بحث

1653382529453.jpg

مجلس أساقفة ايطاليا يبدأ جمعيته العامة الـ ٧٦ عقب لقاء مع البابا فرنسيس

افتتح الكاردينال غوالتييرو باسيتي رئيس مجلس أساقفة إيطاليا بعد ظهر الاثنين الجمعية العامة الـ ٧٦ للمجلس، وقد التقى البابا فرنسيس الأساقفة لهذه المناسبة. وفي مداخلته الافتتاحية توقف الكاردينال باسيتي، الذي يختتم فترة الرئاسة، عند عدد من النقاط الهامة.

بدأت بعد ظهر الاثنين ٢٣ أيار مايو في روما أعمال الجمعية العامة الـ ٧٦ لمجلس أساقفة إيطاليا والتي تستمر حتى ٢٧ من الشهر. وقد استقبل البابا فرنسيس أمس الأساقفة لمناسبة افتتاح الجمعية العامة. وفي هذا الافتتاح تحدث رئيس المجلس الكاردينال غوالتييرو باسيتي والذي أراد مع اختتام رئاسته، حيث سيتم خلال الجمعية العامة انتخاب الرئيس الجديد للمجلس، تقاسم بعض الأفكار مع الأساقفة، أفكار يثريها رجاء مسيحي قوي حسب ما ذكر. وتحدث أولا عما وصفها بأحداث مأساوية أثرت على حياة الجميع، فأشار إلى جائحة كوفيد ١٩ مذكرا بإصابته بالمرض مرتين. وخلال حديثه عن التبعات المأساوية للجائحة ذكر أنها قد جعلت البشرية بأسرها تلمس كونها عائلة واحدة ترتبط مصائر أفرادها بعضها ببعض. ثم توقف عند الحرب في أوكرانيا المتواصلة منذ ٣ أشهر وذكَّر بأن البابا فرنسيس وإلى جانب دعم الطرق الدبلوماسية لحل النزاع قد دعا بكلمات واضحة مرات كثيرة إلى إيقاف أهوال الحرب. وأشار رئيس المجلس في هذا السياق إلى التزام الكنيسة في إيطاليا من أجل تخفيف آلام الشعب الأوكراني واللاجئين وخاصة عبر جهود هيئة كاريتاس، كما وتحدث عن مواصلة الكنيسة المطالبة بإسكات السلاح وإطلاق مرحلة جديدة من المصالحة والعدالة والسلام.

وتطرق الكاردينال باسيتي في مداخلته إلى مواضيع عديدة فتوقف أولا عند تثبيت النظر على يسوع، وتحدث عن نظر التلاميذ إلى السماء بينما يبتعد عنهم يسوع حسب ما يروي سفر أعمال الرسل، فوصف هذا بمشهد مفعم بالرجاء في المستقبل بفضل الانتظار بثقة للروح القدس. وأشار إلى أن التلاميذ ومنذ أن رافقوا يسوع لم يرفعوا أعينهم عنه، وتابع أنه وخلال سنوات رئاسته المجلس قد حاول تذكير نفسه وجميع مَن التقاهم بضرورة عدم فقدان العلاقة المتواصلة والحميمة مع يسوع. وأضاف أنه قد التقى أعدادا كبيرة من الأشخاص خلال هذه السنوات وتأكد له أنه ورغم الاختلافات بين الأشخاص وحساسيتهم وتطلعاتهم، فإن ما يجمعنا هي تلك النظرة الثابتة على يسوع، وهذه النظرة المشتركة إلى المعلم هي ما جعلت التلاميذ يصبحون رسلا ثم رعاة.

تأمُّل آخر هام في مداخلة رئيس مجلس أساقفة إيطاليا انطلق من التساؤل عما يمكن أن يفعل المسيحي اليوم وخاصة الراعي. وأجاب منطلقا من خبرته خلال هذا السنوات حسب ما ذكر: أن يكون أبا. وواصل أن علينا كتلاميذ أن نشهد لأبوة الله التي أبرزها لنا يسوع، مضيفا أن كون الراعي أبا يعني لقاء الأشخاص والدخول في تناغم معهم، القدرة على البكاء مع من يبكي والفرح مع من يفرح، وتطوير حوار متعمق وصادق. يعني هذا أيضا توجيه حياتنا نحو الخير واتخاذ القرارات فقط بعد الإصغاء إلى صوت شعب الله والرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة.

ثم تحدث الكاردينال باسيتي في كلمته عن نار الروح القدس مذكرا بحديث سفر أعمال الرسل عن نزول الروح القدس على الرسل: "فانْطَلَقَ مِنَ السَّماءِ بَغتَةً دَوِيٌّ كَريحٍ عاصِفَة، فمَلأَ جَوانِبَ البَيتِ الَّذي كانوا فيه، وظَهَرَت لَهم أَلسِنَةٌ كأَنَّها مِن نارٍ قدِ انقَسَمت فوقَفَ على كُلٍّ مِنهُم لِسان،4فامتَلأُوا جَميعًا مِنَ الرُّوحِ القُدس، وأَخذوا يتكلَّمونَ بِلُغاتٍ غَيرِ لُغَتِهِم، على ما وَهَبَ لهُمُ الرُّوحُ القُدُسُ أن يَتَكَلَّموا". وقال إن هذه الصورة تؤكد لنا أن الروح القدس حين يأتي لا يترك شيئا كما كان عليه من قبل، بل هو يحرك ويطَّهِر، وتابع أن هذا يدعه يفكر في المسيرة السينودسية وأهمية الإصغاء المتبادل.

وختم رئيس مجلس أساقفة إيطاليا مداخلته مذكرا بدور النساء، فتحدث عن كون أم بسوع التلميذة الأولى حيث تعلمت من ابنها الرجاء والمغفرة، مداواة جراح الحياة بالمحبة والعودة إلى الشعور بكوننا أخوة في المسيح وأبناء الله الآب. وأضاف الكاردينال باسيتي مذكرا أيضا بالنساء القادمات من الجليل التي يحدثنا عنهن لوقا الإنجيلي، فقد كن حاضرات خلال صلب المسيح ودفنه والشهود الأوائل على القبر الفراغ وعلى القيامة. وختم أن هذه الشخصيات النسائية يمكنها أن تعلِّم الكنيسة الكثير، وأن تعلِّمينا أسلوب أن نكون كنيسة.

24 مايو 2022, 13:45