البطريرك يونان: وطننا لبنان يحتاج اليوم أكثر من أيّ وقت مضى إلى السلام الحقيقي البطريرك يونان: وطننا لبنان يحتاج اليوم أكثر من أيّ وقت مضى إلى السلام الحقيقي  

البطريرك يونان: وطننا لبنان يحتاج اليوم أكثر من أيّ وقت مضى إلى السلام الحقيقي

احتفل بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بالقداس الإلهي صباح يوم الجمعة الأول من كانون الثاني يناير 2021 بمناسبة عيد ختانة الرب يسوع ورأس السنة الجديدة ويوم السلام العالمي وعيد الملفانين مار باسيليوس ومار غريغوريوس، ذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي في الكرسي البطريركي، المتحف، بيروت.

في عظة ألقاها هنأ البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان المؤمنين والعالم بحلول العام الجديد 2021 متمنّياً أن "تحلّ علينا هذه السنة الجديدة بالخير والنعمة والعافية والبركات الإلهية، فيزول الخوف والقلق، خاصّةً في موضوع وباء كورونا الذي ينتشر بشكل غريب في العالم كلّه، وينعم العالم بالرجاء والفرح". ونقلا عن الموقع الإلكتروني لبطريركية السريان الكاثوليك تحدّث غبطته عن "الرجاء الذي بثّه الرب وأحلّه في قلوبنا ونفوسنا، لكنّ هذا الرجاء يجب أن يرتكز على الإيمان الذي يعمل بالمحبّة، فنكمل مسيرة حياتنا بنعمة الرجاء الثابت بالرب يسوع". وتكلّم أيضا في عظته "عن عيد ختانة الرب يسوع بالجسد بعد ثمانية أيّام من ميلاده، منوّهاً إلى أنّ "يسوع أكمل الناموس بحذافيره، فاختُتِن في اليوم الثامن، والكنيسة تحافظ على هذا العيد"، مذكّراً أنّ "يسوع تمّم الشريعة كلّها كي لا يعطي ذريعةً للذين كانوا حوله ويسمعون له، أنّه لا يتمّم شريعة الله، لكنّ الشريعة هي قبل كلّ شيء شريعة المحبّة، فقد أعطانا الرب يسوع وصيةً أن نحبّ الله من كلّ قلبنا ومن كلّ قوّتنا ونفسنا ونحبّ القريب كنفسنا، وهذه هي الشريعة التي ترضي الرب. لكنّ هذا لا يعني أنّنا لا نتقيّد ببعض القوانين التي توصينا الكنيسة أن نعيشها، إنّما المهمّ هو علاقتنا البنوية مع الله الآب، واعترافنا أنّ يسوع هو مخلّصنا، وأنّنا نحن أعضاءٌ في الكنيسة ونتابع مسيرتنا الأرضية بالأمانة للرب يسوع وللكنيسة التي أسّسها".

هذا وتطرق البطريرك يونان في موعظته إلى عيد الملفانين مار باسيليوس ومار غريغوريوس طالباً "شفاعتهما وبركة صلاتهما كي يعين الربّ يسوع المؤمنين على متابعة الشهادة لإيمانهم في خضمّ هذه الظروف العصيبة". كما وأشار غبطته إلى أنّ "اليوم هو يوم السلام العالمي، هذه المناسبة وضعتها الكنيسة بفم الأحبار العظماء أي البابوات كي تعلّمنا أن نطلب من الرب ليجعل من السنة الجديدة سنة سلام وأمان يكونان ثمرة تقوانا ومحبّتنا لبعضنا البعض، ولهذه المناسبة وجّه قداسة البابا فرنسيس، وكما جرت العادة السنوية، رسالة بعنوان: ثقافة العناية مسار السلام". كما وشدّد البطريرك يونان على أنّه "يجب علينا اليوم أيضاً أن نصلّي من أجل إحلال السلام في قلوبنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا وكنائسنا وأوطاننا"، لافتاً إلى أنّ "وطننا لبنان يحتاج اليوم أكثر من أيّ وقت مضى إلى السلام الحقيقي الذي ينعشه النظام الديمقراطي الصحيح، حيث لا وجود لفاسدين ولا مستقوين ولا مميّزين للبعض على الآخرين. هذا السلام نحتاجه اليوم في لبنان، وجميعكم تعرفون الويلات التي حلّت بوطننا، من معيشية واقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية، ومؤخّراً صحّية مع التفشّي المخيف لوباء كورونا".

وختم بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان موعظته سائلاً "الربّ يسوع الطفل الإلهي أن يُحِلّ أمنه وسلامه في قلوبنا وبين بعضنا البعض وفي وطننا لبنان، كي يبقى مشعلاً للحرّية والديمقراطية الصحيحة والمساواة والحضارة، ليس فقط في الشرق، ولكن أيضاً شاهداً لهذه الرسالة في العالم كلّه".

02 يناير 2021, 13:15