بحث

مقابلة مع المرسلة الكومبونيانية في جنوب السودان الأخت إيلينا بالاتي مقابلة مع المرسلة الكومبونيانية في جنوب السودان الأخت إيلينا بالاتي 

مقابلة مع المرسلة الكومبونيانية في جنوب السودان الأخت إيلينا بالاتي

يسعى جنوب السودان إلى السير على الدرب المؤدية إلى السلام والاستقرار وسط الكثير من المشقات. وإزاء استمرار التوترات وأعمال العنف أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الراهبة الإيطالية إيلينا بالاتي، من المرسلات الكومبونيانيات، ومنسقة مكتب التنمية البشرية المتكاملة التابع لهيئة كاريتاس في أبرشية مالاكال، وهي ملتزمة منذ سنوات طويلة في الدفاع عن حقوق الإنسان وتعمل في مجال "العدالة والسلام" مع أشخاص آخرين.

سلطت الأخت بالاتي الضوء على أبرز التحديات التي تواجه الحوار في البلد الأفريقي، متحدثة عن بصيص أمل يحمل على التفاؤل حيال تحقيق المصالحة في البلاد. وقالت إن معظم السكان يعلقون الآمال على اتفاقية السلام الموقعة عام ٢٠١٨، وهم يريدون أن يلمسوا هذا السلام لمس اليد، لكنها لم تُخف وجود صعوبات كبيرة تعترض درب السلام، مع أن منطقة مالاكال شهدت تراجعا في حدة التوتر وتراشق الاتهامات بين الأطراف المتنازعة، وهو أمر يبعث على الأمل.

وأشارت المرسلة الكومبونيانية إلى أن رئيس البلاد أعلن مؤخرا أن عام ٢٠٢٢ سيكون عام الحقيقة، مذكرة بأن أحد بنود اتفاق العام ٢٠١٨ يقضي بإنشاء لجنة لتقصي الحقائق من أجل تضميد جراح الماضي التي أحدثتها الحرب في المجتمع المدني. وتوقفت عند الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، لافتة إلى أنها تشكل بحد ذاتها عاملا لزعزعة الاستقرار، وثمة خطر تجدد الصراعات على المستويين المحلي والوطني، بيد أن فرص السلام ما تزال حاضرة وواقعية.

في سياق حديثها عن الحوار، قالت الأخت بالاتي إن الحوار هو قبل كل شيء عبارة عن الإصغاء والتأمل، موضحة أنها تسعى إلى تعزيزه من خلال دورات دراسية وزيارات ميدانية في الأبرشية، التي عانت أكثر من سواها بسبب الصراع المسلح. ولفتت إلى أن الحوار يكون صعبا في غالب الأحيان مع الأشخاص الذين عانوا من الحرب، وتألموا وفقدوا أحباءهم وأملاكهم. وأكدت الراهبة الإيطالية في ختام حديثها لموقعنا أن الحوار يتطلب النظر إلى الآخرين لا كأعداء بل كأخوة وأخوات، لأنهم هم أيضا ضحايا مثلنا، كما لا بد أن نُبقي الباب مفتوحاً تجاه الآخرين، كما يفعل الله معنا.

05 يناير 2022, 10:54