مجلس أساقفة أفريقيا الجنوبية ينشر رسالة رعوية حول الرسالة العامة للبابا فرنسيس "كن مسبحا"
اعتبر سيادته أن الواقع الحالي الذي يختبره العديد من الأشخاص حول العالم، لاسيما الفقراء والمهمشين، يعتمد بشكل أساسي على ظاهرة التبدل المناخي، لافتا على سبيل المثال إلى الفيضانات التي تشهدها بلدان عديدة، فضلا عن موجة الحرّ الغير اعتيادية والجفاف اللذين يسببان حرائق في مختلف المناطق. وأكد أن ما يزيد الطين بلة جائحة كوفيد ١٩ التي يواجهها العالم وتساهم في تفاقم كل هذه الكوارث.
حملت الرسالة الرعوية عنوان "البيئة والاستدامة"، وتضمنت اقتباساً من رسالة البابا فرنسيس العامة "كن مسبحا"، مسلطة الضوء على الطابع الاجتماعي لهذه الوثيقة البابوية وعلى الرباط الوثيق القائم بين موضوع الفقر والمشاكل الإيكولوجية. وكتب سيادته بهذا الصدد أن المسألة ليست إيكولوجية بحتة، لأنها تتعلق بالطريقة التي نتعامل فيها – ككائنات بشرية – مع الطبيعة والبيئة المحيطة بنا، لافتا إلى أن الإنسان يعتبر نفسه في المحور، وهذا التصوّر يعطيه الحق في أن يفعل كل ما يشاء وأن يستغل الخليقة وأمثالَه من البشر. وذكّر بالوثيقة التي نشرها قسم التنشئة والحياة والرسالة التابع لمجلس أساقفة جنوب أفريقيا وتطرقت إلى صرخة الأرض وصرخة الفقراء.
ورأى المطران De Groef، أن الخطوة الأولى الواجب اتّخاذها تتمثل في إيقاظ الوعي حيال التدهور الإيكولوجي والبيئي الذي نعيشه، وبعدها ينبغي أن نبحث عن الحلول على الصعيد الأبرشي والرعوي وفي أوساط الشباب والعائلات، كي يتحمل كل فرد مسؤولياته الخلقية لصالح الخير العام. وحذّر من مغبة إلقاء المسؤولية على الحكومات والمنظمات الدولية، لأنه لا بد من القيام بمبادرات صغيرة على المستويات المحلية من أجل خلق سلسلة، ويمكن أن نبدأ من الحفاظ على نظافة البيئة، والتنبه لاستخدام المياه والطاقة الكهربائية.
وختم سيادته الرسالة الرعوية بصلاة رفعها إلى الله القدير سائلا إياه أن يسكب محبته في قلوب الناس كي يهتموا بحماية الحياة والجمال. وطلب من الله أن يملأ الأشخاص بسلامه حتى يعيشوا كأخوة وأخوات ولا يُلحقوا الأذى ببعضهم، وأن يعضد جهود مساعدة الأشخاص المتروكين والمنسيين، وأن يحمل الشفاء للنفوس الجريحة.