مقتل راهبة من المرسلات الكومبونيانيات في موزمبيق والكاردينال زوبي يأمل أن تشكل تضحيتها بذرة للسلام والمصالحة
نفذت الهجوم ضد الجماعة الكومبونيانية مجموعة من المسلحين ليل السادس من أيلول سبتمبر الجاري، ووقع في محلة شيبان شمال البلاد. قضت في الحادث الأخت دي كوبي، وهي من إقليم فينيتو الإيطالي، تبلغ من العمر أربعة وثمانين عاماً، وهي تقدم خدمتها في البلد الأفريقي منذ العام ١٩٦٣، وقد قُتلت بطلقة نارية حسبما أفادت التحقيقات، عندما كانت تهم بالخروج من الرعية. وقد نجا كاهنان إيطاليان يُدعيان لوريس فينيانديل، خمسة وأربعون عاما، ولورنزو بارّو، الذي كان رئيس المعهد الإكليريكي الأبرشي في مدينة ديسترا تاليامنتو، بالإضافة إلى راهبتين أخريين. وضحت التحقيقات أن المجموعة المسلحة اقتربت من مقر الرسالة دون أن تجتاز نهر لوريو، الذي يشكل حدودا طبيعية مع محافظة كابو ديل غادو، حيث تدور أعمال عنف منذ أشهر تُمارس على يد المجموعات المتمردة. وأقدم المهاجمون على إحراق أجراء من المبنى. فيما يتعلق بالرسالة الصوتية التي نشرها الموقع الإلكتروني الخاص بالمرسلين الكومبونيان، فهي تحمل تاريخ السادس من أيلول سبتمبر، قبل ساعات معدودة على وقوع الهجوم، وتقول فيها الراهبة الراحلة إن السكان ينزحون عن المنطقة، والوضع حزين للغاية، مشيرة إلى وجود العديد من الأشخاص الذين ينامون في الأحراج. وطلبت في نهاية الرسالة الصوتية من الرب أن يحمي هؤلاء الأشخاص. وقد تواصل مع الكهنة والراهبات في موزمبيق الأب أليكس زابالا، مدير المركز التابع للمرسلين الكومبونيان في مدينة بوردينونيه الإيطالية، والذي ينتمي إليه الكاهنان الناجيان. وأوضح أن النار أُضرمت في المبنى عند حوالي الساعة الثالثة فجرا، وقد تمكن الكاهنان المذكوران من الاختباء في قاعتين لم تصل إليهما ألسنة النيران لحسن الحظ. بالمقابل قالت الأخت إينزا كاريني الأمينة العامة للمرسلات الكومبونيانيات، في حديث لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني، قالت إنها ترفع الصلاة إلى الله من أجل راحة نفس الأخت ماريا، وعبرت عن ثقتها بأن الراهبة الراحلة ستتضرع إلى الله من أجل شعب موزمبيق وستطلب منه عطية السلام لهذا البلد الحبيب. من جهته عبر رئيس مجلس أساقفة إيطاليا ورئيس أساقفة بولونيا الكاردينال ماتيو زوبي عن تعازيه الحارة لرحيل الأخت ماريا، وقال في تصريح له إنه بعد الأخت لويزا ديل لورتو، من أخوات القديس شارل دو فوكو، والتي قضت في هاييتي في الخامس والعشرين من حزيران يونيو الماضي، ها نحن اليوم نبكي راهبة أخرى، التي كرست حياتها بصمت وتفان وبساطة محبة بالإنجيل. وطلب نيافته من المؤمنين أن يرفعوا الصلوات على نية الراهبة الراحلة، والتي خدمت في موزمبيق طيلة ستين عاما، حتى أن أصبح هذا البلد بيتها. وأمل الكاردينال زوبي أن تشكل تضحية الأخت ماريا بذرة للسلام والمصالحة في أرض تعاني اليوم – بعد سنوات من الاستقرار – من آفة العنف الممارس على يد مجموعات إسلامية راديكالية، تزرع الرعب والموت منذ بضع سنوات في أجزاء شاسعة من شمال البلاد. وحثّ نيافته أيضا جميع المؤمنين أن يصلوا من أجل المرسلين والمرسلات الكومبونيان المتواجدين في العديد من البلدان كي يشهدوا للمحبة والرجاء، لافتا إلى أن هؤلاء يسيرون إلى جانبنا ويساعدوننا على فهم معنى أن نكون تلامذة للرب يسوع. يذكر أن الراهبة الراحلة ماريا دي كوبي كانت تردد دوماً أنها تسعى جاهدة للمكوث إلى جانب الناس حيثما وُجدت، وللإصغاء إلى قصصهم، وكانت تؤكد أن القدرة على الإصغاء إلى الآخر تبقى هبة كبيرة من الله، لأن ذلك يعني الإقرار بكرامة الأشخاص. |