الكاردينال باسيتي: اليوم العالمي للمهاجر واللاجئ يشكل دعوة للتفكير كعائلة بشرية واحدة
عشية الاحتفال بهذه المناسبة، نُظم لقاء في مدينة لوريتو عصر السبت الفائت ترأسه الأسقف المحلي المطران فرانكو جوليو برامبيلا، حول موضوع "البيت المقدس، بيتُنا". وتخلل اللقاء تقديم المبادرات التي أعدتها مؤسسة "ميغرانتيس" للمناسبة، ومن بينها مواد إعلامية مطبوعة ومنشورة على الموقع الإلكتروني الخاص بالمؤسسة، التي ذكّرت الجميع بأن البابا فرنسيس يدعونا إلى السير معاً نحو مفهوم أكبر لكلمة "نحن"، وإلى إعادة تشكيل العائلة البشرية، من أجل بناء مستقبلنا المشترك، مستقبل العدالة والسلام، وكي نضمن ألا يُهمش أحد.
للمناسبة نشرت المجلة الشهرية التابعة للمؤسسة الكنسية مقابلة أجرتها مع رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال غوالتييرو باسيتي، الذي أوضح أن اليوم العالمي السابع بعد المائة للمهاجر واللاجئ يشكل بحد ذاته دعوة لنا جميعاً كي نفكّر كعائلة بشرية واحدة وكي نرى في كل إنسان أخا لنا، لاسيما الأشخاص المهمشين والمحتاجين. ولفت نيافته إلى أن الجائحة التي نمر بها ذكّرتنا بطريقة لا لبس فيها بأن لا أحد يستطيع أن ينجو لوحده، وبأننا جميعاً موجودون على متن الزورق نفسه، كما يقول البابا فرنسيس. وسطر الكاردينال باسيتي ضرورة أن نستخلص العبر من هذه المحنة الرهيبة، وأن نلتزم على جميع المستويات في مكافحة فيروس الفردانية الذي يولّد التفتت ويجعلنا غير قادرين على التخطيط لمستقبل يليق بالجميع.
بعدها تطرق نيافته إلى أهمية أن يوضع الكائن البشري في المحور على الدوام، لأنه كائن مخلوق على صورة الله ومثاله، وذلك بغض النظر عن وضعه الاجتماعي، وانتمائه الوطني ولون بشرته. كما لا بد من التغلب على الخوف الذي يشل الأشخاص ويُفقدهم الرجاء، ويضعهم في موقع الدفاع عن النفس. ولفت إلى أن الخوف يحمل الإنسان على الانغلاق على ذاته، وعلى بناء الجدران وتحجيم مفهوم الـ"نحن" الذي يتحدث عنه البابا فرنسيس.
وأضاف الكاردينال باسيتي أنه لا بد أن نتذكّر أن الاشتمال ليس فقط مسألة اجتماعية وتربوية، بل هو واقع يضرب جذوره في الأنسنة المسيحية، مشيرا إلى أن لا أحد يستطيع أن يقول إنه مسيحي عندما يقوم بإقصاء وتهميش الأخوة والأخوات. وشدد نيافته على ضرورة أن نتعلم كيف نتعرف على الأشخاص الذين يصلون إلى شواطئنا، بعد أن يكونوا قد نجوا من الموت غرقا في البحر، وأن نرى فيهم وجه الرب. كما لا بد من التخلّص من الأحكام المسبقة التي ترى في المهاجر مشكلة، أو حتى عدواً يأتي ليحرمنا من شيء ما. وقال: إن من هرب من الحرب والجوع والعنف هو أخٌ وسَنُدان يوما وفقا لقدرتنا على محبته وضيافته وحمايته.
عن مفهوم الـ"نحن" الكنسي تحدث أيضا رئيس مؤسسة "ميغرانتيس" المطران Gian Carlo Peregoالذي اعتبر أن هذا المفهوم ليس فقط أساسا للإيمان، لكن أيضا للرجاء والمحبة، وهو يطبع الصفات المسيحية ومسؤولياتنا ومشاريعنا. وأضاف أن هذا المفهوم يغتني من التنوع الذي يحمله لنا المهاجرون ويصير أكثر كونية، لافتا – في الختام – إلى أن البابا فرنسيس ذكّرنا في أكثر من مناسبة بأن نبذ الآخر وبناء الجدران واعتماد سياسات الطرد والاحتقار والعنف ممارسات لا تُفقر مفهوم الـ"نحن" وحسب بل تُضعف إيماننا، الذي ينبغي أن يكون بطبيعته جامعاً.