مقابلة مع المرشد العسكري في أوكرانيا الأب أليكسندر خالايم
استهل الكاهن الأوكراني حديثه مشيرا إلى أنه خلال الأيام الأولى من الصراع كان من الصعب أن يتقبل الناس فكرة وقوع حرب جديدة في القرن الحادي والعشرين. وأضاف أنه سرعان ما تساءل عما يمكن أن يفعله، فقرر أن يمكث إلى جانب الجنود والعديد من المتطوعين المدنيين، الذين يريدون الاستماع إلى كلمة الله ويحتاجون إلى الرعاية الروحية. ولفت في هذا السياق إلى أن المرشد العسكري مدعو إلى الإصغاء إلى الاعترافات، والاحتفال بالقداس ومد هؤلاء الأشخاص بالشجاعة اللازمة. وشدد في الوقت نفسه على ضرورة المكوث إلى جانب الأشخاص المسنين في المناطق التي تتعرض للقصف، كي لا يشعر أحد أنه متروك. في معرض حديثه عن كيفية عيش المغفرة وسط الصراع المسلح، قال الأب خالايم إنه لا بد أن يسبق الحوارُ المغفرة، مشيرا إلى أن المغفرة – الواجب أن يتقبلها الجميع – هي عبارة عن مسيرة طويلة. وأكد أنه يصعب على الإنسان أن يتحدث عن المغفرة تحت القنابل، التي تقتل الأطفال وتدمر المدن. وأضاف أنه عندما سيُطبَّق وقف إطلاق النار سيحل السلام، ويمكن أن نتحدث حينها عن المغفرة، مع أن هذه المسيرة طويلة، وستشمل ثلاثة أو أربعة أجيال. وقال إننا كمسيحيين مدعوون إلى الحديث عن المغفرة، لكن لا بد أن ندرك أيضا أن المغفرة هي مسؤولية، وأن الله لم يغفر بواسطة الكلام وحسب إنما بواسطة القلب أيضا، وهذا يتطلب علاجاً طويلاً للنفس. فيما يتعلق بدعوة البابا فرنسيس المرسلين لأن يكونوا علامة ملموسة لرحمة الله وسط الناس، قال المرشد العسكري الأوكراني إن نشر الرحمة يتم عندما يطلب من الجنود ألا يقتلوا الآخر، إذا أمكن ذلك. ولفت إلى أنه يطلب منهم أن يدافعوا عن الوطن، وهذا أيضا عمل رحمة، لأنه يعني الدفاع عن بيوتهم وعائلاتهم. وأكد أن المقاتلين اختبروا معجزات كثيرة خلال الشهرين الماضيين، إذ يتساءل الكثيرون كيف يُعقل أنهم ما يزالون على قيد الحياة وسط هذا الكم الهائل من الدمار. وأضاف أن رحمة الله هي حضوره والحماية التي يقدمها. لم تخل كلمات الكاهن الأوكراني من الحديث عن الوحدة والتضامن اللذين لم تشهد البلاد مثيلا لهما. ووجه كلمة شكر إلى الشعب الإيطالي والشعوب الأخرى على تضامنها مع الشعب الأوكراني. وشدد أيضا على ضرورة أن يبحث الناس عن الحقيقة، قائلا إن العدو يختلق الكثير من الأكاذيب ويختبئ وراء البروباغاندا. ودعا إلى عدم الخوف من قول الحقيقة حتى عندما يعرض ذلك أمن الأشخاص للخطر. كما تحدث عن أهمية الصلاة وسلط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان. هذا ثم ذكّر الأب خالايم بأن البابا فرنسيس، ومنذ بداية حبريته، شدد على ضرورة أن تكون للكهنة رائحة الخراف، وقال إن الكنيسة في أوكرانيا اليوم لديها رائحة الخراف، فضلا عن رائحة الحرائق والموت، وهي مسألة يعجز اللسان عن وصفها. وأكد أن الكنيسة المحلية مدعوة دوما للوقوف إلى جانب الشعب وتقديم كل مساعدة ممكن. في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني قال المرشد العسكري إن لا أحد يعرف إلى متى ستدوم درب الجلجلة في أوكرانيا، ومع ذلك يحافظ المؤمنون على ثقتهم بالله ويدركون أن المسيح قام من بين الأموات وهذه الحقيقة تبقي شعلة الرجاء متقدة في القلوب. |