلاد للاستيضاح عن كيفية تقديم المساعدة، وشدد في هذا السياق على ضرورة أن تتعلم الكنيسة كيف تتلقى المساعدة، موضحا أن الأوكرانيين تعرضوا للإذلال خلال الحرب لكنهم في الوقت نفسه اختبروا رحمة كبيرة. وقال إن الحرب تساعدك على أن تكون إما خاطئاً كبيراً إما قديساً كبيراً. في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني أكد المطران يازلوفيتسكي أن المسيحيين ينظرون إلى جراح المسيح خلال عيد الفصح والجمعة العظيمة تحديداً ويشعرون بالرأفة تجاهه، إذ يدركون الثمن الباهظ الذي دفعه الله كي يخلصنا، وقال إن الأوكرانيين يمكنهم أن يروا الجراح نفسها في بلادهم، وهم يعلمون أن المسيح يتماهى مع الأشخاص المتألمين. وعبر عن امتنانه لجميع الأشخاص الذين يرون جراح المسيح في الآخرين ويسعون إلى مساعدتهم. |