الكاردينال بيتروكي: يجب أن نضمن عهدًا علاجيًّا للمريض
إن المرض الذي لا يمكن الشفاء منه ليس مرضًا لا يمكن علاجه، لذلك يجب أن يؤمَّن للمريض عهد علاجيّ متكامل وفعال بالإضافة إلى مرافقة روحية، نفسيّة وعلائقية سخيّة ومثابرة. هذا ما تمحورت حوله رسالة الكاردينال جوزيبي بيتروكي رئيس أساقفة لاكويلا، التي وجّهها الى المشاركين في مؤتمر حول "نهاية الحياة، صمت المشرع ودور الأقاليم"، والذي عقد يوم السبت الماضي في إقليم الأبروتسو.
كتب الكاردينال بيتروكي في رسالته جميعنا نعرف الحالة المأساوية التي يمكن أن يجد المريض نفسه فيها بسبب الأمراض الطويلة الأمد والمؤلمة والمسبب للإعاقة، حيث يصبح الموقف أكثر إيلامًا في المرحلة النهائية وحين يتم إصدار التشخيص بعدم القدرة على الشفاء. وأضاف كذلك يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أيضًا الجانب الاجتماعي والاقتصادي. لأتنّه وبحسب البعد الإنجيلي من الضروري تحريك مشاركة محبة على مثال السامري الصالح قادرة على تقديم قرب ملموس للجميع. وبالتالي من الأهميّة بمكان في العلاج ألا يشعر المريض بأنّه عبئ، وإنما أن يشعر بقرب وتقدير أحبائه. وفي هذه المهمة، تحتاج الأسرة إلى المساعدة والوسائل المناسبة.
بعدها تحدث الكاردينال بتروكي عن حزن الحالة التي تحملنا إلى عتبة الحد البشري الأقصى، والاختيارات الصعبة التي ينبغي القيام بها. إختيارات، بحسب رئيس أساقفة لاكويلا تعرضنا لتجربة الانسحاب من العلاقة. ولكن هذا هو المكان الذي يُطلب فيه منا الحب والقرب، أكثر من أي شيء آخر، مع الإعتراف بالمحدودية التي تجمعنا وتجعلنا متضامنين مع بعضنا البعض. وإذا علمنا أننا لا نستطيع دائمًا ضمان شفاء الشخص الحي من المرض، لكن يمكننا ويجب علينا دائمًا الاعتناء به بدون أن نقصّر له حياته، وإنما أيضًا بدون التعنُّت بلا فائدة لمنع موته. وفي هذا السياق، تابع الكاردينال بيتروكي يقول تسير العلاجات المخفِّفة، التي تتمتّع بأهمية كبيرة على المستوى الثقافي، إذ تلتزم بمحاربة كل ما يجعل الموت أكثر حزنًا ومعاناة، أي الألم والعزلة.
أما فيما يتعلق بتحديد المسارات المشتركة، فيلاحظ الكاردينال بيتروكي أنه داخل المجتمعات الديمقراطية، يجب معالجة هذه المواضيع الحساسة بهدوء: بطريقة جادة ومدروسة، مع الاستعداد لإيجاد حلول، بما في ذلك تلك التقريرية والتنظيمية والأكثر تقاسمًا.
وختامًا، المقطع الأساسي حول تعاليم الكنيسة، ويشدّد رئيس أساقفة لاكويلا أنَّ البابا فرنسيس قد أعاد التأكيد على المحتويات الأخلاقية الأساسية وأنّ الحياة تأتي من الله، وأن الإنسان يُدعى بعد أن قد نالها لكي يقبلها ويتممها بمساعدة النعمة. لذلك فإن الحياة، منذ الحبل بها وحتى موتها الطبيعي، تشكل عطية ثمينة على الإنسان أن يكون حاميًا لها ولا سيِّدًا عليها. وفي هذه الرؤية، لا يمكن للقتل الرحيم وكذلك للإنتحار بمساعدة الغير أن يصبح شرعيًّا أبدًا.