بحث

مرسل إيطالي في ليبيريا يحدثنا عن أبرز التحديات التي تواجهها الكنيسة مرسل إيطالي في ليبيريا يحدثنا عن أبرز التحديات التي تواجهها الكنيسة  

مرسل إيطالي في ليبيريا يحدثنا عن أبرز التحديات التي تواجهها الكنيسة

أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المرسل الإيطالي في ليبيريا الأب لورنزو سنايدر الذي سلط الضوء على نشاط الكنيسة الكاثوليكية الهادف إلى التخفيف من حدة معاناة السكان ضحايا سنوات من الحرب الأهلية والعنف ناهيك عن وباء إيبولا، وقال إن من بين التحديات الأبرز التي نواجهها اليوم هو النضال في سبيل العدالة، خصوصا وأن أمراء الحرب لم يُحاسبوا إطلاقا على جرائمهم.

الأب سنايدر البالغ من العمر خمسة وأربعين عاماً يقوم برسالته في منطقة "فويا" النائية في شمال غرب ليبيريا، حيث تعيش نسبة ثلاثة وثمانين بالمائة من المواطنين تحت عتبة الفقر بحسب معطيات المنظمات الدولية. قال الكاهن الإيطالي – الذي سبق أن أمضى ثماني سنوات في شاطئ العاج – إنه مرسل يتعلّم من الآخرين، لافتا إلى أن العناية الإلهية تجعله يلتقي غالبا بأشخاص في حياته يتعلم منهم أموراً كثيرة.

قال سنايدر إن الكنيسة الكاثوليكية في ليبيريا فتية، لافتا على سبيل المثال إلى أن المنطقة التي يخدم فيها تلقت بشارة الإنجيل على يد الأخوة البروتستنت، بما أن الكاثوليك وصلوا في فترة لاحقة، ولكن قبل اندلاع الحرب الأهلية. ومن هذا المنطلق تفتقر المنطقة إلى الكهنة، وهذا يولد صعوبات خصوصا في أبرشية غبانغا التي تصل مساحتها إلى ثلاثين بالمائة من مساحة ليبيريا. وهذا الأمر حمل العديد من معلمي التعليم الديني على الاهتمام بالمؤمنين في مختلف الرعايا. كما أن الحرب الأهلية التي حصدت أكثر من مائة وخمسين ألف ضحية وسببت تهجير الكثيرين، حالت دون تنفيذ أي نشاطات أو برامج رعوية. وأوضح أن جميع المواطنين الذين وُلدوا قبل عام ٢٠٠٣ سبق أن عاشوا في مخيمات النازحين. لذا إن الكنيسة مدعوة إلى مرافقة الشعب وإلى مقاسمته معاناته.

هذا ثم لفت المرسل الإيطالي في ليبيريا إلى أن الكنيسة الكاثوليكية تريد أيضا أن ترافق عملية النمو المتكامل والمستدام، وهي تناضل أيضا في سبيل العدالة، خصوصا وأنه بعد انتهاء الحرب الأهلية الثانية لم يَمثل أي من أمراء الحرب أمام القضاء وما يزال ضحايا أعمال العنف والجرائم الوحشية ينتظرون تحقيق العدالة. والكنيسة تخوض أيضا معركة لصالح احترام كرامة الناس والعمال، لافتا – على سبيل المثال – إلى أن المزارعين يعملون في الحقول منذ الصباح وحتى المساء، مقابل ما يعادل أورو ونصف في اليوم.

بعدها شدد الأب سنايدر على أن الشبان هم محرك المجتمع والكنيسة، موضحا أن هؤلاء يشكلون النسبة الأكبر من سكان ليبيريا، وكثيرون يضعون أنفسهم في خدمة الخير العام. ولفت إلى أنه أنشأ في رعيته جماعة تضم أكثر من ستين شاباً متطوعاً يسعون إلى مساعدة الأشخاص الذين هم أفقر منهم. وأضاف أن من بين المشاريع التي يتم العمل عليها حاليا بناء مدرسة في إحدى القرى النائية وسط الأدغال، وهذا الجهد البسيط – ختم حديثه بالقول – يعكس الرغبة في النهوض السائدة وسط هؤلاء الشبان.

01 يوليو 2021, 13:52