بحث

الكاردينال دولان يحدثنا عن أهمية النداءات التي أطلقها البابا فرنسيس لصالح السلام الكاردينال دولان يحدثنا عن أهمية النداءات التي أطلقها البابا فرنسيس لصالح السلام 

الكاردينال دولان يحدثنا عن أهمية النداءات التي أطلقها البابا فرنسيس لصالح السلام

خلال زيارة يقوم بها إلى روما للمرة الأولى منذ بداية الجائحة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس أساقفة نيويورك الكاردينال تيموثي دولان الذي يستعد لزيارة النازحين الأوكرانيين المتواجدين في البلدان المجاورة، وسلط الضوء على أهمية النداءات العديدة التي أطلقها البابا فرنسيس لصالح السلام.

منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في الرابع والعشرين من شباط فبراير الماضي، أُرغم أكثر من خمسة ملايين مواطن أوكراني – معظمهم من النساء والأطفال – على مغادرة بلادهم، فيما يعيش ملايين آخرين مهجرين داخل أوكرانيا. قال نيافته إن زيارته إلى روما تأتي في طريقه إلى البلدان المجاورة لأوكرانيا، وهي بولندا، سلوفاكيا والمجر، لافتا إلى أنه يقوم بهذه الجولة بدافع الواجب خصوصا وأنه يرأس الجمعية التي أسسها البابا بيوس الحادي عشر والمعنية بمساعدة الكنائس الكاثوليكية التي تتبع الطقس الشرقي، لاسيما في الشرق الأوسط والهند وأوكرانيا وأوروبا الوسطى والشرقية. وأكد أنه يرغب في معانقة هؤلاء المؤمنين ويعبر عن حبه لهم ويؤكد لهم أنهم ليسوا منسيين من قبل الكنيسة الجامعة التي تريد أن تساعدهم وتشجعهم وتصلي معهم. وأشاد بالبلدان الثلاثة التي سيزورها على الخدمة السخية التي تقدمها لملايين النازحين الأوكرانيين.

بعدها أوضح نيافته أن هؤلاء النازحين يريدون العودة إلى ديارهم لكنهم، ومع استمرار الحرب، يبحثون عن مكان يستقرون فيه حتى نهاية القتال وإعادة إعمار بلادهم.  ولفت إلى أنه على الرغم من المآسي والمعاناة فقد تسلح هؤلاء الأشخاص بالأمل والعزم، معربا عن ثقته بأن الشعب الأوكراني سيتمكن من تخطي هذه المحنة، وهو يدرك أن أحد القيامة يأتي دائماً بعد الجمعة العظيمة.

في سياق حديثه عن النداءات العديدة التي أطلقها البابا فرنسيس لصالح السلام قال الكاردينال دولان إن هذه النداءات تكتسب أهمية كبرى، لافتا إلى أنها حظيت بتغطية إعلامية كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد ساعدت العالم على إدراك البعد الخلقي للأزمة، خصوصا فيما يتعلق بقمع الأشخاص الضعفاء، وسوء استغلال السلطة، واللجوء غير المشروع إلى العنف والقوة العسكرية. وأضاف نيافته أن الحبر الأعظم يعلم أن الأزمة تحمل بعداً ثقافياً أيضا، لا اقتصاديا وحسب، مشيرا إلى أن الشعب الأوكراني يتمتع بثقافة عريقة، يتشاركها مع البلدان المجاورة، بما في ذلك روسيا، وبالتالي لا يُمكن أن تُلغى تلك الثقافة أو أن تُستبدل بأخرى. وقال نيافته إن البابا ساعدنا على أن نفهم القيمة الروحية للصلاة وأن ندرك أهمية الإيمان والرجاء وسط الأوضاع الصعبة.

ردا على سؤال بشأن التوتر السائد على العلاقات الروسية – الأمريكية وإمكانية اندلاع حرب بين البلدين قال رئيس أساقفة نيويورك إن روسيا كانت لديها على الدوام مطامع في البلدان المجاورة، وهذا ما يُظهره التاريخ. ولفت إلى أنه بعد سقوط جدار برلين في العام ١٩٨٩ وتفكك الاتحاد السوفيتي، تنفس العالم الصعداء وعُلقت الآمال على بزوع فجر حقبة من السلام. بيد أن هذه الأهوال التي اختبرناها في الماضي عادت إلى الواجهة، وقد ساعدنا البابا فرنسيس على إدراك هذا الأمر. وأضاف نيافته أن الجميع يعلم اليوم أن قوة الشر هي أمر مرفوض، باستثناء الرئيس الروسي وجنرالاته. وشدد على ضرورة أن يُعاد النظر في أخطاء الماضي، وبينها الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة، من أجل استخلاص العبر منها.

وختم رئيس أساقفة نيويورك الكاردينال تيموثي دولان حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مذكراً بالنداء الذي أطلقه البابا فرنسيس عندما دعا للعوة إلى شريعة الله والكتاب المقدس وإلى التمييز بين الحق والباطل.

28 أبريل 2022, 11:39