اللقاء السنوي لجماعة تيزيه المسكونية: تأملات رئيس الجماعة الأخ ألوا
ألقى الأخ ألوا تأملاته أمام مئات الشبان والشابات القادمين من مختلف البلدان الأوروبية، واستهلها متوقفا عند معنى الاحتفال بعيد الميلاد، وأكد أن جوهر الرسالة الميلادية هو أن المسيح جاء إلى هذا العالم، وأشار إلى أن الرب يسوع هو نور العالم واعتبر أن هذا النور هو مهدد اليوم وهو غير مرئي، بيد أنه لم ولن ينطفئ أبدا. بعدها ذكّر رئيس جماعة تيزيه، الألماني الجنسية، بالعلاقة الوطيدة القائمة بين الجماعة والمناطق الشمالية الشرقية من ألمانيا وذلك منذ ستينيات القرن الماضي، وقال بهذا الصدد إن الأخوة في تيزيه وصلوا إلى هذه المنطقة عندما كان الستار الحديدي يفصل بين شطري القارة الأوروبية. وأضاف أن الكنائس لعبت دوراً مقررا في وضع حد لهذا الانقسام داخل القارة القديمة، موضحا أن المسيحيين في شمال شرق ألمانيا كانوا أقلية في المجتمع، ومع ذلك لم يقرروا التقوقع على أنفسهم، بل على العكس، فقد شجعهم الوضع على البحث عن الحوار مع الجميع، وقال: معاً فقط نستطيع أن نواجه التحديات المطروحة اليوم أمامنا، وأن نبني عالماً تُبنى فيه الثقة. لم يغب عن تأملات الأخ ألوا الوضع المأساوي الراهن في أوكرانيا وقال إنه قام بزيارة هذا البلد قبل خمسة أيام على الاحتفال بعيد الميلاد حيث تمكن من مقاسمة حياة الأشخاص الشجعان الباقين في العاصمة كييف. وأضاف أن التيار الكهربائي ينقطع فجأة في أحياء بكاملها، خلال ساعات النهار والليل، وهذا الأمر لم يمنع الشبان من الصلاة معاً على ضوء الشموع. وشاء أن يتوقف بعدها عند الأناشيد الميلادية التقليدية الأوكرانية، ومن بينها نشيد يقول: "جففوا الدموع من أعينكم، لأن ابن الله يأتي ليخلص العالم بمحبته؛ النور يشع في السماء" وأضاف أن يسوع المسيح يأتي إلى هذا العالم، وهو يأتي أيضا في عتمة الليل، ووسط الظلام الحالك يُشع نوره. ووجه في هذا السياق كلمة شكر إلى الشبان والشابات الأوكرانيين على شجاعتهم ورسوخهم في الإيمان. تابع الأخ ألوا تأملاته لافتا إلى وجود العديد من الأشخاص المتألمين في العالم، وقال إن فكره يتجه نحو المهاجرين الذين التقى بهم في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية في عيد الميلاد من العام الماضي. وأشار إلى أن القسم الأكبر من هؤلاء وصولوا بعد مجازفتهم في عبور البحر، ومن بينهم من أُنقذوا من الموت غرقا. وأضاف أنه لا ينسى سكان هاييتي الذين يعيشون وضعاً رهيباً، لافتا إلى أنه يصلي أيضا على نية شعوب الشرق الأوسط، وأوضح أنه تواصل مؤخراً مع راهبة تعمل في اللاذقية حيث تهتم بالأطفال وهي تساهم مع باقي الراهبات في توفير مستقبل أفضل لسورية. وختم قائلا إن هناك العديد من الأشخاص الذين اختاروا أن يعيشوا الأمل وسط الأوضاع الصعبة، ودعا الجميع إلى الصلاة من أجلهم. |