الأب جاد شلوق: زيارة البابا للبنان يمكن أن تمنح المسيحيين القوة اللازمة لتأدية رسالتهم من جديد الأب جاد شلوق: زيارة البابا للبنان يمكن أن تمنح المسيحيين القوة اللازمة لتأدية رسالتهم من جديد 

الأب جاد شلوق: زيارة البابا للبنان يمكن أن تمنح المسيحيين القوة اللازمة لتأدية رسالتهم من جديد

بعث إعلان البابا فرنسيس عن قيامه بزيارة رسولية إلى لبنان الرجاء والفرحة في قلوب اللبنانيين. عن هذا الموضوع حدثنا راعي كنيسة القديس جاورجيوس في بيروت الأب جاد شلوق، لافتا إلى أن بلاد الأرز تعاني اليوم من نزيف هجرة الشبان المسيحيين الذين يغادرون البلاد بحثاً عن مستقبل أفضل.

يوم الاثنين الماضي وفي طريق عودته من بغداد إلى بيروت عقد البابا فرنسيس مؤتمراً صحفياً على متن الطائرة، أعلن خلاله أنه وعد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بأنه سيقوم بزيارة رسولية إلى لبنان الذي قال إنه يعاني اليوم من "أزمة حياة". في أعقاب هذا الإعلان استيقظ الرجاء لدى معظم اللبنانيين الذين عمّت الفرحةُ قلوبهم. ولقيت كلمات البابا فرنسيس أصداء كبيرة في النقاشات العامة وأيضا على وسائل التواصل الاجتماعي.

قال الأب جاد شلوق – الذي تبعد كنيسته ستمائة متر فقط عن مرفأ بيروت وتعرضت لأضرار جسيمة إثر انفجار الرابع من آب أغسطس الماضي – قال إنه فور إعلان البابا عن إمكانية زيارة لبنان كتب الكثير من المواطنين، على مواقع التواصل الاجتماعي، أنهم ينتظرون الحبر الأعظم بحماسة كبيرة. وأضاف أن ترقُّب الزيارة لا يعني فقط هرمية الكنيسة بل الشعب اللبناني برمته، وقال بهذا الصدد: إننا نحتاج جميعاً لأن نلمس هذا الرجاء لمس اليد، وأن ندرك أن هناك من يدعمنا ويعضدنا. وأكد الأب شلوق أن البابا فرنسيس ينوي أن يزور لبنان كما فعل في العراق عندما توجه إلى هذا البلد ليمنح القوة للعراقيين ويشجعهم على القيام بمصالحة حقيقية. وأضاف أن الحبر الأعظم سيقوم بزيارة مماثلة إلى لبنان كي يتمكن من تحقيق المصالحة وسط اختلافاته.

بعدها لفت راعي كنيسة القديس جاورجيوس في بيروت إلى أن المسيحيين اللبنانيين لا يريدون مغادرة بلادهم، على الرغم من كل الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وقال إن البابا فرنسيس أصاب عندما قال إن بلاد الأرز تعاني من أزمة حياة، وأكد شلوق أن لبنان يواجه اليوم خطر فقدان قسم كبير من جماعاته المسيحية، شأن السريان والروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس واللاتين. وأضاف أنه لهذا السبب بالذات ينتظر المسيحيون اللبنانيون زيارة البابا فرنسيس التي يمكن أن تمنحهم القوة اللازمة لتأدية رسالتهم من جديد.

بعدها توقف الكاهن اللبناني عند مشكلة كبيرة يعاني منها لبنان ألا وهي نزيفُ الهجرة، لاسيما فيما يتعلق بالشبان المسيحيين، مضيفا أن كثيرين من هؤلاء يغادرون بلادهم بحثا عن أوضاع أفضل، وبحثا عن مجتمعات تنعم بالاستقرار والسلام. وقال بهذا الصدد: "في كل أسبوع يودّع كل واحد منا صديقين على الأقل. وهذا أمر صعب جدا بالنسبة لنا"، وأشار إلى أن الهجرة لا تقتصر على الشبان وحسب إذ يهاجر العديد من الأشخاص الذين تخطوا الخمسين من العمر، يتركون بلدهم ويتوجهون إلى مكان آخر يبدأون فيه حياتهم من الصفر. وختم راعي كنيسة القديس جاورجيوس في بيروت حديثه لموقعنا الإلكتروني لافتا إلى أن نزيف الهجرة لا يتوقف، بل على العكس إنه يزداد تفاقما.

جاء إعلان البابا عن نيته بزيارة لبنان في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية، سياسية واجتماعية لم يسبق لها مثيل في تاريخها المعاصر بحسب الكثيرين. ففي وقت يعاني فيه لبنان من جمود سياسي بانتظار تشكيل حكومة جديدة، وفضلا عن الأزمة الصحية ومشكلة النازحين وتشفي الفساد، ارتفع سعر صرف الليرة ليتخطى عتبة العشرة آلاف ليرة للدولار الواحد، ما أدى إلى تراجع القوة الشرائية بشكل مأساوي، فصار معظم اللبنانين عاجزين عن توفير لقمة العيش والمستلزمات الضرورية.   

 

14 مارس 2021, 09:52