البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مترئسا القداس الإلهي في بازيليك سيدة لبنان، حريصا، الأحد 09 أيار مايو 2021 البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مترئسا القداس الإلهي في بازيليك سيدة لبنان، حريصا، الأحد 09 أيار مايو 2021 

البطريرك الماروني: برجاء وايمان وطيدين نكل حياتنا ووطننا لبنان إلى عناية أمومة الكلية القداسة مريم العذراء

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي الأحد التاسع من أيار مايو في بازيليك سيدة لبنان، حريصا، وألقى عظة بعنوان "ها منذ الآن تطوّبني جميع الأجيال" (لو 1: 48) واستهلها قائلا "في عيد سيّدة لبنان، نلتقي ككلّ سنة حول أمّنا مريم العذراء في بازيليك حريصا، وعيوننا وقلوبنا شاخصة إلى تمثالها، ونقرأ من خلاله حنان أمومتها، ونلتمس فيض النعم والبركات السماويّة من يديها المبسوطتين نحو أرضنا. نلتقي في مسيرة الأجيال لنعطيها الطوبى على ما هي، وعلى ما صنع الله لها من عظائم في تدبيره الخلاصيّ. فكانت تحفةَ الفنّان الإلهيّ، ومثالًا لما يصنعه الله في كلّ كائن بشريّ مؤمن يفتح قلبه له. ولذا، أطلقت مريم، من بيت أليصابات، هذا النشيد النبويّ: "ها منذ الآن تطوّبني جميع الأجيال، لأنّ القدير صنع لي العظائم" (لو 1: 48-49)".

في عظة ألقاها مترئسا قداس الأحد في بازيليك سيدة لبنان، حريصا، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "يطيب لنا في المناسبة أن نكرّس، بعد هذا القدّاس الإلهيّ، "كنيسة بيت مريم" التي أُنشئت بفضل متبرّعين، نشكرهم ونلتمس من الله، بشفاعة أمّنا السماويّة، أن يفيض عليهم المزيد من نعمه وبركاته". ووجه غبطته "تحيّة شكر وتقدير إلى جمعيّة الآباء المرسلين اللبنانيّين الموارنة، بشخص رئيسها العام قدس الأب مارون مبارك ومجلس الشورى، الذين يؤمّنون الخدمة الروحيّة والإداريّة للمعبد والبازيليك وما يتّصل بهما، تحت ولاية البطريركيّة. فمنذ التأسيس وهم يتفانون في هذه الخدمة، ويوسّعون الأبنية. فنحيّي رئيسها الحالي عزيزنا الأب فادي تابت والآباء معاونيه". كما وأشار البطريرك الراعي في عظته إلى أن هذا الأحد مخصص ليكون "يوم صلاة من أجل مسيحيي الشرق"، بمبادرة من مؤسسة L’Oeuvre d’Orient بشخص مديرها العام المونسنيور بسكال غولنيش. ستُقدّم بين النوايا نيّة خاصّة بمسيحيّي الشرق والمحسنين الفرنسيّين، وفي الختام صلاة شكر".

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، قال البطريرك الراعي "بما أنّ جودة الله تفيض على الجميع، لكي تظهر في أعمالهم ومواقفهم ومبادراتهم، نصلّي من أجل أن ندرك جميعًا هذه الجودة المجّانيّة، ونبيّن إنعكاسها فينا، كما فعل الآباء والأجداد عبر العصور. فنحن شعب يملك طاقات الصمود للدفاع عن كرامته وحقّه وهوّيته واستقلال وطنه وحدوده، رغم كلّ المصائب التي حلّت به في السنوات الأخيرة. واليوم، على الرغم من الأزمة السياسيّة والضائقة الإقتصاديّة والمعيشيّة، ندعو الشعب للحفاظ على هذا الكيان اللبنانيّ، ولإعادة تجميع طاقاته وقدراته وروحه المنتفضة، فلا يَفقد الأمل بالمستقبل. الظلمة وراءنا والنور أمامنا. ومن شأن النور أن يُمزِّق طبقات الظلام. فلن ندع لبنان يسقط. ولأننا نناضل لمنع سقوط لبنان، نجدّد النداء إلى المعنيّين بتأليف الحكومة ليُسرعوا في الخروج من سجون شروطهم، ويتّصفوا بالمناقبيّة والفروسيّة، ويعملوا، بشرف وضمير وإصغاء مسؤول إلى أنين الشعب، على تشكيل حكومة قادرة تضمّ النخب الوطنيّة الواعدة. وإذ نُلحّ على موضوع الحكومة، فلأنّنا نخشى أن يُهمَل ويُنسى في مجاهل لعبة السلطة داخليًّا وفي صراع المحاور إقليميًّا. هناك من يعمد إلى دفع لبنان نحو مزيد من الانهيار لغاية مشبوهة."

وأضاف البطريرك  مار بشارة بطرس الراعي "وإنّا إذ نكرّر الدعوة لإعلان حياد لبنان الإيجابيّ الناشط، وتلازمًا لعقد مؤتمر دوليّ خاص بلبنان برعاية منظّمة الأمم المتّحدة، فلكي يكون مصير لبنان مستقلًّا عن التسويات الجارية في الشرقِ الأوسط، ولو على حساب حقّ شعوب المنطقة في تقرير مصيرها. أمّا نحن اللبنانيّون فمسؤولون عن تقرير مصيرنا الحرّ والسياديّ، بعيدًا عن تأثير أيّ مساومة، أو تسوية من هنا وهناك وهنالك. دورنا أن نواصل النضال من أجل استعادة القرار الحرّ والسيادة والاستقلال وسلامة كلّ الأراضي اللبنانية. لا يُمكن أن يكون لبنان سيّدًا ومستقلًّا من جهة، ومرتبطًا بأحلاف ونزاعات وحروب من جهة ثانية!. وعليه، نحن نؤيّد تحسين العلاقات بين دول المنطقة، على أسس الاعتراف المتبادل بسيادة كلّ دولة وبحدودها الشرعيّة، والكفّ عن الحنين إلى السيطرة والتوسّع. ونتمنى أن تنعكس أجواء التقارب المستَجِدّ على الوضع اللبناني فيخفُّ التشنّج بين القوى السياسيّة، وتنسحب من الصراعات والمحاور ما يسمح للبنان أن يستعيد حياده واستقلاله واستقراره. ونطالب هذه الدول بأن تَنظر إلى القضيّة اللبنانيّة كقضيّة قائمة بذاتها، لا كملفّ مُلحَق بملفّات المنطقة".

وفي ختام عظته مترئسا قداس الأحد في بازيليك سيدة لبنان، حريصا، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "إنّنا برجاء وايمان وطيدين نكل حياتنا ووطنا لبنان إلى عناية أمومة الكليّة القداسة مريم العذراء، ونطوّبها رافعين معها نشيد التسبيح لله صانع العظائم لها وللكنيسة، ممجّدين الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد. آمين".

10 مايو 2021, 12:33