بحث

رئيس أساقفة دمشق للموارنة يتحدث عن ضرورة البحث عن سبل جديدة للرسالة من أجل إعادة إطلاق قيمة الحضور المسيحي في سورية رئيس أساقفة دمشق للموارنة يتحدث عن ضرورة البحث عن سبل جديدة للرسالة من أجل إعادة إطلاق قيمة الحضور المسيحي في سورية 

رئيس أساقفة دمشق للموارنة يتحدث عن ضرورة البحث عن سبل جديدة للرسالة من أجل إعادة إطلاق قيمة الحضور المسيحي في سورية

اعتبر رئيس أساقفة دمشق للموارنة المطران سمير نصار أن العائلات في سورية – التي هي مرساة الخلاص – تعاني اليوم من التفتت ومن فقدان الهوية، في وقت يواجه فيه الشبان مشاكل كثيرة ويفتقرون إلى رؤية واضحة للمستقبل فيما يتعلق بالعمل والآفاق الاقتصادية. وأكد سيادته أن الكنيسة مدعوة اليوم إلى طرح تساؤلات تتعلق بالمستقبل وبرسالتها.

هذا ما كتبه سيادته في مقال نشرته وكالة الأنباء الكاثوليكية "آسيا نيوز" أكد فيه العائلات والشبان والكنيسة هي من بين الضحايا التي عانت كثيراً خلال إحدى عشرة سنة من الحرب في سورية، وهي اليوم تحصد الثمار المرة للعواصف القوية التي زعزعت هدوء المجتمع السوري. وتوجه المطران نصار في مقاله إلى جميع المؤمنين داعياً إياهم إلى التجذيف في عكس التيار كي يساهموا في نهوض الأمة التي تعاني من الحرب والعقوبات، الأمر الذي ساهم في تفاقم الجوع والفقر. وتحدث سيادته عن تبدلات وتحولات بنوية تطرح بحد ذاتها تساؤلات بشأن التقاليد الرعوية. لذا من الأهمية بمكان أن نتبنى نهجاً جديداً للشهادة المسيحية كي تُساعد الجماعات الضعيفة والمحتاجة.

وكتب المطران نصار أن العائلة – التي هي الخلية الأساسية للمجتمع ومرساة الخلاص – هي الضحية الأولى للحرب وللعقوبات المفروضة على سورية، موضحا أن الأسر تعاني اليوم من التفتت ومن فقدان الهوية. وأشار إلى مآسي الفقر والمرض والألم، ولفت إلى أن المسن كان يُعتبر في الماضي رأس الأسرة، أما اليوم فصار معزولا وبحاجة إلى المساعدة في كل المجالات. وتساءل ما إذا كانت العائلات قادرة على الاستمرار والصمود إزاء كل ما تعرضت له من عنف ومشاكل على مدى السنوات الإحدى عشرة الماضية.

لم يخل مقال سيادته من الحديث عن الأوضاع التي يواجهها الشبان في المجتمع السوري، والذين يعانون من مشاكل كثيرة. ولفت إلى أن هؤلاء كانوا يُعتبرون في السابق قوة المجتمع لكنهم باتوا اليوم يخدمون في الجيش أو يهربون من الخدمة العسكرية، إزاء التعبئة العامة. وتحدث المطران نصار في هذا السياق عن الأعداد الكبيرة من الشبان الذين يغادرون البلاد ويتركون مكانهم فراغا كبيراً. وكتب سيادته أن غيابهم أثر على النشاطات الاقتصادية، وأدى إلى إضعاف الاقتصاد المحلي الهش أصلا. واعتبر أنه من الأهمية بمكان أن يتم العمل من أجل ضمان استمرار أمة حُرمت من القوة العاملة.

في سياق حديثه عن الكنيسة في سورية قال المطران نصار إنها مدعوة اليوم إلى طرح تساؤلات بشأن مستقبلها، وبشأن الخطوات الواجب اتخاذها كي تواصل رسالتها في المجتمع. ولفت إلى تراجع ملحوظ في منح الأسرار، كالعماد والزواج، وأكد أن غياب الشبان أثر سلبا على الحياة الرعوية. وشدد في الختام على ضرورة البحث عن سبل جديدة للرسالة من أجل إعادة إطلاق قيمة الحضور المسيحي في أمة حبيبة ومعذبة، كما قال عنها مراراً البابا فرنسيس.

وأوضحت وكالة "آسيا نيوز" أن كلمات رئيس أساقفة دمشق للموارنة تسلط الضوء على الوضع الخطير الذي تعيشه سورية والكنيسة المحلية، خصوصا في سياق التوترات المتنامية والصراعات الإقليمية والدولية. وذكّرت بدراسة نشرها مؤخراً صندوق الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف أظهرت أن ستة ملايين وخمسمائة ألف طفل في سورية ومليون وثمانمائة ألف آخرين خارج البلاد يعتمدون حالياً على المساعدات الاقتصادية من أجل البقاء على قيد الحياة.

11 يونيو 2022, 12:26