بحث

الكنيسة في بوركينا فاسو تسعى إلى مساعدة أكبر عدد ممكن من العائلات المحتاجة الكنيسة في بوركينا فاسو تسعى إلى مساعدة أكبر عدد ممكن من العائلات المحتاجة 

الكنيسة في بوركينا فاسو تسعى إلى مساعدة أكبر عدد ممكن من العائلات المحتاجة

في وقت توعد فيه العسكريون الذين وصلوا إلى السلطة في بوركينا فاسو بعد انقلاب لأسبوعين خليا، بمحاربة الميليشيات الإرهابية التي تزعزع الأمن والاستقرار في البلاد، ما يزال السكان يعانون من التضخم المالي وارتفاع الأسعار، والجفاف وانعدام الأمن، الأمر الذي حمل العديد على ترك الأرياف والاستقرار في المدن. هذا ويؤكد المرسلون أن الكنيسة ما تزال تبذل الجهود من أجل مساعدة الفقراء والمحتاجين.

يقول المراقبون إن الأوضاع ما تزال معقدة جداً في بوركينا فاسو، حيث قام العسكريون بانقلاب في الرابع والعشرين من كانون الثاني يناير الماضي، وأطاحوا بالرئيس روك مارك كريتسيان كابوري. وتسلم الحكم، موقتاً، الضابط الشاب بول هنري سانداغو داميبا. وقد لقي الانقلاب العسكري ترحيباً من قبل جزء كبير من السكان، خصوصا وأن الرئيس المخلوع، الذي وصل إلى الحكم في العام ٢٠١٥ وأُعيد انتخابه في العام ٢٠٢٠، لم يتمكن من تحقيق أي إنجازات على صعيد محاربة المجموعات الجهدية، التي تهدد الأمن والاستقرار وقد تسببت لغاية اليوم بسقوط أكثر من ألفي قتيل، وما لا يقل عن مليون ونصف مليون نازح بحسب المنظمات الإنسانية.

القائد الجديد للقوات المسلحة العقيد دافيد كابريه، تسلم الحكم رسمياً يوم الأربعاء الفائت بعد أن جرت مراسم تنصيبه. وتوعد بمحاربة المجموعات المتطرفة، وطلب من كل الوحدات العسكرية أن تلتزم في هذه المهمة، من أجل إعطاء دفع جديد للمعركة ضد الإرهاب في بوركينا فاسو. ولم يخف قلقه حيال تدهور الأوضاع الأمنية واستئناف الهجمات الإرهابية في مناطق عدة في البلاد. وخلال الأسابيع الماضية ارتفع عدد النازحين والمهجرين الفارين من أعمال العنف، وأشارت المفوضية الأممية العليا لشؤون اللاجئين إلى أنه منذ أيار مايو وصل سبعة آلاف نازح من بوركينا فاسو إلى شمال غرب شاطئ العاج، وخلال الأسابيع الماضية بلغ معدل هؤلاء النازحين مائة شخص يومياً.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المرسل الإيطالي الأب باولو موتّا المتواجد منذ سنوات في العاصمة واغادوغو، الذي تحدث عن هدوء نسبي يخيم على المدينة، بعد الأسبوع الأول على الانقلاب العسكري. فقد فتحت المدارس أبوابها، مع أن الطبقة الحاكمة أمرت بتعليق نشاطات كافة الإدارات الرسمية. وعبر عن قلقه حيال تعليق عضوية بوركينا فاسو من المجموعة الاقتصادية لدول أفريقيا الغربية، وقال بهذا الصدد: إذا تم إقفال الحدود وتم تعليق التبادلات التجارية، سيزداد الوضع صعوبة، لافتا إلى أن الأزمة الصحية تم تخطيها بيد أن المواطنين يرزحون اليوم تحت وطأة التضخم المالي وارتفاع أسعار المواد الأولية، فضلا عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب قلة الأمطار.

بعدها أكد الأب موتا أن المسألة الأمنية تبقى من أكبر التحديات في البلاد، ولفت إلى أن العديد من الأشخاص يأملون أن يخاف الإرهابيون من صعود العسكريين إلى الحكم، مع أن الوضع لم يشهد تغييراً ملحوظاً لغاية اليوم. ولم يخف قلقه حيال ارتفاع عدد المهجرين داخلياً بسبب الأزمة المناخية والغذائية. وأوضح أن هذا الأمر أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية ناهيك عن زيادة عدد السكان الذين ينتقلون من الأرياف إلى المدن. وختم حديث مؤكدا أن الكنيسة المحلية تسعى، من خلال هيئة كاريتاس، لمد يد المساعدة إلى أكبر عدد ممكن من العائلات المحتاجة.

12 فبراير 2022, 13:40