بحث

مقابلة مع خادم رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة الأب غابريال رومانيلي مقابلة مع خادم رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة الأب غابريال رومانيلي 

مقابلة مع خادم رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة الأب غابريال رومانيلي

أجرت وكالة الأنباء الكاثوليكية آسيا نيوز مقابلة مع خادم رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة الأب غابريل رومانيلي الذي تحدث عن المخاوف حيال المستقبل لافتا إلى أن نزوح الشبان عن القطاع يشكل آفة ويزيد من تفتت العائلات الفلسطينية وشدد على ضرورة أن تغيّر إسرائيل السياسة التي تنتهجها حيال القطاع وإلا سيكون مصير الجماعة المسيحية الموت المحتم.

استهل الأب رومانيلي حديثه لوكالة آسيا نيوز متحدثا عن مسألة الهجرة وموضحا أنها تشكل جرحاً تعاني منه العائلات الفلسطينية منذ بداية الحرب العربية الإسرائيلية، وأكد أنه من الصعب جدا أن نجد اليوم عائلة فلسطينية بقيت في أرضها بكامل أفرادها. وما يزيد الطين بلة العراقيل التي تقف في وجه التلاقي بين الأسر المتواجدة في قطاع غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية نظرا لانعدام حرية التنقل بين تلك المناطق. ولفت في هذا السياق إلى أن المسيحيين المقيمين في القطاع – على سبيل المثال – لا يستطيعون أن يزوروا أهلهم في بيت لحم أو القدس، كما أن لكل تلك الأسر أفراداً في المهجر، لاسيما في أمريكا وأستراليا ونيوزيلاندا، والألم الناتج عن هذا الواقع المرير ينعكس خصوصا في وجه الأمهات، فيما العائلات لا تجد أمامها أي آفاق للمستقبل.

مضى خادم رعية غزة إلى القول إن الهجرة ليست ظاهرة نادرة موضحا أنه وصل إلى غزة في العام ٢٠١٩، وقبل قدومه كان عدد الشبان الذين هاجروا يُقدر بعشرة آلاف. وأضاف أن عدد سكان القطاع يصل اليوم إلى مليونين وثلاثمائة ألف نسمة، والكثير من العزاويين يجدون في الهاتف الذكي وفي وسائل التواصل الاجتماعي نافذة على العالم الواقعي، حيث يجدون فرصاً للتنعم بالسلام والحرية، وحيث تتوفر المياه والكهرباء. واعتبر أن سكان القطاع يُعاقبون لأنهم يعيشون في سجن كبير مع أنهم لا ذنب لهم، وهم يُحرمون من الأمل في مستقبل واعد. وأوضح الأب رومانيلي بعدها أن خمسين بالمائة تقريباً من السكان يفتقرون إلى العمل، وثمة محاولات للهروب بحراً إلى أوروبا من خلال التوجه إلى مصر وليبيا أو إلى تركيا. ومن بين هؤلاء المهاجرين أشخاص يموتون غرقاً في البحر، تماما كما حصل مؤخراً مع ثمانية شبان.

بعدها قال الأب رومانيلي إنه يقيم في المنطقة منذ سبع وعشرين سنة، موضحا أن السكان فقدوا ثقتهم في كل الحكومات الإسرائيلية، لأن المواطنين ينظرون إلى السياسات المتبعة وهي الاستيطان المستمر بغض النظر عن التوجهات السياسية للحكومات. وأضاف أن دوامة العنف لا تعرف وقفة مشيرا إلى أن الحل موجود وهو يتطلب إرادة سياسية من مختلف الأطراف ومسؤوليات أكبر في البحث عن السلام.

في ختام حديثه لوكالة آسيا نيوز قال الأب رومانيلي إن الكاثوليك في القطاع يتمتعون بإيمان راسخ، وهم يعيشون المسكونية لأنهم يتقاسمون الاحتفالات والمناسبات مع المؤمنين الأرثوذكس، مشددا مرة جديدة على ضرورة أن تتغيّر السياسة الإسرائيلية بصورة جذرية، وإلا فالجماعة المسيحية – التي هي بذرة للسلام والعدالة - سيكون مصيرها الموت المحتم، إذ لن يجد المسيحيون الغزاويون أمامهم حلا آخر سوى الرحيل. 

29 ديسمبر 2022, 11:26