بحث

الكاردينال بيتوري مع البابا فرنسيس الكاردينال بيتوري مع البابا فرنسيس 

الكاردينال بيتوري يتحدث عن لقاء أساقفة ورؤساء بلديات المتوسط الذي سيشهد مشاركة البابا فرنسيس يوم الأحد المقبل

ستستضيف مدينة فلورنسا من الثالث والعشرين وحتى السابع والعشرين من الجاري لقاء يجمع أساقفة ورؤساء بلديات المتوسط، ما سيجعل من المدينة الإيطالية "عاصمة" للمتوسط على مدى خمسة أيام، مع العلم أن الحدث سيشهد مشاركة البابا فرنسيس، يوم الأحد المقبل.

في إطار الاستعدادات للقاء أجرت وكالة الأنباء الكنسية "سير" مقابلة مع رئيس أساقفة فلورنسا الكاردينال جوزيبيه بيتوري الذي عبر عن رغبته في أن يبقى هذا الحدث جزءا من إرث المدينة، ولم يُخف نيافته شوقه لزيارة البابا فرنسيس، معربا عن قناعته بأن الخطاب الذي سيوجهه البابا إلى الأساقفة ورؤساء البلديات، في Palazzo Vecchio، سيكون خطابا منوِّراً بالنسبة لمستقبل كنائس وبلدان المنطقة.

في إطار حديثه عن التحضيرات الجارية لهذا الحدث الهام، قال الكاردينال بيتوري إن الكنيسة عملت وتعمل على نواح ثلاث: النواحي التنظيمية والروحية والثقافية. تنظيميا، ثمة تعاون مثمر بين الجماعات الكنسية والمدنية، خصوصا مع بلدية فلورنسا، من أجل التحضير للقاءي الأساقفة ورؤساء البلديات، هذا بالإضافة إلى اليوم الختامي، الذي ستستقبل خلاله المدينة البابا فرنسيس. ولفت نيافته إلى أن هذه المهمة لم تكن صعبة، نظرا لكونها تشكل امتداداً للتعاون الذي نشأ لمناسبة المؤتمر الكنسي للكنيسة الإيطالية في العام ٢٠١٥، وقد تم الاتكال على الجهود الحثيثة للعديد من المتطوعين من أصحاب الكفاءات.

فيما يتعلق بالناحية الروحية، سلط رئيس أساقفة فلورنسا الضوء على اللقاءات التي شارك فيها شخصياً، مشيرا على سبيل المثال إلى أمسية الصلاة التي نُظمت مساء السابع عشر من الجاري في بازيليك القديسة مريم سيدة البشارة، التي غصت بأعداد كبيرة من الشبان والشابات، مع التقيد بالإجراءات المتبعة للوقاية من جائحة كوفيد. هذا فضلا عن لقاء آخر عُقد الأسبوع الفائت اطلع خلاله المشاركون على الأوضاع الراهنة في منطقة المتوسط، من وجهة النظر التاريخية، والسياسية والدينية.

ردا على سؤال حول أهمية زيارة البابا إلى فلورنسا، بعد تلك التي قام بها في العام ٢٠١٥، عندما ألقى خطابا تاريخيا موجها إلى الكنيسة الإيطالية بأسرها، عبر الكاردينال بيتوري عن اعتقاده بأن الحبر الأعظم يود أن يتبع الحدسَ الذي قاد عمدة فلورنسا الأسبق جورجيو لابيرا، وعمل من أجل وحدة العائلة البشرية، مسلطاً الضوء على الدور الهام الذي تلعبه الديانات التوحيدية الثلاث على هذا الصعيد خدمةً للوحدة والسلام. وقال إن الجميع ينتظرون سماع ما سيقوله الحبر الأعظم، موضحا أن الموضوع الرئيس سيكون بلا شك دعوةً من أجل الأخوة، تماشيا مع الرسالة العامة Fratelli Tutti.

بعدها أوضح نيافته أن الأساقفة ورؤساء البلديات سيعملون معاً صباح السبت المقبل، في Palazzo Vecchio، وسيسعون للتوصل إلى نقاط يلتقون حولها، من أجل وضع شرعة للنوايا. والهدف من هذا الحوار يتمثل في التعمق بالمواضيع المرتبطة بحياة المدن المتوسطية، وطرح تساؤلات حول المواضيع التي تعنينا جميعا، في طليعتها التبدل المناخي، الفقر وانعدام المساواة الاجتماعية والتهميش.

في ختام حديثه لوكالة "سير" أكد رئيس أساقفة فلورنسا أن الكنيسة المحلية تعرف كيف تجمع بين الإيمان والفنون وهي تولي اهتماما كبيراً بالفقراء والمهمشين، من خلال مؤسساتها الخيرية، وتقيم حواراً مع المؤمنين المنتمين إلى مختلف المعتقدات الدينية.  وعبر عن أمله بأن يبقى هذا الحدث إرثاً لمدينة فلورنسا، كي تتمكن من الاحتفاظ بثمار النقاشات حول المواطنة في المتوسط، وبما سيقوله البابا فرنسيس.

21 فبراير 2022, 12:09