بحث

إستونيا تنظم معرضا يسلط الضوء على حياة خادم الله المطران بروفيتليش. مقابلة مع سفيرة إستونيا لدى الكرسي الرسولي إستونيا تنظم معرضا يسلط الضوء على حياة خادم الله المطران بروفيتليش. مقابلة مع سفيرة إستونيا لدى الكرسي الرسولي 

إستونيا تنظم معرضا يسلط الضوء على حياة خادم الله المطران بروفيتليش. مقابلة مع سفيرة إستونيا لدى الكرسي الرسولي

في وقت تحتفل فيه إستونيا بالذكرى السنوية الحادية والثلاثين لاستقلالها عن الاتحاد السوفيتي، استضافت وزارة الخارجية معرضاً يسلط الضوء على حياة خادم الله، رئيس الأساقفة Eduard Profittlich، بحضور سفيرة إستونيا لدى الكرسي الرسولي Celia Kuningas-Saagpakk التي أكدت – في حديث لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني – أن هذا المرسل اليسوعي الشهيد يقدم لنا، لغاية اليوم، رسالة سلام وإيمان.

قالت الدبلوماسية الإستونية إننا نشهد اليوم "الاعتداء الروسي الوحشي في قلب أوروبا"، مشيرة إلى أنه إزاء هذا الصراع الذي نراه اليوم إن كلمات رئيس الأساقفة الراحل وخطاباته تمنحنا القوة اللازمة للمضي قدماً، وتعلّمنا كيف ينبغي أن نستخدم الإيمان كي نبقى أقوياء خلال هذا الزمن الصعب والمحبِط. وحاولت أن تلقي الضوء على أوجه الشبه بين الحرب الدائرة اليوم في أوكرانيا والأسقف اليسوعي الذي استشهد في الاتحاد السوفيتي عام ١٩٤٢.

رئيس الأساقفة  Profittlich كان أول أسقف كاثوليكي مقيم في إستونيا منذ القرن السابع عشر، وهو يسوعي وُلد في ألمانيا وخدم كمدبر رسولي في إستونيا لأكثر من عشر سنوات. اعتقلته السلطات السوفيتية، وأُرسل إلى مخيمات الاعتقال في سيبيريا، حيث حُكم عليه بالإعدام. ومات في السجن نتيجة البرد قبل أن تُطبق بحقه عقوبة الموت، وذلك في الثاني والعشرين من شباط فبراير ١٩٤٢. وتقوم حالياً الدائرة الفاتيكانية لدعاوى القديسين بالنظر في ملف تطويبه.

في حديثها لموقعنا الإلكتروني قالت السيدة  Kuningas-Saagpakk إن رئيس الأساقفة الراحل بشر بالسلام طيلة حياته، على الرغم من التهديدات الكثيرة التي تعرض لها في إستونيا في ظل الحكم السوفيتي، مع العلم أن البلاد نالت استقلالها عن الاتحاد السوفيتي في العشرين من آب أغسطس من العام ١٩٩١. وقالت إنه في وقت يرى فيه العالم الغزو الروسي لأوكرانيا، تشهد القارة الأوروبية مجدداً الانتهاكات ضد البشرية، واليأس وفقدان الأرواح، ومعاناة ملايين الأوكرانيين، موضحة أن رسالة الإيمان والسلام التي تركها لنا خادم الله هي ما نحن بأمس الحاجة إليه اليوم. وأعربت عن سرورها أمام الجهود التي تبذلها الكنيسة الكاثوليكية في إستونيا من أجل نشر تعاليم الأسقف الشهيد.

وكانت سفيرة إستونيا لدى الكرسي الرسولي قد شاركت مؤخراً في معرض نُظم في الذكرى المئوية لإقامة علاقات دبلوماسية بين إستونيا والكرسي الرسولي. وسلط المعرض أيضا الضوء على حياة رئيس الأساقفة  Profittlich واستضافته وزارة الخارجية في تالين. وشارك في اللقاء وزير الخارجية الإستوني  Urmas Reinsalu والمدبر الرسولي في البلاد المطران  Philippe Jourdan. 

في سياق حديثها عن خادم الله قالت الدبلوماسية الإستونية إنه ساهم في إنقاذ الكثير من الأرواح من خلال الصلاة وبفضل الشجاعة التي تسلح بها في خضم أشد الأوضاع صعوبة في تاريخ البلاد. وأوضحت أنه على الرغم من كونه ألمانياً، إلا أنه تعلم اللغة الإستونية ولقيت عظاته آذاناً صاغية، ليس بين الكاثوليك وحسب إنما أيضا بين المسيحيين المنتمين إلى الطوائف الأخرى. وأضافت أن الراحل لعب أيضا دوراً بارزاً في بناء الكنيسة الكاثوليكية في إستونيا، معتبرة أنه من دون مساهمته لما تمكنت هذه الكنيسة من الاستمرار في ظل الاحتلال السوفيتي. وبعد أن احتلت القوات السوفيتية إستونيا عُرضت على المطران  Profittlich إمكانية العودة إلى ألمانيا، لكن بعد التشاور مع البابا الراحل بيوس الثاني عشر، قرر طوعاً أن يبقى في إستونيا، مع أنه كان يدرك تماما المصير الذي يمكن أن يلقاه هناك.

تابعت السفيرة الإستونية مشيرة إلى أن مثال خادم الله مهم جداً بالنسبة للمجتمع الإستوني، خصوصا وأنه قرر أن يقاسم مصير العديد من الأشخاص، وهذا ما ترك أثراً كبيراً في النفوس، كما أنه كرس نفسه لمساعدة الجميع، وقدّم من خلال استشهاده وشهادته للمسيح، الرجاء والإيمان للأشخاص خلال تلك الحقبة الصعبة. في ختام حديثها لموقعنا قالت السيدة  Kuningas-Saagpakk إن بلادها تأمل اليوم بالإسهام بشكل فاعل في تعزيز السلام والأمن العالميين وفي إنهاء الحرب الأوكرانية التي هي أولويتها المطلقة.

22 أغسطس 2022, 20:36