Beatificazione-Rosario-Livatino-drappo-mafia-martire-okAEM.jpg

تطويب القاضي روزاريو ليفاتينو الذي قتلته المافيا في صقلية سنة 1990

تم في أغريجنتو الصقلية في جنوب إيطاليا الأحد 9 أيار مايو الاحتفال بتطويب روزاريو ليفاتينو، أول قاضٍ يتم تطويبه لكونه مثالا وشاهدا للعدالة وشهيدا للإيمان.

احتُفل الأحد 9 أيار مايو بتطويب القاضي الصقلي روزايو ليفاتينو الذي قتلته المافيا سنة 1990 وهو في الثامنة والثلاثين من العمر. وترأس القداس الإلهي لهذه المناسبة في كاتدرائية أغريجنتو عميد مجمع دعاوى القديسين الكاردينال مارتشيلو سيميرارو. وكان البابا فرنسيس قد تحدث الأحد عقب تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء عن الطوباوي الجديد واصفا إياه بشهيد العدالة والإيمان. وذكَّر الأب الأقدس بأن القاضي روزاريو ليفاتينو كان بعمله شاهدا للإنجيل حتى موته البطولي، ودعا البابا إلى أن يكون مَثل هذا الطوباوي محفزا للقضاة بشكل خاص كي يكونوا مدافعين أمناء عن الشرعية والحرية.

وفي عظته مترئسا القداس الإلهي في أغريجنتو توقف عميد مجمع دعاوى القديسين الكاردينال مارتشيلو سيميرارو عند كلمتين كانتا محرك حياة وعمل ليفاتينو، العدالة والإيمان، وتحدث عن عدالة تدعمها مصداقية مَن كرس ذاته للعدالة وصولا إلى بذل حياته. وذكَّر عميد المجمع من جهة أخرى بأن روزاريو ليفاتينو قد مات غافرا لقاتليه ما فعلوا، وذلك مثل يسوع، وتابع الكاردينال سيميرارو أن هذا ما عكسته كلماته الأخيرة: ماذا فعلتُ لكم؟ والتي لم تكن لوما أو حُكما بالإدانة بل دعوة متألمة إلى التأمل حول ما يقوم به قاتلوه من أفعال وإلى إعادة التفكير في الحياة، أي إلى التوبة والارتداد. أكد عميد المجمع بالتالي أن القاضي الشاب ضحية المافيا كان بطلا للشرعية وفي المقام الأول شهيدا للمسيح، وتوقف الكاردينال بالتالي عند الشهادة التي يقدمها الطوباوي الجديد فذكّر بكلمات البابا بولس السادس حين أكد أن الإنسان المعاصر يفضِّل الإصغاء إلى الشهود لا المعلمين، وحين نصغي إلى المعلمين فإننا نفعل ذلك لأنهم شهود. كان ليفاتينو إذاً شاهدا بل وشاهدا يتمتع بمصداقية، وقد كان موته أكثر من تضحية ممثل للمؤسسات أو مقتل قاضٍ كاثوليكي، فقد كان شاهدا لعدالة ملكوت الله التي تواجه الشر من أجل خلاص الضحايا والجلادين أيضا.      

هذا وقد بدأ الاحتفال بتطويب روزاريو ليفاتينو في أغريجنتو الصقلية بكلمة لمقدِّم دعوى التطويب المطران فينشنسو بيرتولوني رئيس أساقفة كاتانزارو - سكويلاتشي والذي ذكَّر بحياة الطوباوي الجديد وشدد على أن استشهاده كان ولا يزال علامة مطلقة وقاطعة للتناقض بين الإنجيل والمافيا. وفي ختام الاحتفال تحدث رئيس أساقفة أغريجنتو الكاردينال فرنشيسكو مونتينيغرو والذي شكر قداسة البابا فرنسيس على تسجيل روزاريو ليفاتينو ابن صقلية في قائمة الشهداء ليكون أول قاضٍ يعلَن شهيدا بسبب إيمانه الذي أعلنه وشهد له حتى بذل الدم. وتابع أن ما عشنا يُحملنا مسؤولية أن نشهد بشجاعة للإنجيل عبر حياة إيمان بسيطة وصادقة مثل حياة القاضي ليفاتينو. وختم الكاردينال مونتينيغرو معربا عن الرجاء أن تتعلم من هذا الدرس أرضنا صقلية التي تواصل المعاناة مع الأسف بسبب العقلية المافيوية. وأكد رئيس الأساقفة توجهه بفكره إلى جميع القضاة وعناصر قوى الأمن والسياسيين وغيرهم الذين راحوا ضحية عنف المجرمين، وأيضا إلى من وجه إليهم البابا القديس يوحنا بولس الثاني نداءه الشهير من أجل التوبة والارتداد وذلك في اليوم ذاته، 9 أيار مايو سنة 1993 خلال زيارته أغريجنتو وعقب لقائه والدَي القاضي ليفاتينو. 

هذا وتجدر الإشارة إلى أنه ومع تطويب القاضي والمؤمن ضحية المافيا روزاريو ليفاتينو، أول قاضٍ يعلَن تطويبه في تاريخ الكنيسة، أسست الدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة مجموعة عمل خاصة للتعمق في إعلان الحرم الكنسي لعصابات المافيا ومن أجل التعاون مع الأساقفة في العالم لتعزيز ودعم هذا الأمر. وتشكل هذه المبادرة خطوة إضافية في التزام الدائرة في هذا المجال حيث سبق وأسست في آب أغسطس 2018 شبكة عالمية ضد الفساد والجريمة المنظمة والمافيا.

وحول فريق العمل الجديد ومهمته تحدث إلى موقع فاتيكان نيوز فيتوريو ألبيرتي الذي تم اختياره منسقا لهذا الفريق، فشدد على أن الهدف هو أن يكون واضحا أنه من غير الممكن الانتماء إلى المافيا وإلى الكنيسة في الوقت ذاته. وذكَّر في حديثه بنداء البابا يوحنا بولس الثاني في أغريجنتو سنة 1993، وأيضا بوصف البابا الفخري بندكتس السادس عشر خلال زيارته باليرمو سنة 2010 المافيا بدرب موت، ثم بحرم البابا فرنسيس لأعضاء المافيا خلال زيارته سيباري في مقاطعة كالابريا الإيطالية سنة 2014.

10 مايو 2021, 14:06