البابا فرنسيس وعضوة اللجنة الحبرية لحماية القاصرين البروفيسورة هانا سوخوتسكا البابا فرنسيس وعضوة اللجنة الحبرية لحماية القاصرين البروفيسورة هانا سوخوتسكا 

اللجنة الحبرية لحماية القاصرين تنظم مؤتمرا للكنيسة في وسط وشرق أوروبا

حماية القاصرين في أوروبا الوسطى والشرقية انطلاقا من إرشادات البابا فرنسيس في الإرادة الرسولية "أنتم نور العالم"، هذا هو محور مؤتمر تنظمه اللجنة الحبرية لحماية القاصرين. وحول المؤتمر واللجنة ونشاطها تحدثت عضوتها البروفيسورة هانا سوخوتسكا.

يُعقد في العاصمة البولندية وارسو من ١٩ حتى ٢٢ أيلول سبتمبر مؤتمر للكنيسة في أوروبا الوسطى والشرقية بعنوان "رسالتنا المشتركة لحماية أبناء الله" تنظمه اللجنة الحبرية لحماية القاصرين بالتعاون مع مجلس أساقفة بولندا، ويشارك فيه ممثلو السلطات الكنسية ومجالس الأساقفة والخبراء الناشطين في مجال حماية الأطفال والقاصرين في دول وسط وشرق القارة الأوروبية. وتأتي هذه المبادرة في إطار نشاط الدراسات والتكوين الذي تقوم به اللجنة الحبرية لحماية القاصرين في جميع أنحاء العالم، ويتمحور المؤتمر حول ما على الكنيسة أن تواجه من تحديات ردا على أزمة الاعتداءات الجنسية على القاصرين، حيث سيتأمل المشاركون في القضايا المتعلقة بالوقاية، ومن بينها تطبيق الإجراءات التي أشار إليها البابا فرنسيس في الإرادة الرسولية "أنتم نور العالم"، وأيضا تلك المتعلقة بالحماية أي الأدوات والموارد التي تم التوصل إليها بالفعل وتلك التي يجب تطبيقها من أجل ضمان حماية أكثر فعالية للقاصرين حسب ما جاء في الموقع الإلكتروني الخاص بالمؤتمر. ويهدف المؤتمر أيضا إلى تبادل الخبرات والإجابات وأفضل التطبيقات لتطوير تعاون وثيق بين جميع الأشخاص المسؤولين عن حماية الأطفال والقاصرين في كنائس وسط وشرق أوروبا.

وحول هذا المؤتمر ونشاط اللجنة الحبرية لحماية القاصرين كتبت البروفيسورة هانا سوخوتسكا عضوة اللجنة مقالا نشره موقع فاتيكان نيوز، ذكَّرت في بدايته بتأسيس البابا فرنسيس اللجنة الحبرية لحماية القاصرين سنة ٢٠١٤ لاقتراح مبادرات تهدف إلى تعزيز مسؤولية الكنائس عن حماية جميع القاصرين والبالغين الضعفاء. وتابعت البروفيسورة سوخوتسكا أن اللجنة اهتمت منذ البداية بالتوصل إلى أفضل الطرق لحماية القاصرين ومساعدة البابا والكنيسة على بلوغ هذا الهدف، وأضافت أن اللجنة تعمل منذ البداية انطلاقا من مبادئ أساسية مثل المصداقية، الشفافية، المسؤولية والمساءلة. وأكدت عضوة اللجنة أن مَن لديه مسؤولية عن أشخاص آخرين يجب أن يتحمل بشفافية المسؤولية عن استخدامه لسلطته وليست هناك أية إمكانية لإدارة ذاتية مغلقة، وينطبق هذا على كافة جوانب النشاط الرعوي.

أشارت البروفيسورة هانا سوخوتسكا في مقالها من جهة أخرى إلى نشاطات ومبادرات عديدة للجنة الحبرية لحماية القاصرين وذلك على صعيد مواضيع عامة مثل السرية وواجب الإبلاغ، هذا إلى جانب الاهتمام بالقضايا الإقليمية والمحلية مع انتباه خاص إلى المناطق التي دار الحديث فيها كثيرا عن الاعتداءات على القاصرين مثل تشيلي. تحدثت أيضا عن تنظيم اللجنة مشاريع ومؤتمرات من بينها المجلس الأمريكي اللاتيني لحماية القاصرين، وذلك بالتعاون مع أبرشية بوغوتا واتحاد المكرسين في أمريكا اللاتينية، مجلس أساقفة أمريكا اللاتينية، المدارس الكاثوليكية وهيئات حكومية ومنظمات غير حكومية وأجهزة إعلام دولية، هذا إلى جانب الكنائس الأخرى. تنظم اللجنة أيضا مراقبة لأوضاع حماية القاصرين في مجال التربية والتعليم، وقد انطلقت مشاريع المراقبة الأولى في جنوب أفريقيا، كولومبيا، الهند، الفلبين وتونغا.

وفي حديثها عن مؤتمر الكنيسة في وسط وشرق أوروبا قالت البروفيسورة سوخوتسكا إن دول هذه المنطقة لم تكن في البداية من المناطق الرئيسية في نشاط اللجنة، وكان يبدو أن الكنيسة في هذه الدول لا تعاني من هذه المشكلة بينما ثبت مع الوقت أن هذا لم يكن صحيحا. وتابعت أن الحاجة إلى تنظيم مؤتمر حول أوروبا الوسطى والشرقية قد برزت في نهاية عام ٢٠١٧ قبل اللقاء الدولي الذي عُقد في الفاتيكان، وكان يُزمع تنظيم المؤتمر في شباط فبراير ٢٠١٩ إلا أنه تأجل إلى سنة ٢٠٢٠ بسبب اللقاء الذي أراد البابا فرنسيس عقده في الفاتيكان حول حماية القاصرين والذي حُدد له موعدا شهر شباط فبراير ٢٠١٩ تحديدا، ولم يكن ممكنا عقد المؤتمر سنة ٢٠٢٠ بسبب جائحة كوفيد ١٩ وهكذا تَقرر تنظيمه في أيلول سبتمبر ٢٠٢١. وواصلت عضوة اللجنة الحبرية أن المؤتمر سينطلق من الإرادة الرسولية "أنتم نور العالم" للبابا فرنسيس التي صدرت سنة ٢٠١٩.

وعن أهداف هذه المبادرة قالت البروفيسورة سوخوتسكا إنها تتمثل في تقاسم الخبرات والتأمل للتعرف على كيفية مواجهة الكنائس في وسط وشرق أوروبا لظاهرة الاعتداءات الجنسية على القاصرين، وحث السلطات الكنسية على تحمل المسؤولية من أجل مواجهة صحيحة لهذه الاعتداءات عبر إجابة ملائمة على الجرائم المرتكبة من قِبل أعضاء الإكليروس أو الأخطاء الخطيرة للسلطات الكنسية، مع التزام قوي من أجل الوقاية. هدف آخر هو تعزيز فهم أفضل لموقف الكرسي الرسولي إزاء هذه الاعتداءات والتعديات، وأيضا فهم أفضل داخل مؤسسات الكرسي الرسولي لحاجة الكنائس في أوروبا الوسطى والشرقية إلى مساعدة خاصة لمواجهة هذه الاعتداءات، هذا إلى جانب تأسيس منصة للتعاون والتبادل بين دول المنطقة، وتعزيز التواصل بين السلطات الكنسية والمؤمنين والمجتمع المدني، وتأسيس فريق عمل كمنصة للتبادل المتواصل من أجل بيئة آمنة للقاصرين. وفي ختام مقالها الذي نشره موقع فاتيكان نيوز أكدت عضوة اللجنة الحبرية لحماية القاصرين البروفيسورة هانا سوخوتسكا أهمية حق المعرفة، مشيرة إلى أن توفر المعلومات حاليا لا يزال غير كافٍ، وأشارت بشكل خاص إلى نقص في المعلومات ذات الطابع القانوني والقضائي. وتابعت متحدثة عن مبادرات للّجنة الحبرية في هذا المجال من بينها الاعتراف بالحقيقة والعدالة كحق لضحايا الاعتداءات ما يتطلب وضع معيار أدنى لحق الإعلام، وأضافت أن هذا نشاط في مرحلة البداية حاليا يحتاج إلى فترة طويلة من البحث والتعمق، وذلك لتحليل وظيفة هذا الجانب الهام، هذا إلى جانب أهمية تبادل الخبرات.

07 سبتمبر 2021, 12:33