الأسقف المعاون على أبرشية خاركيف زابوريزيا: مواقف البابا فرنسيس تساعدنا كثيرا

تمت المقابلة بواسطة اتصال بالصوت والصورة أوضح خلاله سيادته أنه يرى من نافذة الغرفة حوالي ألف وخمسمائة شخص يصطفون من أجل الحصول على كمية قليلة من الخبز يقدمها لهم بعض الرهبان. شارك في اللقاء عن بُعد عدد من الصحفيين من مختلف الجنسيات يقومون بزيارة إلى بولندا وأوكرانيا نظمتها سفارتا البلدين لدى الكرسي الرسولي، ومن بينهم مراسل لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني.

اعتذر المطران سوبيلو من الصحفيين على عدم تمكنه من الالتقاء بهم شخصيا، وقال إنه يسمع باستمرار أزيز الرصاص ودوي الانفجارات، موضحا أن هذا الأمر يغيّر نمط التفكير لدى الأشخاص، ولفت إلى أنه لا يشعر بالخوف إطلاقاً، وهو ينتظر الاحتفالات بعيد الميلاد برجاء كبير. وأكد أنه قام مرتين بزيارة المفاعل النووي في زابوريزيا، كما أنه يتوجه مرتين في الأسبوع إلى جبهات القتال ليحمل المساعدات للأشخاص، حيث سبق أن التقى بالكاردينال كرايفسكي في سبتمبر أيلول الماضي.

ردا على سؤال بشأن الأوضاع الراهنة في أبرشيته قال سيادته إن هناك آلاف الأشخاص الذين يعيشون بدون تيار كهربائي، كما أن مضخات المياه توقفت عن العمل، وثمة نقص في مولدات الكهرباء، موضحا أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن ستتحول الشقق السكنية إلى "برادات". وأضاف أنه على الرغم من استمرار القصف والأوضاع المعيشية الصعبة ما يزال المؤمنون يترددون إلى الكنائس، ويرفعون الصلوات للرب طالبين منه أن يتدخل ليوقف هذه الحرب، قبل أن تحمل انعكاسات على العالم كله.

لم تخل كلمات الأسقف الأوكراني من الإشارة إلى الرسالة التي وجهها البابا فرنسيس مؤخرا إلى الشعب الأوكراني والنداءات العديدة التي أطلقها لصالح السلام في هذا البلد المعذب، وقال سيادته: إن مواقف البابا تساعدنا كثيراً. وذكر بأن الحبر الأعظم أرسل – من خلال الكاردينال كرايفسكي – مساعدات مادية إلى أوكرانيا، فضلا عن الدعم المعنوي، وهذا الأمر يشكل مصدر تشجيع للأساقفة والكهنة. وأضاف سيادته أنه قام منذ أسبوعين بزيارة الفاتيكان حيث تسنت له فرصة الحديث مع البابا، الذي عبر مجدداً عن قربه من الأوكرانيين لاسيما من سكان المناطق الشرقية التي تتعرض للقصف، وأكد أنه يحبهم ويفكر بهم ويصلي من أجلهم.

في سياق حديثه عن الاستعداد للاحتفال بعيد الميلاد قال المطران سوبيلو إن المؤمنين يريدون الاحتفال بهذا العيد كعائلة واحدة، لافتا إلى أن الحرب ساهمت في توحيد الجميع، من باب المفارقة، مشيرا إلى أن الكنيسة ستسعى إلى تلبية الاحتياجات، وستتأكد من وجود الطعام على مائدة الجميع وستدعو من لديه شيء ما لأن يتقاسمه مع المحتاج. وقال: إننا سنقوم بإعداد عُلب تحتوي على المساعدات الغذائية، وستوزع على الأشخاص الأشد حاجة لاسيما المسنين والمهجرين، وبهذه الطريقة لن يُترك أحد خلال عيد الميلاد بدون خبز وبدون محبة.

بعدها حثّ سيادته المؤمنين على توجيه أنظارهم نحو السماء وقال إنه من الأهمية بمكان أن نتحدث عن معنى الحياة في السماء لأن حياتنا الأرضية قصيرة نسبياً، وتدوم بضع عشرات السنوات، وتوجد أمامنا إمكانية أن نختار الأبدية، إلى جانب الله حيث نبلغ ملء الحياة في الفردوس. وأضاف أن الحياة التي يعيشها الأوكرانيون وسط الصراع المسلح لا تعرف الاستقرار، فهناك من فقد ساقيه وثمة من فقد عائلته وأحباءه، وكل شيء في هذه الحياة غير مستقر بيد أن نفسنا هي خالدة. وختم سيادته حديثه مذكراً الجميع بأن الرب يسوع وُلد، وأعطانا معنى الحياة، ومعنى الصليب والحرية الحقيقية التي هي بعد الموت، وقد خصص لنا مكاناً في السماء، وهذا هو الرجاء الذي يبدد الخوف.