أساقفة الإكوادور يشددون على أهمية متابعة الحوار من أجل إنهاء العنف وتخطي الأزمة
على الرغم من استمرار أعمال العنف في الإكوادور، ما فتئ الأساقفة المحليون يؤكدون التزامهم لصالح الحوار بين المسؤولين السياسيين والمجتمع المدني من أجل تحقيق السلام في هذا البلد، الذي يشهد منذ سنتين ثورات واضطرابات اجتماعية، اشتدت حدتها خلال العام الجاري، مع التظاهرات الداعية إلى خفض أسعار المحروقات ورفع حجم الاستثمارات في مجالي التعليم والصحة. وقد أدت التظاهرات إلى أعمال شغب وصدامات دامية مع رجال الأمن، تسببت بسقوط عدد من القتلى ومئات الجرحى. مما لا شك فيه أن الأوضاع في الإكوادور لم تغب عن ذهن البابا فرنسيس الذي أطلق نداء في السادس والعشرين من حزيران يونيو الماضي، في أعقاب تلاوة صلاة التبشير الملائكي، قال فيه إنه يتابع بقلق تطور الأحداث في البلد الأمريكي اللاتيني. وعبر الحبر الأعظم عن قربه من السكان وشجع جميع الأطراف المعنية على التخلي عن لغة العنف والمواقف المتطرفة. وشدد على أن الحوار وحده قادر على تحقيق السلم الاجتماعي، داعيا إلى إيلاء اهتمام خاص بالأشخاص المهمشين والأكثر فقرا، وذلك في إطار احترام حقوق الجميع ودور المؤسسات الرسمية. ومنذ سنة تقريباً تقوم الكنيسة المحلية، وبالتعاون مع بعض الجامعات، بمرافقة الحوار واللقاءات التي تشارك فيها جمعيات المجتمع المدني والحكومة، بحثا عن تسهيل الحوار بين الأطراف المعنية والاتفاق على الخطوات الواجب اتخاذها. وأكدت الكنيسة أن النقاط الأبرز تتعلق بمسألتي الفقر والتهميش، لكنها أقرت أنه في غالب الأحيان لا تتلاءم الحلول الممكنة مع التحديات المطروحة والمتطلبات. وهذا الأمر يبطئ البحث عن حلول ناجعة تضع حدا للأزمة، وقد يعتقد البعض أن الجهود لا تؤدي إلى نتيجة. لكن الأساقفة أكدوا أن هذه الادعاءات عارية تماماً من الصحة. ولفت أصحاب السيادة في بيان لهم إلى أن طاولات الحوار لم تشمل عصابات الجريمة المنظمة التي اتُهمت بتنفيذ الاعتداء الذي وقع يوم الأحد الفائت وأودى بحياة خمسة أشخاص وأسفر عن جرح سبعة عشر آخرين في إحدى ضواحي مدينة غواياكيل. وقد حمل هذا التطور الأخير رئيس البلاد غيليرمو لاسّو على إعلان حالة الطوارئ في المدينة الساحلية لمدة ثلاثين يوما. وقد عبر مجلس الأساقفة عن ارتياحه للخطوات التي اتخذتها الحكومة لغاية اليوم وشجع مرة جديدة الأطراف المعنية بالأزمة على عدم ترك الحسابات السياسية والمصالح الخاصة تعيق مسيرة الحوار، التي تبقى الوسيلة الوحيدة لإخراج البلاد من النفق المسدود ومن الفوضى والعنف. بعدها أكد الأساقفة في بيانهم أن كل طرف مدعو إلى تحمل مسؤولياته التاريخية، وإلى ابتكار سياسة جديدة، تضع الكائن البشري في محور اهتماماتها ونشاطاتها، وتكون قادرة على النظر إلى الآراء والمواقف المختلفة كفرصة للتعلم من الآخرين وتوسيع الآفاق ووجهات النظر. ومن خلال شريط فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، شدد رئيس أساقفة كوينكا ورئيس مجلس أساقفة الإكوادور، المطران لويس كابريرا، على أهمية الحوار كوسيلة مميزة توجد بمتناول الكائنات البشرية كي تعبر عن أفكارها ومشاعرها وأحلامها وأيضا كي تفهم الشخص الآخر. وكانت الاضطرابات وأعمال العنف قد بدأت منتصف حزيران يونيو الماضي، على أثر تظاهرات نظمها السكان الأصليون وحظيت بدعم الفلاحين والنقابيين والطلاب والمعلمين، وأسفرت خلال أسبوعين عن سقوط ستة قتلى وخمسمائة جريح في صفوف المتظاهرين والقوى الأمنية. |