المطران كارلاساريه يتحدث لموقعنا ويؤكد أنه يغفر للشابين اللذين أطلقا عليه النار المطران كارلاساريه يتحدث لموقعنا ويؤكد أنه يغفر للشابين اللذين أطلقا عليه النار  

المطران كارلاساريه يتحدث لموقعنا ويؤكد أنه يغفر للشابين اللذين أطلقا عليه النار

من مستشفى نيروبي في كينيا حيث خضع لعملية جراحية جديدة بعد إصابته بجراح بالغة في ساقيه، تحدث الأسقف المنتخب على أبرشية رومبيك بجنوب السودان المطران Christian Carlassareعن أهمية المصالحة والغفران، وقال: لا أستطيع أن أدين من اعتديا علي، إنهما شابان ليس لديهما أي شيء ضدي.

في مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني تذكّر سيادته، وهو مرسل كومبونياني إيطالي في جنوب السودان، لحظات الخوف التي عاشها وأكد أنه لن يتخلّى عن الحلم في بلد ينعم بالسلام، موضحا أن هذه هي رغبة الكنيسة كلها. هذا ثم لفت المطران كارلاساريه إلى أنه غفر للمسلحَين اللذين اعتديا عليه، وفعل ذلك من صميم القلب، وهذا ما قاله رداً على سؤال عما إذا كان ينوي أن يسامح الشابين اللذين دخلا منزله وأطلقا عليه عيارات نارية، وقد خضع لعملية جراحية جديدة في مستشفى نيروبي بكينيا.

هذا ثم أشار سيادته إلى أن هذين الشابين لا يكنّا له مشاعر الحقد معربا عن اعتقاده بوجود جهات قد تكون دفعت بهما لتنفيذ هذا الهجوم. وقال: إني أغفر لهما ولمن دفعهما على التصرف بهذا الشكل، وأفعل ذلك باسمي وباسم سكان أبرشية رومبيك، الذين طلبوا مني – في أعقاب الحادث – ألا أتركهم وأن أعود إليهم. وأضاف أن هؤلاء يخشون فقدان أسقفهم، موضحا أن المفغرة التي يقدمها اليوم تتطلب الوحدة والإصغاء والقدرة على حل المشاكل والبحث عن خير الجميع.

في سياق حديثه عن الهجوم الذي تعرض له قال الأسقف الإيطالي إنه كان في سريره عندما سمع أحداً يحاول فتح باب المنزل. وقال: نهضتُ من السرير وحاولت التأكد مما يجري. بعد عشر دقائق تقريبا بدأ الشابان يطلقان النار على قفل الباب بواسطة بندقيتين من طراز كلاشنيكوف. عندها طلبتُ النجدة وحاولت أن اختبئ وراء الجدار. في تلك اللحظات خرج كاهن من أبرشية رومبيك يقيم معي من غرفته خائفاً، واعتقدتُ أنه من الأفضل أن نخرج لملاقاة المهاجمَين والتحدث معهما. لكن سرعان ما خرجنا من المنزل، صوّب أحدهما سلاحه نحو ساقيّ وأطلق ست أو سبع عيارات نارية، أصابتني أربعة منها.

رداً على سؤال بشأن الأسباب الكامنة وراء هذا الهجوم اعتبر المطران كارلاساريه أنه من الصعب أن نعرف ذلك، مضيفا أن التحقيقات جارية حالياً على أمل أن يُسلط الضوء على خلفيات الحادث. وقال: انطباعي الشخصي هو أن الهجوم حصل بدافع السرقة. كما أني استثني نية القتل، لأنهما إذا أرادا أن يقتلاني لكانا فعلا ذلك بسهولة كبيرة. قد يكون عملاً ترهيبياً أو رسالة تحذير.

بعدها سُئِل الأسقف المنتخب على أبرشية رومبيك عن التزامه الدؤوب لصالح الحوار والمصالحة في جنوب السودان البلد الذي يعاني من الصراعات والأحقاد القبلية، وما إذا كانت إصابته ستضع حدا لهذا الحلم، وأوضح أن الجهود الهادفة إلى إقامة حوار وتحقيق المصالحة ليست جهودَه الشخصية وحسب إنما هي جهود الكنيسة كلها، قائلا: إنها رسالة الإنجيل التي لا يمكن أن تتغيّر أمام العراقيل والصعوبات، كما أن الأوضاع الصعبة والأليمة التي نمر بها تشجعنا على أن نكون أمناء أكثر للإنجيل، مدركين أن هناك ثمناً يمكن أن ندفعه. وأكد أن الالتزام لصالح السلام لن يتوقف، كما لا بد أن تكون حكومة الوحدة الوطنية حاضرة على كامل التراب في جنوب السودان، وينبغي أن تحظى بدعم جميع القبائل والعشائر المحلية.

في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني طُلب من المطران كريستيان كارلاساريه أن يوجه رسالة إلى جميع الأشخاص القلقين اليوم على مصيره، فقال لهم: لقد عانيت شخصيا من الجراح التي أصبت بها لكن شعب جنوب السودان يعاني أكثر مني بأشواط ويفعل ذلك منذ عقود طويلة. من هذا المنطلق أود أن أدعو العالم كله إلى التعبير عن تضامنه مع أهالي جنوب السودان ومع شعوب القارات كافة، كما يجب ألا نترك هذه الحوادث المنعزلة، التي تولّد أصداء كبيرة، تُفقدنا الرجاء وتُبعد أنظارنا عن الأمور الطيبة الكثيرة الموجودة في العالم، وخصوصا في القارة الأفريقية.  

29 أبريل 2021, 10:58