بحث

رسالة كاثوليكوس كرسي كيليكيا للأرمن الكاثوليك بمناسبة عيد الفصح ٢٠٢٢ رسالة كاثوليكوس كرسي كيليكيا للأرمن الكاثوليك بمناسبة عيد الفصح ٢٠٢٢ 

رسالة كاثوليكوس كرسي كيليكيا للأرمن الكاثوليك بمناسبة عيد الفصح ٢٠٢٢

"بقولنا "حقاً قام" نشهد على قيامة يسوع كحقيقةً غير متغيرة، وعندما نؤمن بهذه الحقيقة، تصبح صعوبات هذه الدنيا والالآم التي نقاسيها تملك معنى خلاصي وطريق للرجوع إلى القيم السماوية، إلى الرجوع لضمائرنا والعمل في حقل الرب لننال ملكوته السماوي" هذا ما كتبه البطريرك الكاثوليكوس لكرسي كيليكيا للأرمن الكاثوليك رافائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان في رسالته بمناسبة عيد الفصح ٢٠٢٢

وجه البطريرك الكاثوليكوس لكرسي كيليكيا للأرمن الكاثوليك رافائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان من الصرح البطريركي في الأشرفية رسالة الفصح بعنوان: المسيح قام ... حقاً قام! هذا هو جوهر إيماننا المقدس، فالموت لم يكن نهاية قصة الحب الإلهي، بل هو طريق عبور إلى حياة جديدة، بالقيامة نحن خُلِصّنا، بالقيامة أُعطيت لنا حياة جديدة، بالقيامة أصبح لدينا أمل ورجاء.

تابع البطريرك رافائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان يقول فمثلما حمل يسوع صليبه ومشى حتى الجلجلة، نحن أيضاً مدعوون إخوتي الأحباء لنحمل صليبنا ونتبعه كما أوصانا قائلاً: "إحمل صليبك كل يوم واتبعني" (لوقا ٩: ٢٣)، لأننا بهذا الطريق نخلص. إنه من السهل إنكار الواقع والحقيقة. لأن الاعتراف بالحقيقة يضع على عاتقنا مسؤولية كبيرة. هكذا نرى في الإنجيل كيف أن البعض نكروا قيامة يسوع وعبثوا بحقيقة ما رآه الحراس قائلين: "قد أتى تلاميذه في الليل وسرقوه بينما كنا ننام"، وهكذا أيضاً التلاميذ الذين عاشوا مع يسوع وشَهِدوا على كل شيء معه، هربوا واختبئوا بعد موته، بالرغم من أنه كان قد أخبرهم بأنه سيموت وسيقوم في اليوم الثالث.

أضاف كاثوليكوس كرسي كيليكيا للأرمن الكاثوليك إنه لمن السهل أن نخدع أنفسنا لنهرب من الواقع، بعكس ما علينا فعله وهو امتلاك الشجاعة للتصالح مع الذات وقبول ومواجهة الحقيقة والشهادة لها، لأنها السبيل الوحيد للتعايش المشترك ولزرع السلام في أوطاننا. إيماننا المسيحي ليس محط شك، بل هو حقيقة عاش معها الكثيرون، الذين آمنوا بها وناضلوا من أجلها أيضاً. اليوم كما نرى العالم واقع في بحرٍ من الحقد والظلم والفسق والحرب، يأتي إلينا يسوع مطمئناً إيانا بالقيامة، فكل الالآم والصعوبات التي نمر بها ليست النهاية، بل هنالك قيامة، هنالك نور بعد كل ظلمة، هنالك المسيح المخلص الذي انتصر على الموت ينتظرنا.

تابع البطريرك رافائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان فبقولنا "حقاً قام" نشهد على قيامة يسوع كحقيقةً غير متغيرة، وعندما نؤمن بهذه الحقيقة، تصبح صعوبات هذه الدنيا والالآم التي نقاسيها تملك معنى خلاصي وطريق للرجوع إلى القيم السماوية، إلى الرجوع لضمائرنا والعمل في حقل الرب لننال ملكوته السماوي. أتمنى عليكم إخوتي الأحباء أن يكون هذا العيد المبارك طريق ودعوةً لنا، لنعيش قيامة ربنا يسوع المسيح في حياتنا اليومية، بالمصالحة والعمل سويةً في سبيل الازدهار والتقدم وخلاصنا من المشقات واللامبالاة في حياتنا الشخصية والاجتماعية والوطنية.

وختم البطريرك الكاثوليكوس لكرسي كيليكيا للأرمن الكاثوليك رافائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان رسالته بمناسبة عيد الفصح بالقول فلنلجأ إلى العيش في الحقيقة دائماً وأبداً، لنكون أبناء النور السرمدي، أبناء الخلاص، أبناء الله المفتدين. المسيح قام حقا قام!

18 أبريل 2022, 09:48