رئيس الأساقفة شيفتشوك: الحرب هي دائما هزيمة للبشرية وإهانة لكرامة الإنسان
في رسالة جديدة موجهة إلى المؤمنين السبت ١٢ آذار مارس تحدث رئيس أساقفة كييف للروم الكاثوليك المطران سفياتوسلاف شيفتشوك عن بلوغ الحرب في أوكرانيا، التي وصفها بالرهيبة، يومها السابع عشر. وشدد على أن الحرب هي دائما هزيمة للبشرية، فهي اللحظة، بل المأساة، التي تهان فيها كرامة الكائن البشري. وتابع أننا حين نكافح من أجل السلام يمكننا الحصول على كل شيء، بينما حين تبدأ حرب فيمكننا أن نخسر كل شيء.
وتوقف رئيس أساقفة كييف للروم الكاثوليك عند ما وصفه بالازدراء الكبير للكرامة البشرية في أوكرانيا اليوم، وتحدث عن فقدان الكائن البشري لإنسانيته، وخاصة أولئك الذين بدأوا هذه الحرب، فمَن يبدأ حربا تصبح كرامته منتقصة ومَن يقتل الآخر يدمر في المقام الأول الإنسانية في داخله هو نفسه، يدمر كرامته البشرية. ثم تساءل رئيس الأساقفة عما يمكننا أن نجيب به نحن المسيحيين على هذا الازدراء للكائن البشري خلال الحرب في أوكرانيا، وواصل مجيبا أن علينا اليوم وقبل كل شيء القيام بأعمال رحمة، يجب أن نفعل كل ما يمكننا للتعبير عن احترامنا لكرامة الكائن البشري.
ثم واصل المطران سفياتوسلاف شيفتشوك متحدثا عن الصلاة من أجل القوات المسلحة الأوكرانية التي تدافع عن هذه الكرامة وتؤكدها، ومن أجل السكان المدنيين واللاجئين ومَن بقوا في المدن الباردة والقرى التي تفتقر إلى المياه والطعام والتدفئة. وأكد أنه لم يتم نسيان هؤلاء الأشخاص وشدد على الرغبة في مساعدتهم. ثم أشار إلى مكافحة أوكرانيا من أجل توفير الممرات الإنسانية للتمكن من إنقاذ الأشخاص في احترام لكرامتهم بغض النظر عن لغتهم أو بلدهم أو الكنيسة التي يتوجهون إليها، وشدد على أن أوكرانيا تشهد حربا دفاعا عن الكرامة البشرية.
هذا وأراد رئيس أساقفة كييف للروم الكاثوليك الحديث في رسالته الموجهة إلى المؤمنين عما وصفه بتحدٍ كبير آخر وشكل آخر من ازدراء كرامة الإنسان. والإشارة هنا إلى دفن الضحايا، حيث ذكَّر المطران شيفتشوك بأن دفن الميت هو أحد أشكال الرحمة إزاء جسد القريب. وتابع أن مَن دخلوا الأراضي الأوكرانية، أي جيش الغزو الروسي، لا يحترمون جثامين قتلاهم ولا يريدون تقديم الاحترام المناسب لمن سقط في أوكرانيا. وتحدث هنا عن أنه وأمام رغبة المتطوعين الأوكرانيين في إعادة جثث القتلى الروس فلا أحد يريد تسلُّم هذه الجثث لدفن هؤلاء الأشخاص بشكل كريم. وواصل متحدثا عن أننا نشهد في أوكرانيا اليوم جبالا من الجثث وأنهارا من الدماء وبحرا من الدموع، ونرى بقلوب متألمة أنه في المدن المحاصَرة مثل ماريوبول يتم إلقاء آلاف القتلى في مقابر جماعية بدون صلاة وبدون تشييع مسيحي. وذكر رئيس الأساقفة أن البيانات الرسمية تتحدث عن دفن حوالي ١٥٠٠ مدني هذه الأيام في ماريوبول في مقابر جماعية، وشدد على أهمية احترام الموتى سواء من العسكريين أو المدنيين.
وفي ختام رسالته وجه رئيس أساقفة كييف للروم الكاثوليك نداء إلى جميع الكهنة والمؤمنين في أوكرانيا وفي العالم طالب فيه بتنظيم قداديس لراحة أنفس مَن قُتلوا على الأراضي الأوكرانية خلال هذه الحرب غير الإنسانية. ثم أكد الصلاة من أجل من وُضعوا في مقابر جماعية وضرورة التعبير عن رحمتنا لأجساد القتلى أيضا، وذلك للدفاع عن الإنسان وعن الكرامة البشرية.