بحث

 القداس الإلهي في ختام أعمال الجمعية السينودسية القاريّة لكنائس الشرق الأوسط القداس الإلهي في ختام أعمال الجمعية السينودسية القاريّة لكنائس الشرق الأوسط 

الكاردينال ساكو: المواهب هي لبنيان الكنيسة، وليست للتنافس وخلط الادوار

عظة بطريرك بغداد للكلدان الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو في القداس الإلهي في ختام أعمال الجمعية السينودسية القاريّة لكنائس الشرق الأوسط

مساء الجمعة ترأس بطريرك بغداد للكلدان الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو القداس الإلهي في كنيسة بيت عنيا في حريصا مختتمًا أعمال الجمعية السينودسية القاريّة لكنائس الشرق الأوسط وللمناسبة ألقى صاحب الغبطة عظة قال فيها ثمة علاقة بين نص الإرسال عند متى ونص المواهب والأدوار في الرسالة الى أفسس. في كلا النصين نجد ان المسيح هو المحور، وان كل شيء مرتبط بحضوره: "وهاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم". وفي الرسالة الى أفسس: "كُلُّ واحِدٍ مِنَّا أُعطيَ نَصيبَه مِنَ النِّعمَةِ على مِقْدارِ هِبَةِ المسيح". بالنتيحة لا رسالة من دون ان يكون المسيح المرجع الذي لا بديل له، وهو الذي ينفخ فينا الروح القدس من الداخل. فالرسالة تتطلب إيماناً جاداً عميقاً، ومسيرة إندماج، يضع فيها الكاهن والمؤمن ذاتهما بين يدي الله للبقاء في شركة معه حتى النهاية.

تابع بطريرك بغداد للكلدان يقول ينبغي أن يكون الكاهن شاهداً، كما كان الرسول، لخبرة حياتية وجودية مع المسيح حتى يتمكن من نقل ما اختبره الى الآخرين. "والذي رأَى شَهِد، وشَهادَتُه صَحيحة، وذاك يَعلَمُ أَنَّه يَقولُ الحَقَّ لِتُؤمِنوا أَنتُم أَيضاً.. الرسالة ليست وظيفة، ولا عملاً جاهزاً معتاداً صالحاً لكل زمان ومكان. إن الرسالة تتطلب الانفتاح الثقافي والانتروبولوجي والاجتماعي واللاهوتي والمسكوني. كذلك على الكاهن – الرسول أن يتعرف على مجتمعه، ويدرس ثقافته، ويطَّلِع على أوضاعه ويصلّي ويطور فكره واسلوبه باستمرار حتى يقدر ان يتواصل مع الواقع الذي يعيشه الناس بشيء من الجاذبية فيحرّك مشاعرهم ويشحن رجاءهم ويمنحهم الشعور بالاطمئنان والانتعاش.  هذا ما يطمح اليه مشروع السينودالية الذي دعا اليه البابا فرنسيس لكي تعود الكنيسة  الى الاصغاء لــ "الروح" اي الى الينابيع الصافية للوصول الى ملء قامة المسيح، اي الى نور وفرح القيامة.

أما نص الرسالة الى أفسس، تابع الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو يقول فهو حول تنوع المواهب. مواهب الروح القدس ضرورية لخدمة الرسالة والجماعة حتى لا يكون كل شيء برتيبة واحدة. كلنا اكليروساً ومؤمنين: " فمِن مِلْئِه نِلْنا بِأَجمَعِنا وقَد نِلْنا نِعمَةً على نِعمَة". الكنيسة لن تتقدم وترتقي من دون هذه المواهب – النِعَم . هذه المواهب منسجمة وغير منقسمة. انها لبنيان الجماعة الحيّة (الكنيسة)، وليست للتنافس وخلط الادوار.  ينبغي للرسول أن يعمل بكل تواضع من دون الإدّعاء  بأنه فوق الآخرين،  انما بالاعتراف بمواهبهم وقبولهم واشراكهم. اذكر  هنا قول القديس اوغسطينوس: "انا مسيحي اي معكم انتظر المسيح، ولأجلكم انا اُسقف حتى اُعلنه وأشهد له.

وخلص البطريرك ساكو إلى القول أود أن أختم بأن للمواهب علاقة وطيدة مع السينودالية التي تتطلب من الجميع مسيرة توبة جادة بصدق وتواضع، وقفزة نوعية لتعميق الوحدة والشراكة والرسالة باكتشاف المساحات المشتركة والاعتراف بالتنوع واحترامه والعمل بروحانية الفريق الواحد. السينودالية أو السير معاً لا تلغي التنوع، لأن التنوع غِنى يعكس علاقات متبادلة ومثمرة لتستمر الكنيسة في حمل رسالتها  بشكل فعَّال. التنوع من تصميم الله!

17 فبراير 2023, 21:28