مقابلة مع خادم رعية القديس نيقولاوس في كييف
في حديثه لموقعنا الإلكتروني حاول الكاهن الكاثوليكي الأوكراني أن يقدّم صورة عن الأوضاع الراهنة في بلاده التي تشهد حرباً مدمرة منذ الرابع والعشرين من شباط فبراير الماضي، تاريخ بداية الغزو الروسي، متطرقا إلى العيش مع الجراح التي سببها الصراع المسلح، والتي من الصعب أن تُداوى. وقال إن الشعور السائد في أوكرانيا هو الحزنُ لافتا إلى أن الأنباء "السارة" التي ترد من جبهات القتال لا تبدد هذا الشعور خصوصا وأن الهجمات اشتدت حدةً في الآونة الأخيرة، والأوضاع النفسية للمواطنين بقيت كما هي منذ سبعة أشهر، أي القلق والألم والخوف. ولفت إلى أن ما يزيد من معاناة الأشخاص الأنباء المتعلقة بضم الأراضي الأوكرانية إلى روسيا بطريقة غير مشروعة، فضلا عن التهديد الروسي باستخدام الأسلحة الذرية، والارتفاع الكبير لأسعار المستلزمات الضرورية والذي وصل في بعض الأحيان إلى أربعمائة بالمائة. في سياق حديثه عن المجازر التي تُرتكب في أوكرانيا قال الأب باولو إنه بصفته خادما لرعية القديس نيقولاوس كان من بين الأشخاص الأوائل الذين وصلوا إلى بلدة "بوشا" لحمل المساعدات الإنسانية للسكان، بعد أن شاهد المجازر التي ارتُكبت هناك. وروى أنه شعر بأنه يدوس أرضاً مقدسة، أرضاً سقط عليها الشهداء، وحيث التراب رُوي بدماء الضحايا الأبرياء. وذكّر بأن الرب يسوع يدلنا على الطريق الواجب اتّباعها، ألا وهي الصلاة من أجل من يضطهدوننا، وهذه هي طريق الغفران المسيحي، تماما كما غفر الرب لمن سمّروه على الصليب، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون. لم تخلُ كلمات الكاهن الأوكراني من الحديث عن الاحتياجات الإنسانية المتنامية في البلاد، خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء، وفي وقت فقد فيه ملايين الأشخاص سكنهم. وقال إن الكنيسة المحلية تبذل جهوداً عملاقة إذ تسعى إلى توزيع المساعدات التي تلقتها من الدول الأوروبية. وأوضح أن الرعية التي يخدمها في كييف تمكنت من توزيع حوالي ثلاثمائة طن من المساعدات، لاسيما على سكان المناطق الشرقية، لافتا إلى أن هؤلاء الأشخاص بحاجة ماسة إلى مياه الشرب قبل حاجتهم إلى الطعام. ختاماً عبر الأب باولو عن امتنان الأوكرانيين للبابا فرنسيس على النداءات والمواقف العديدة التي أطلقها لصالح السلام، مشيرا إلى أن مواطنيه يأملون بأن يتمكن البابا من زيارة بلادهم، وهم يصلون يومياً على هذه النية كي تتم الزيارة. |
