الكاردينال هوليريش يتحدث عن مأساة أوكرانيا ولقاء أساقفة ورؤساء بلديات المتوسط
كانت الحرب في أوكرانيا محور مقابلة أجراها موقع فاتيكان نيوز مع رئيس لجنة مجالس أساقفة الاتحاد الأوربي الكاردينال جان كلود هوليريش. وفي إجابته على السؤال الأول حول إن كان الوضع في أوكرانيا قد أصبح أمرا لا رجعة فيه أجاب أن هذا التعبير لا يعجبه حيث علينا دائما الرجاء. وتابع أن الرجاء هو ممكن فقط حين نبذل أيضا الجهود من أجل السلام ولمساعدة شعب أوكرانيا. وأضاف أن الوضع صعب جدا مشددا على ضرورة أن نفعل كل ما يمكن وألا نصبح قدريين، فالقدريون لا يمكنهم تقديم المساعدة، كما وأكد أن الله قد منحنا حرية العمل للمساعدة.
وعلى سؤال حول ما يقصد بعمل كل ما يمكن أجاب معربا عن إدراكه أن الجماعة الدولية لا يمكنها إرسال جنود لأن هذا سيعني بداية حرب عالمية، إلا أن الإجراءات الاقتصادية التي يمكن اتخاذها قوية. وأضاف أنه يرى ضرورة عدم التردد في اتخاذ مثل هذه الإجراءات حتى وإن كانت لها تبعات علينا، فهذا التأثير هو صغير مقارنة بمعانة الشعب الأوكراني. علينا أن نكون مستعدين أيضا، تابع الكاردينال هوليريش، لاتخاذ إجراءات تضرنا نحن أيضا للتمكن من إنهاء هذه المجزرة.
وأمام مشاهد الأطفال الذين يبحثون عن ملجأ مع أمهاتهم اللواتي بقين بمفردهن حيث توجه الأزواج للقتال دفاعا عن بلدهم، أكد رئيس لجنة مجالس أساقفة الاتحاد الأوروبي الألم حين يفكر في مشاعر تلك النساء وهؤلاء الأطفال، فالزوجات لا يعرفن إن كان أزواجهن على قيد الحياة. وأضاف أن الرجال الذين يقاتلون لا يعلمون بدورهم إن كانت عائلاتهم قد توجهت إلى خارج البلاد، وإن كان قد تم استقبالها، ولا يعلمون إن كانوا سيرون أبناءهم وزوجاتهم مجددا. إنه أمر مؤلم، فالله لا يريد أن تكون هذه أحوال العائلة والجماعة البشرية، الله يريد أن نكون معا، أن تكون المحبة حية.
ثم انتقل الحديث إلى الجانب الروسي حيث أكد الكاردينال هوليريش أنه يقول للروس إن الحرب لا تنفع، وأشار إلى أن هناك في روسيا مَن يرفض الحرب وخاصة بين الشباب. وتابع أن التعبير عن هذا الرفض أمر خطير لأنه قد يعرِّض الأشخاص للاعتقال وأن بالإمكان التعبير عن رفض الحرب بأشكال أقل خطورة، لكن من الضروري تأكيد هذا الرفض.
هذا وتطرقت المقابلة أيضا إلى لقاء أساقفة ورؤساء بلديات المتوسط الذي أنهى اليوم أعماله في فلورنسا الإيطالية، وإلى الوثيقة المشتركة الصادرة عن هذا اللقاء. وقال الكاردينال هوليريش الذي شارك في هذه الحدث إن هذه الوثيقة، وفي عالم اليوم ومع هذا النزاع الرهيب في أوكرانيا، تشكل نبوة رجاء. وشدد على أن رجال السياسة والدولة عليهم فهم أنه لا يكفي مواجهة الأزمات حين تبرز، بل يجب البدء قبل ذلك بكثير من خلال مواجهة الأسباب والتي ترتبط دائما بالفقر وبعدم احترام الكرامة البشرية، كرامة كوننا أبناء الله. وتابع أننا ومع الأديان الأخرى في المتوسط ومع رؤساء البلديات نطلب من المجتمع المدني التزاما من أجل فعل ما هو أفضل، لفتح طريق نحو المستقبل لشباب هذه المنطقة.
وفي ختام المقابلة التي أجراها معه موقع فاتيكان نيوز أجاب رئيس لجنة مجالس أساقفة الاتحاد الأوروبي الكاردينال جان كلود هوليريش على سؤال حول أكثر ما أثر فيه خلال مشاركته في لقاء فلورنسا. وتحدث هنا عن شهادة لأسقف من لبنان قُتل والداه حين كان صغيرا فاستقبلته مع أخوته عمتهم الراهبة، وصلَّت معهم كي تنفتح قلوبهم على المغفرة. وختم الكاردينال هوليريش أن المغفرة كأول رد فعل على الموت هي علامة رجاء وتسير في الاتجاه الممكن الوحيد من أجل السلام.