استهداف كنيستين كاثوليكيتين في جمهورية الكونغو الديمقراطية. مقابلة مع المطران سونديريا
إذا ما يزال الخوف سيد الموقف في جمهورية الكونغو الديمقراطية، لاسيما في الأوساط الكنسية إذ يخشى المؤمنون الكاثوليك من تصعيد أمني جديد يستهدفهم، بعد استهداف الكنيستين الواقعتين في أبرشية بوتمبو بيني، في منطقة شمال كيفو، مع العلم أن البلد الأفريقي لم يتمكن من تخطي هذه الأوضاع المأساوية بالكامل. وكان باستطاعة الانفجارين الأخيرين أن يوقعا أعدادا كبيرة من الضحايا لكن لحسن الحظ اقتصرت الأضرار على إصابة امرأتين بجروح طفيفة بحسب السلطات المحلية. ويرى العديد من المراقبين أن المجموعات المسلحة الناشطة على التراب الكونغولي تسعى إلى تكثيف هجماتها، واللافت أنه خلال الفترة الممتدة بين عامي ٢٠١٣ و٢٠٢١ أسفرت الهجمات وأعمال العنف عن سقوط أكثر من عشرة آلاف ضحية، من بينهم السفير الإيطالي في البلاد لوكا أتاناسيو الذي قُتل رميا بالرصاص في الثاني والعشرين من شباط فبراير الماضي بالقرب من مدينة غوما. إزاء هذا التصعيد الأمني والمخاوف التي أثارها التفجيران الأخيران أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع النائب العام على أبرشية بوتمبو بيني، المطران لورنزو سونديريا الذي قال إنه لا يستطيع أن يؤكد أن الكنيسة الكاثوليكية هي المستهدفة من قبل الهجومين، معتبرا أن المهاجمين أرادوا ربما أن يثيروا الضجة من خلال فعلتهم هذه. ويؤكد سيادته أنه قبل انفجار القنبلة التي وُضعت وراء المذبح، يوم الأحد السابع والعشرين من الجاري، كان يستعد للاحتفال بقداس الأحد ويؤكد أنه على الرغم من الخوف لم يشأ أن يعلق الاحتفال بالقداس، وهذا ما قاله أيضا لأبناء الرعية. وأضاف المطران سونديريا أنه من الصعب جدا – في المرحلة الراهنة – التعرف على الجهة التي تقف وراء الهجوم، وذلك نظرا لانتشار القوات المسلحة والمجموعات الثورية على كامل التراب الكونغولي. وأشار إلى أن المؤمنين يحافظون على هدوئهم على الرغم من الخوف. وهم لا يعلمون ماذا سيحصل في المستقبل. وقال: لقد اعتقدنا أن العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الحكومية في المحافظة ستضع المنطقة على مسار السلام، لكن من الواضح أن الأمر ليس كذلك، ولذا يشعر المواطنون بخيبة أمل كبيرة. |
ردا على سؤال حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الكنيسة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في هذا السياق الصعب الذي تعيشه البلاد، قال سيادته إن دور الكنيسة كبير، إذ يتعين عليها – كما فعلت على الدوام – أن تستمر في التنديد بالشرور والانتهاكات وأعمال العنف. كما يتعين عليها أن تبحث عن السلام، من خلال إرساء أسس الحقيقة والتأكيد على أن الحرب لا تقود إلى أي نتيجة ولا جدوى منها. في ختام حديثه لموقعنا عاد النائب العام على الأبرشية الكونغولية ليؤكد أن المؤمنين مصرون على العيش بصورة طبيعية على الرغم من الخوف.