رئيس مركز أستالي يحدثنا عن الاحتفال باليوم العالمي للمهاجر واللاجئ
اليوم العالمي للمهاجر واللاجئ الذي يُحتفل به في آخر أحد من أيلول سبتمبر من كل عام يشكل مناسبة للتعبير عن القلق حيال هؤلاء الأشخاص الضعفاء، ولرفع الصلاة من أجلهم خلال مواجهتهم العديد من التحديات وأيضا من أجل تحسيس الرأي العام على الفرص التي يمكن أن تقدمها ظاهرة الهجرة. في حديثه لموقعنا الإلكتروني قال الأب ريبامونتي إنه من أجل البدء ببناء المستقبل مع المهاجرين واللاجئين، كما يدعو البابا فرنسيس، لا بد أن نبدأ بالتفكير بهم كأشخاص، لا كأرقام وإحصاءات. وأكد أن هؤلاء الرجال والنساء يتمتعون بالحق في أن يُثمّنوا وبهذه الطريقة يمكن أن يساهم الجميع في عملية بناء مجتمع يكون فسحة للحياة بالنسبة للكل. وتمنى الكاهن اليسوعي في هذا السياق أن يحصل تحوّل في نظرة المجتمع، وبالأخص في عالم السياسة، حيال مسألة الهجرة واللجوء، كي لا يُنظر إليها على أنها مشكلة، بل لا بد أن تُعتبر كهبة تساعدنا على النظر إلى المستقبل. وأضاف ريبامونتي أن هؤلاء الأشخاص يحملون معهم الغنى، أكان من الناحية الروحية أم الثقافية، بالإضافة طبعاً إلى كفاءاتهم ومهاراتهم. وقال إن هذا المفهوم ينبغي أن يُؤخذ في عين الاعتبار على الدوام. بعدها حذّر رئيس مركز أستالي من مغبة التعامل مع ملف الهجرة من وجهة نظر المنفعة وحسب، لأن هذا الموضوع يعني أنه عندما سيصبح المهاجرون غير ضروريين فسيتم التصدي لقدومهم، ومنعهم من دخول الأراضي الوطنية. ولفت إلى أن حق هؤلاء في أن يكونوا حاضرين في مجتمعنا مرتبط بالحق المشروع لكل كائن بشري في التنقل، داخل المجتمع المعلوم الذي قُمنا ببنائه. وقال إن المهاجرين يشكلون حضوراً هاماً بالنسبة لمجتمعاتنا، التي تنفتح على مستقبل متعدد الثقافات والأديان. واعتبر ريبامونتي أن الروحانية التي يحملها معهم الأشخاص المهاجرون واللاجئون يمكنها أن تهز ضمائرنا إزاء العلمنة التي نعيشها، والحياة الدنيوية وباستطاعتها أيضا أن تدفعنا إلى التفكير بشأن جذورنا المسيحية التي غالباً ما نتفاداها. وأكد أن الحوار يُبنى انطلاقاً من الهويات الشخصية لكل فرد، عندما نصغي إلى بعضنا البعض بطريقة متبادلة. لم تخل كلمات الكاهن اليسوعي من الحديث عن التوترات والصراعات التي تطبع زماننا الحالي والتي أدت إلى نزوح العديد من الأشخاص وشدد على ضرورة الاستثمار في سياسات، لا تقتصر على الضيافة وإنقاذ المهاجرين في البحر وحسب، بل تُعنى بالاستثمار في البلدان التي يأتي منها المهاجرون، وقال: يجب ألا ننسى أن على هؤلاء الأشخاص أن يتمتعوا أيضا بالحق في البقاء في أرضهم التي يرتكونها غالباً لأسباب مرتبطة بالاستغلال والظلم اللذين نتسبب نحن بهما. |