جريمة قتل كاهن كاثوليكي في فرنسا: تنديد في مختلف الأوساط الكنسية والمدنية
قُتل الكاهن الكاثوليكي في محلة Saint-Laurent-sur-Sèvre حيث عثر رجال الدرك على الجثة بعد أن تقدم منهم رجلٌ اعترف بارتكابه الجريمة. الجاني يُدعى Emmanuel Abayisenga، في عقده الرابع ومن أصول رواندية، ويبقى لغاية اليوم المشتبه الوحيد في حادثة إضرام النار في كاتدرائية نانت، في تموز يوليو ٢٠٢٠. وعلى الرغم من الاشتباه به تم الإفراج عنه، مطلع حزيران يونيو الفائت، على أن يبقى تحت مراقبة القضاء، وقد وجد مأوى لدى الجماعة الرهبانية التي كان ينتمي إليها الكاهن المغدور، وذلك بانتظار بدء جلسات المحاكمة المرتقبة العام القادم. وكان محامي الدفاع عن المتهم قد صرّح بأن موكّله رجلٌ "هشّ جسدياً ونفسيا". وإذ استبعد المحققون وجود دوافع إرهابية وراء جريمة القتل هذه، وُجهت للجاني تهمة القتل عمدا.
لم تتأخر الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا في التعبير عن ألمها حيال ما جرى، وعن قربها من عائلة الكاهن المغدور، ومن الجمعية الرهبانية التي كان ينتمي إليها. وهذا ما جاء في تغريدة تويترية لرئيس مجلس أساقفة فرنسا المطران Éric de Moulins-Beaufort ، كتب فيها أن الأب Maire، عاش حياته تابعاً المسيح حتى النهاية، وتميّز بتقديمه الضيافة للجميع بدون أي شروط مسبقة. وأكد سيادته أنه يرفع الصلوات من أجل عائلة الراحل وأخوته في الرهبنة، وعلى نية جميع الأشخاص الذين صُدموا أمام هول الجريمة، وعلى نية القاتل أيضا. أما الرئيس العام لرهبنة مرسلي القديس دو مونفور، الأب Santino Brembilla فقال من جهته إن الراحل كان كاهنا وراهباً ومرسلا ذي قيمة عالية. وكان خبيراً في روحانية القديس دو مونفور، وقد ساعد الرهبنة ورافقها في عملية فهم رسالة المؤسس القديس Louis-Marie Grignion de Montfort .
مما لا شك فيه أن ردود الأفعال لم تقتصر على الأوساط الكنسية إذ عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة Jean Castex عن قربهما وتضامنهما مع جميع المواطنين الكاثوليك في فرنسا ومع جمعية مرسلي القديس دو مونفور. فقد غرد الرئيس ماكرون على موقع تويتر قائلا إن الراحل كان يحمل في ملامح وجهه السخاء والمحبة حيال القريب، لافتا إلى أن حماية المؤمنين في فرنسا تشكل أولوية بالنسبة له. أما وزير الداخلية الفرنسي Gérald Darmanin، فقد اجتمع عصر أمس الاثنين إلى أعضاء الجمعية الرهبانية، وعقد مؤتمراً صحفيا في أعقاب اللقاء تحدث فيه عن السعي إلى إلقاء الضوء على هذه الجريمة البغيضة، مضيفا أن الاعتداء على كاهن، وعلى أحد رجال الكنيسة، يعني الاعتداء على الروح الفرنسية. ولم يشأ الوزير الفرنسي أن يدخل في سجال مع زعيمة اليمين المتطرف Marine Le Pen التي نددت بعدم طرد المهاجر الرواندي، المشتبه الوحيد في الاعتداء على كاتدرائية نانت. وقال دارمامان إن هذا الوقت هو وقتٌ للحداد لا للسجال، لافتا إلى أن وضع المتهم كانت ينتظر قراراً قضائياً ولذا لم يتم طرده من فرنسا.
ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها رجال الدين الكاثوليك في فرنسا لجرائم من هذا النوع. ولعل أهم حادثة يتذكّرها الرأي العام هي جريمة قتل الكاهن جاك هاميل، الذي قضى ذبحاً في ختام احتفاله بالقداس الإلهي في السادس والعشرين من تموز يوليو ٢٠١٦، وقد أحيا الكاثوليك في فرنسا الذكرى الخامسة لقتله لأيام خلت. وثمة أيضا الأب Jean-Luc Cabes كاهن من أبرشية تارب – لورد، الذي قُتل ليل العاشر من أيار مايو ١٩٩١، فضلا عن الأب Louis Jousseaume خادم رعية Égletons الذي قُتل في السادس والعشرين من تشرين الأول أكتوبر ٢٠٠٩. كما أن مؤمنين كثر يتذكرون تاريخ السادس عشر من آب أغسطس ٢٠٠٥ عندما تم اغتيال مؤسس جماعة تيزيه الأخ روجيه شوتس، داخل كنيسة المصالحة.