نوتارستيفانو: هيئة العمل الكاثوليكي تسعى إلى التجاوب مع دعوة البابا فرنسيس إلى عيش السينودسية نوتارستيفانو: هيئة العمل الكاثوليكي تسعى إلى التجاوب مع دعوة البابا فرنسيس إلى عيش السينودسية 

نوتارستيفانو: هيئة العمل الكاثوليكي تسعى إلى التجاوب مع دعوة البابا فرنسيس إلى عيش السينودسية

في مقابلة مع إذاعة الفاتيكان تحدث Giuseppe Notarstefano الرئيسُ الجديد لهيئة "العمل الكاثوليكي" الإيطالية، الذي انتُخب مؤخراً في هذا المنصب للفترة الممتدة بين عامي ٢٠٢١ و٢٠٢٤، تحدث عن المسارات الجديدة التي ستقوم بها الهيئة على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وقال: "في إطار المسيرة السينودسية للكنيسة الإيطالية نود أن نضع بتصرف الجميع خبراتنا في مجال الحوار والتكاتف أيضا مع الجماعات غير الكنسية".

"مجانية، تواضع ووداعة"، هذه هي الصفات الثلاث التي ينبغي أن تميّز هيئة "العمل الكاثوليكي"، بحسب البابا فرنسيس الذي التقى بأعضاء المجلس الوطني في الثلاثين من أبريل نيسان الماضي، خلال انعقاد أعمال جمعيتهم العامة الثامنة عشرة. وشجعهم البابا أيضا على البقاء أمناء لرجال ونساء زماننا الحاضر. الرئيس الجديد للهيئة الكاثوليكية هو صقلي الأصل، متأهل وله أولاد، وهو باحث في مجال علم الإحصاءات الاقتصادية ويدرّس في إحدى جامعات باليرمو. كما يتمتع بخبرة واسعة داخل الهيئة، وتم اختياره ليرأسها من قبل المجلس الدائم لمجلس أساقفة إيطاليا، في ختام أعمال جمعيته العامة الأخيرة.

استهل نوتارستيفانو حديثه لإذاعة الفاتيكان مشيرا إلى أن "العمل الكاثوليكي" هي قبل كل شيء عبارة عن جمعية تضم مؤمنين علمانيين، ورسالتها تتمثل في تسليط الضوء على الحياة الملموسة للأشخاص، ضمن البيئات المسيحية. وقال: إننا نعمل معاً من أجل بناء دروب من الأخوة والصداقة الاجتماعية، لافتا إلى أن هاتين العبارتين عزيزتان جداً على قلب البابا فرنسيس. وأضاف: إننا نشعر اليوم بواجب نسج علاقات من الصداقة، تكون خيراً للجميع، أكان للكنيسة أم لحياة الأشخاص بصورة عامة.

في سياق حديثه عن اللقاء الذي جمع أعضاء المجلس الوطني مع البابا فرنسيس، والذي شجعهم على البقاء ودعاء في الروح، قال رئيس هيئة "العمل الكاثوليكي" الإيطالية إن الحبر الأعظم وجه لنا دعوة هامة لأن البعد التنظيمي يحتل أحياناً قسطا كبيراً من الوقت، وهنا نواجه خطر صب الاهتمام على هذه الأبعاد دون سواها. وهذا موقف لا بد من تفاديه لأنه ينعكس سلباً على الحماسة والشغف. وأضاف أن هذين الشعورين لا يغيبان عن الجماعة، لافتا إلى أنه لمس هذا الأمر لمس اليد خلال الأيام الماضية، إذ حرّكه شغفُ وحماسة الخدمة. وأشار أيضا إلى أن الأعضاء يعملون جاهدين على تنمية الروابط والعلاقات الإنسانية. وهذا ما تبيّن بصورة واضحة في خضم الأزمة الصحية التي نمر بها. وقال إن أموراً كثيرة وُضعت موضع نقاش، كما أن العديد من التصرفات لم تعد ممكنة نتيجة التباعد الاجتماعي، بيد أن الأمور المهمة لم تزُل، إذ بقي الاهتمام بالعلاقات الشخصية وبالقدرة على الاعتناء بما هو مهم، أي الرغبة في المكوث معاً من أجل التعمق في أبعاد الحياة كلها، ضمن إطار الصداقة.

ردا على سؤال حول كيفية تلبية دعوة البابا فرنسيس للإصغاء إلى المعاناة الاجتماعية والاقتصادية وليدة الجائحة، قال السيد نوتارستيفانو إن هيئة "العمل الكاثوليكي" تفعل ذلك من خلال الإفادة من خبرة الأشهر الماضية. وتحدث عن الأيام الصعبة، أكان خلال الإقفال العام أو بعده، والتي أماطت اللثام عن آلام كثيرة، لافتا إلى أن هيئة العمل الكاثوليكي وضعت نفسها فوراً في خدمة الأشخاص وبأشكال عدة، لم تخلُ أحيانا من الإبداع. وأوضح – على سبيل المثال – أن هناك من ساعدوا من خلال توفير إمكانية التعلّم عن بُعد للتلامذة المحتاجين، فأهدوهم أجهزة لوحية (أو تابليت)، كما تم أيضا تنظيم دورات دراسية خارج الدوام المدرسي، لاسيما في فصل الصيف. وهناك من مدوا يد العون للعائلات والمسنين من خلال التبضع من أجلهم وتوفير احتياجاتهم.

في سياق حديثه عن نشاط "العمل الكاثوليكي" في إطار المسيرة السينودسية للكنيسة الإيطالية، قال رئيس الهيئة إن البابا يتحدث عن هذا الموضوع باستمرار وقد لاحظ خلال لقائه الأخير معنا أننا نعيش السينودسية، وكان إقراره هذا مدعاة فرح كبير لنا. وتابع قائلا: لقد أدركنا أن السينودسية هي عبارة عن الإصغاء أيضا: الإصغاء بين مختلف الأجيال وبين الأوضاع الاجتماعية، ومناطق العالم. وبهذه الطريقة – ختم نوتارستيفانو حديثه لإذاعتنا – تستطيع الهيئة أن تضع نفسها بتصرف الكنيسة في إيطاليا، حيث ترتكز المسيرة المشتركة بين الأشخاص إلى الحوار والتكاتف.                   

05 يونيو 2021, 11:30