بحث

مقابلة مع النائب الرسولي في منطقة الأناضول المطران باولو بيتزيتي مقابلة مع النائب الرسولي في منطقة الأناضول المطران باولو بيتزيتي 

مقابلة مع النائب الرسولي في منطقة الأناضول المطران باولو بيتزيتي

في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الكنيسة "آسيا نيوز" شدد النائب الرسولي لمنطقة الأناضول المطران باولو بيتزيتي على ضرورة ألا يفقد المؤمنون الشجاعة، معرباً مرة جديدة عن قرب الكنيسة من الأشخاص المتضررين جراء الزلزال الأخير الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سورية في السادس من شباط فبراير الماضي.

المطران بيتزيتي ترأس القداس يوم أحد الفصح في مغارة كنيسة القديس بطرس في أنطاكيا، وأوضح أن الاحتفال شهد مشاركة عدد من المتطوعين الذين جاؤوا لمساعدة منكوبي الزلزال، من بينهم مواطنون أجانب، فضلا عن السفير الكوري لدى أنقرة. وعبر سيادته عن امتنانه وشكره للسلطات التركية التي أفسحت المجال أمام الاحتفال بالقداس في كنيسة مغارة القديس بطرس. وقال إن الاحتفال شكل علامة للرجاء لاسيما بالنسبة للجماعة المسيحية المحلية.

وأوضحت وكالة آسيا نيوز أن المسيحيين في محافظة هاتاي التركية علقوا – في الفترة السابقة لعيد الفصح – آمالا كبيرة على إمكانية الاحتفال بالقداس وسط الكثير من الصعوبات، من بينها إمكانية الحصول على الإذن اللازم لأن المنطقة ما تزال تحمل آثار الدمار الذي سببته الهزة الأرضية. وأكد المطران بيتزيتي أنه خلال القداس تأمل المؤمنون بمقطع الإنجيل الذي يتحدث عن النسوة، لافتا إلى أنهن اختبرن الزلزالَ هن أيضا، في إشارة إلى حدث القيامة، ولفت إلى أن المؤمنين في تركيا عاشوا خبرة مماثلة.

تابع النائب الرسولي في منطقة الأناضول مشيرا إلى أن إحدى محطات التلفزة المحلية قامت بنقل وقائع القداس مباشرة، وقد شارك في الاحتفال الديني حوالي ثمانين شخصاً، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية المولجة بحماية الموقع – والذي بات اليوم متحفاً – تعاونت مع السلطات الكنسية، ما أفسح المجال أمام عيش هذه اللحظات من السلام والأخوة. وأوضحت آسيا نيوز أن الجماعة المسيحية في المنطقة كانت تعد ستة آلاف نسمة تقريباً قبل وقوع الزلزال. ولفت سيادته في هذا السياق إلى أن منطقة أنطاكيا سبق أن تعرضت للعديد من الزلازل في تاريخها، وقد حافظت على استمراريتها على مر العصور، وهي تجتاز مسيرة لا تتوقف.

في سياق حديثه عن نتائج الزلزال المدمر قال المطران بيتزيتي إن منطقة أنطاكيا ما تزال تعيش حالة من الطوارئ حيث تستمر مئات الشاحنات في نقل الأنقاض، وأشار إلى ارتفاع عدد أكواخ الصفيح والخيم المستحدثة في المدينة.  وروى أنه زار بعض الأحياء حيث شاهد المنازل المتضررة، قائلا إن حجم الدمار لا يمكن تصوره. وأضاف أن الأضرار جسيمة أيضا في الأرياف حيث انهارت العديد من المباني.

فيما يتعلق بالمساعدات أكد النائب الرسولي في منطقة الأناضول أن المواد الغذائية واللوازم الضرورية متوفرة لكن المشكلة تكمن في إيجاد مأوى للأشخاص المشردين. وقال إن الحكومة أمرت بوقف عمليات الإعمار في أنطاكيا لمدة سنة كاملة، معرباً عن أمله بألا تستغرق عملية التخطيط المدني فترة طويلة.

ختم المطران باولو بيتزيتي حديثه لوكالة الأنباء الكنسية "آسيا نيوز" معرباً عن أمنيته بأن تقوم السلطات المعنية بالتنقيب عن الآثار وسط المنازل المنهارة، حيث يمكن أن تظهر إلى النور مواقع أثرية تعود بالفائدة على مستقبل السياحة في المنطقة.  

12 أبريل 2023, 11:59