الكاردينال بتروكي يُحيي ذكرى ضحايا الزلزال الذي ضرب مدينة لاكويلا في العام 2009 الكاردينال بتروكي يُحيي ذكرى ضحايا الزلزال الذي ضرب مدينة لاكويلا في العام 2009 

الكاردينال بتروكي يُحيي ذكرى ضحايا الزلزال الذي ضرب مدينة لاكويلا في العام 2009

في الذكرى السنوية الثانية عشرة للزلزال الذي ضرب مدينة لاكويلا الإيطالية عام 2009 مسفرا عن مصرع ثلاثمائة وتسعة أشخاص ترأس الكاردينال Giuseppe Petrocchi القداس على نية الضحايا، مسلطا الضوء على أهمية الوحدة التي ترسخت وسط الجماعة المحلية والتي ما تزال تعاني من وقع تلك الكارثة.

شدد نيافته في عظته على ضرورة ألا ننسى تلك اللحظات المأساوية التي شهدتها مدينة لاكويلا ليل الخامس – السادس من أبريل نيسان لاثنتي عشرة سنة خلت، إذ لا بد أن تُعاش هذه الذكرى وسط الجماعة الكنسية والمدنية. وأوضح بتروكّي أن إحياء ذكرى هذه المناسبة الأليمة يتزامن هذا العام مع الزمن الفصحي، ومع اختبار نور ونعمة عيد القيامة، لافتاً إلى أن مأساة الهزة الارضية المدمرة، والتي بلغت شدّتُها خمس فاصلة تسع درجات من مقياس ريختر، جعلت من الناس "شعباً" واحداً لأن مواجهة هذه الكارثة بقلب واحد ساهمت في تخطي كل المشاكل، وغذّت الشعور المتبادل في الانتماء المشترك. وقال رئيس أساقفة لاكويلا إنه عندما يتعرض الناسُ لصدمة ما، متأتية من كارثة كهذه، تخفف الوحدة من وطأة المعاناة إذ يتقاسمها الناس. فيصبح ما هو لي للجميع والعكس صحيح.

في سياق حديثه عن جماعة المؤمنين في أبرشيته قال الكاردينال بتروكّي إن أهالي لاكويلا يتميزون بالصمود في وجه الأزمات والتحديات، وهذا الصمود يبدو جزءاً من تكوينهم وحمضهم النووي. واعتبر أن هذا الموقف يساعد الإنسان على تخطي التفتت الاجتماعي والشعور بالهزيمة. وأشار أيضا إلى أن السكان المحليين يتميزون بالرغبة في الانطلاق من جديد، وهذا ما يبدو واضحاً من خلال الالتزام المثابر في عملية إعادة الإعمار وسط الركام. وقال إن الاحتفال بهذا القداس لا يعني فقط عائلات الضحايا وأصدقاءهم، بل يعني الشعب كله.

وأثناء الاحتفال بالذبيحة قُرأت على الحاضرين أسماءُ الضحايا كلّهم، كما أضيئت المصابيح على نوافد الكنيسة وقال الكاردينال بتروكي إن هذه الأنوار لهي تعبيرٌ خارجي عن المصابيح المضاءة داخل القلوب، والتي تغذيها المقاسمة بين الناس. وأوضح نيافته أن ضحايا الزلزال في لاكويلا كانوا وما يزالون جزءا من هذا الشعب، على الرغم من رحيلهم. وقال: إن هؤلاء لا ينتمون فقط إلى عائلاتهم، إذ كانوا ويبقون أخوتنا ومواطنينا ضمن الأسرة الواحدة الكبيرة في لاكويلا. وهم أيضا شركاؤنا في عملية إعادة إعمار جماعة، كنسيّة ومدنية، ملتزمةٍ في نسج "مبادرات قيامة". واعتبر نيافته أن عملية إعادة الإعمار، إن لم تُرفق بالقيامة، تكون فقط نشاطاً معمارياً، ولا تساهم في تمتين الروابط وسط الجماعة المحلية.

ولم تخلُ كلمات الكاردينال بتروكي من الإشارة إلى كارثة من نوع آخر، تكتسب بعداً عالمياً، ألا وهي جائحةُ كوفيد. وقال إن هذه المعركة لا تُخاض فقط من قبل الطبقة النخبوية، بل ينبغي أن يخوضها الشعب بأكمله، محذرا من خطر بعض التصرفات غير المسؤولة التي تقضي على الجهود الحميدة التي يقوم بها البعض. واعتبر أن الاستراتيجيات التقنية والعلمية، شأن حملات التلقيح، قادرة على حل المشكلة الصحية لكنها ليست كافية إذ لا بد أن نتبنى أنماطاً في المستقبل تكون كفيلة في الحيلولة دون سقوط المزيد من الضحايا وفي تجنب الأضرار الاجتماعية والاقتصادية. وختم رئيس أساقفة لاكويلا عظته سائلا حماية العذراء مريم وآملا أن تساعد الصلاةُ على نية ضحايا الهزة الأرضية الشعبَ في لاكويلا على النمو في القيم المسيحية والإنسانية.

ولمناسبة الذكرى السنوية الثانية عشرة لهذا الزلزال كان لموقعنا الإلكتروني حديث مع مدير كاريتاس لاكويلا الأب  Dante Di Nardo الذي أوضح أن نسبة البطالة في المنطقة وصلت إلى عشرة بالمائة تقريبا، فيما يقول النقابيون إن العمال والموظفين يتقاضون رواتب ضئيلة جدا. وأكد الأب دي ناردو أن طلبات المساعدة الغذائية التي تلقتها الهيئة الخيرية الكاثوليكية ازدادت بنسبة سبعين بالمائة، لكن لحسن الحظ أن النسيج الاجتماعي يمد يد العون للمحتاجين وقد أبصرت النور العديد من الجمعيات الخيرية.                          

08 أبريل 2021, 11:11