الأب فلطس: آن الأوان للتوصل إلى حل بشأن القدس وإلا سيستمر الصراع لمائة عام الأب فلطس: آن الأوان للتوصل إلى حل بشأن القدس وإلا سيستمر الصراع لمائة عام 

الأب فلطس: آن الأوان للتوصل إلى حل بشأن القدس وإلا سيستمر الصراع لمائة عام

إزاء استمرار القصف المتبدل بين إسرائيل وقطاع غزة ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا في القطاع الفلسطيني بينهم العديد من الأطفال، أطلق الأب ابراهيم فلطس من حراسة الأرض المقدسة نداء من أجل وضع حد لأعمال العنف، في وقت توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيمين نتنياهو حركة حماس بتكيف الغارات على القطاع تزامنا مع وصول مبعوث الرئيس الأمريكي هادي عمرو إلى المنطقة.

أمام هذا السيناريو المأساوي أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأب فلطس الذي قال إنه عاش الانتفاضة الفلسطينية الثانية في بيت لحم، لافتا إلى أن العالم كله اطّلع على مدى قساوتها، لكنها شيء لا يُذكر قياسا بما يجري حالياً في الأرض المقدسة، أكان في إسرائيل أم في الأراضي الفلسطينية. وتابع قائلا: إننا لا نتحدث فقط عن بيت لحم أو غزة أو رام الله، بل عن الأرض المقدسة ككل، إننا نتحدث عن الناصرة وحيفا وقانا الجليل، لأنه لا توجد اليوم منطقة آمنة في الأرض المقدسة، إذ إن المواجهات والصدامات تجري في كل مكان، وثمة عنف أعمى: عنفٌ مفعم بالحقد بين الناس، عنف لم يسبق له مثيل، ولا توجد جهة يمكن التحاور معها. أضاف فلطس أن المشكلة في غاية من الخطورة لافتا إلى إضرام النار في السيارات والبيوت والمجامع ودور العبادة، ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى وإصابة أشخاص كثيرين بجروح بالغة. وقال: ثمة حرب دائرة بين المستوطنين اليهود والعرب الإسرائيليين، وهذا ما يحصل في الأراضي المحتلة في الضفة الغربية، حيث صارت الطرقات مسرحاً للقتال والتضارب بالعصي ورمي الحجارة، إننا نتحدث عن حرب تدور في كل مكان.

بعدها أوضح الراهب الفرنسيسكاني أن النزاع اندلع اليوم، لكن جذور المشكلة تعود إلى العام 1967، عندما لم يتم التوصل إلى حل بشأن القدس، التي هي قلبُ الصراع. وقال: إذا تم التوصل إلى حل لمشكلة القدس، ستنعم المنطقة بالسلام. ولفت إلى التظاهرات الجارية في بلدان عدة شأن لبنان والأردن ومصر، مضيفا أنه عندما تُضرب القدس يُعاني الجميع لأنها في صميم الكل. واعتبر فلطس أنه آن الأوان للتوصل إلى حل بشأن المدينة المقدسة وإلا سيستمر الصراع لمائة عام! وأوضح أن ما يجري ليس عبارة عن حرب بين إسرائيل وحماس، حيث يمكن أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بل ثمة صراع بين شعبين يسعى كل منهما إلى تطبيق العدالة ولا يوجد أي محاور، مشيرا إلى أن ما تشهده المنطقة اليوم لم يسبق له مثيل منذ العام 1948، ولا بد أن يدرك العالم هذا الأمر.

وعاد الأب فلطس ليشدد على أهمية حل مشكلة القدس، وقال إن حلَّها سيؤدي إلى حل باقي المشاكل. وذكّر بأنه خلال قمة كامب دايفيد التي جمعت رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك بالرئيس الراحل ياسر عرفات في العام 2000 برعاية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، اتفق الجانبان على كل القضايا العالقة، لكن عندما حاولا التطرق إلى مدينة القدس اندلعت الانتفاضة الثانية وخلال القمة تم إرجاء ملف القدس. وختم الكاهن الفرنسيسكاني حديثه مؤكدا أن حل هذه القضية سيؤدي إلى تسوية باقي المشاكل، بما في ذلك الظروف الحياتية للشعب الفلسطيني. 

17 مايو 2021, 11:56