بحث

صورة من الأرشيف للقاء البابا مع كاريتاس إيطاليا في ٢٦ حزيران يونيو ٢٠٢١ صورة من الأرشيف للقاء البابا مع كاريتاس إيطاليا في ٢٦ حزيران يونيو ٢٠٢١ 

المعاون الروحي لكاريتاس الدولية: الرسالتان العامتان للبابا فرنسيس "كن مسبحا" وFratelli Tutti توجهان عمل الهيئة

في أعقاب تلاوة صلاة التبشير الملائكي ظهر أمس الأحد وجه البابا فرنسيس كلمة إلى هيئة كاريتاس الدولية التي تحتفل بالذكرى السنوية السبعين لتأسيسها. غداة ذلك أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المعاون الروحي للهيئة الخيرية الكاثوليكية الذي أكد أن دعوة البابا تشكل مصدر تشجيع من أجل مواجهة التحديات الجديدة المطروحة اليوم أمامنا.

أبصرت كاريتاس الدولية النور في الثاني عشر من كانون الأول ديسمبر من عام ١٩٥١، عندما التأمت الجمعية التأسيسية في روما برغبة من السعيد الذكر البابا بيوس الثاني عشر، وذلك بهدف إنشاء هيئة تنسق الجهود الهادفة إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وتقديم الدعم لضحايا الصراع. ولمناسبة الذكرى السنوية السبعين لتأسيسها تنظم كاريتاس الدولية هذا الاثنين مؤتمرا في جامعة أوربنيانا الحبرية بروما حول موضوع "سبعون سنة من النضال ضد الفقر"، كما أطلقت حملة عالمية بعنوان "معا نتصرف اليوم من أجل غد أفضل". وهذه المبادرة شكلت موضع اهتمام البابا فرنسيس الذي دعا إلى المشاركة فيها خصوصا وأنها ترمي إلى خلق جماعة تهتم بالبيت المشترك، وتستلهم أفكارها من الرسالتين العامتين للبابا فرنسيس "كن مسبحا" وFratelli Tutti.

في حديثه لموقعنا الإلكتروني قال المعاون الروحي والكنسي لهيئة كاريتاس الدولية المطران بيار شيبامبو، إن البابا فرنسيس دعا الهيئة ظهر أمس الأحد لأن تكون فعلا أداة بيد الكنيسة، المدعوة إلى الكرازة بالإنجيل، ولفت سيادته إلى أن هذا الأمر يتحقق – بلا شك – من خلال إعلان الكلمة، ولكن أيضا عن طريق مساعدة الفقراء والمحتاجين. وأضاف أن كلمات الحبر الأعظم شكلت مصدر تشجيع للجميع كي يواصلوا نشاطهم في مختلف أنحاء العالم، مع العلم أن هذا النشاط هو جزء لا يتجزأ من رسالة الكنيسة.

ردا على سؤال بشأن أهمية النشاط الذي تقوم به كاريتاس الدولية، المتواجدة في مختلف أنحاء العالم، قال سيادته إن كاريتاس هي عبارة عن اتحاد يضم مائة واثنتين وستين منظمة تنشط في أكثر من مائتي بلد ومنطقة. وهي تُعتبر ثاني أكبر منظمة خيرية من بعد اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهي موجودة في الرعايا والأبرشيات وعلى المستويات الوطنية والدولية، كي تقدم شهادةً وتلبي الاحتياجات الطارئة، وهي ترافق الجماعات الساعية إلى تحسين ظروفها الحياتية، فضلا عن كونها مستعدة للدفاع عن تلك الجماعات عندما تقتضي الضرورة ذلك. وهذه هي الرسالة التي تقوم بها الكنيسة في أنحاء العالم كافة.

في سياق حديثه عن المسيرة التي قامت بها الهيئة خلال العقود السبعة الماضية، قال المطران شيبامبو إن الانطلاقة كانت عبارة عن اثنتي عشرة هيئة واليوم وصل هذا العدد إلى مائة واثنين وستين! وأضاف أن هذه البذرة التي غُرست في العام ١٩٥١، صارت اليوم عبارة عن شجرة كبيرة، وهذا النمو سيستمر. وذكّر بأن البابا فرنسيس قال مرة إن كاريتاس الدولية ما تزال فتية وهي بحاجة إلى المزيد من النمو.

فيما يتعلق بآفاق المستقبل، قال المعاون الروحي لكاريتاس الدولية إن الهدف للهيئة يتمثل دوما في خدمة ومرافقة وحماية الفقراء، مع النظر إلى التحديات المطروحة في عالم اليوم، ومن بينها تلك الواردة في الرسالتين العامتين للبابا فرنسيس "كن مسبحا" وFratelli Tutti، مع تسليط الضوء أيضا على الأزمة الإيكولوجية في عالمنا المعاصر، فضلا عن الأزمة الاجتماعية الراهنة. وأضاف سيادته أن الأزمة الإيكولوجية ستصبح الوجه الجديد لآفة الفقر، في المرحلة المقبلة، ومن هذا المنطلق ستلتزم كاريتاس مع جميع الكنائس في الحملة الدولية المذكورة، بغية معالجة الأزمتين الإيكولوجية والاجتماعية على حد سواء. وهذا هو تحد بالغ الأهمية. وختم المطران شيبامبو حديثه لموقع فاتيكان نيوز قائلا إن كاريتاس الدولية ستتابع العمل أيضا من أجل إرساء أسس الأخوة الكونية، توجهها بوصلة الرسالتين العامتين للبابا فرنسيس.    

13 ديسمبر 2021, 11:56