بحث

لقاء جماعة تيزيه المسكونية: صلاة من أجل الوحدة ونهاية الجائحة لقاء جماعة تيزيه المسكونية: صلاة من أجل الوحدة ونهاية الجائحة 

لقاء جماعة تيزيه المسكونية: صلاة من أجل الوحدة ونهاية الجائحة

بدأت يوم أمس الأربعاء وتستمر لغاية غد الجمعة أعمال المرحلة الأولى من لقاء جماعة تيزيه المسكونية، واقتصرت المشاركة على عدد من الشبان القادمين من مدينة تورينو وإقليم بيمونتيه، وذلك بسبب القيود المفروضة نتيجة جائحة كوفيد ١٩. أما المرحلة الثانية من اللقاء المسكوني الدولي فمن المرتقب أن تُنظّم من السابع وحتى العاشر من تموز يوليو ٢٠٢٢.

أحدثت الموجة الجديدة من وباء كوفيد في إيطاليا وجزء كبير من القارة الأوروبية تغييرا في شكل اللقاءات والأحداث لكن ليس في مضمونها. بهذا الروح الذي لا يخلو من بعض الخيبة افتُتحت مساء أمس الأربعاء أعمال المرحلة الأولى من اللقاء السنوي لجماعة تيزيه المسكونية، في مدينة تورينو الإيطالية، بحضور عدد من الشبان والشابات المحليين وآخرين قدموا من مدن أخرى في إقليم بيمونتيه، فيما تابع شبان آخرون حول العالم الأعمال من خلال تقنية البث التدفقي عبر الإنترنت. شكل اللقاء مناسبة للصلاة معاً، لكن بغية الصلاة حضوريا لا بد من انتظار المرحلة الثانية من اللقاء السنوي في شهر تموز يوليو المقبل.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأب لوكا راميلّو، من رئاسة أبرشية تورينو الذي رأى في هذا الحدث مسيرة حج على الأرض مفعمة بالثقة، لافتا إلى أن الشبان الحاضرين سيرفعون الصلاة على مدى ثلاثة أيام مع الأخ Alois. وأضاف أن شبكة الإنترنت تفسح المجال أمام آلاف الشبان للتواصل والصلاة معا إلى الله القدير سائلين إياه أن يتخلص العالم من الجائحة، موضحا أن الأيام الثلاثة هي أيام صلاة، فيما أنظار الجميع مشدودة نحو اللقاء الكبير المرتقب الصيف القادم في تورينو، والذي سيشهد مشاركة الشبان والعائلات والرعايا، كما أن رئاسة الأبرشية ستوفّر الضيافة لأشخاص سيتوافدون من بلدان عدة حول العالم، ليقفوا لحظة صمت وصلاة أمام الكفن المقدس.

بعدها لفت الكاهن الإيطالي إلى أن التأملات تتمحور حول كيفية خدمة الله والآخرين، موضحا أن اللقاء سيشهد أيضا نقاشات وطاولات مستديرة حول عدد من الموضوعات التي يوليها البابا فرنسيس أهمية خاصة، ومن بينها التضامن حيال المهاجرين وحماية البيت المشترك. وقال الأب راميلّو إن وباء كوفيد جعلنا نفقد أبعاد العيد، لكنه في الوقت نفسه أعادنا إلى جوهر الروحانية، لقد عاد بنا إلى الجذور مذكرا إيانا بأننا نقوم في رحلة حج، وبأن الحياة نفسها هي عبارة عن رحلة إيمانية، حتى وسط الظلام على غرار العذراء مريم، كما يؤكد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، والبابا يوحنا بولس الثاني. ولفت أيضا إلى أن الصلوات ستُرفع على نية العالم الذي يعاني من الصراعات والصدامات، كي يتمكن من عيش الوحدة في السلام. وطلب الكاهن الإيطالي من الجميع أن يوجهوا أنظارهم بإيمان نحو الله، من أجل تخطي خيبة الأمل التي اختبرناها على مدى السنتين الماضيتين، مذكرا بأن الله عظيم وعلينا أن نتوكل عليه حتى إن لم نستطع أن نفهم كل شيء. وعلى الرغم مما يجري من حولنا لا بد من الحفاظ على الرجاء والمواظبة على الصلاة.

مع افتتاح أعمال لقاء جماعة تيزيه، أمس الأربعاء، وجه رئيس أساقفة تورينو المطران شيزاريه نوزيليا رسالة إلى جميع المشاركين، حضوريا وعبر الإنترنت، عبر فيها عن امتنانه لحوالي أربعة آلاف وستمائة منتسب إلى الجماعة المسكونية الذين يشعرون بالمرارة لاستحالة مشاركتهم في الحدث حضوريا. مع ذلك شجع سيادته هؤلاء الشبان والشابات على السعي إلى تمتين روابط الصداقة مستفيدين من شبكة الإنترنت. وتطرق رئيس أساقفة تورينو إلى أهمية تقبل الآخر واستضافته، كعمل من الرحمة قادر على منح الخلاص للشخص الذي يقوم به. ولفت أيضا إلى المحنة التي يواجهها عالمنا اليوم بسبب جائحة جعلتنا نعيش أوضاعا لم نتصورها من قبل.

30 ديسمبر 2021, 11:41