المدير الوطني للأعمال الرسولية الحبرية في لبنان يدعو للعمل من أجل مصلحة الوطن المدير الوطني للأعمال الرسولية الحبرية في لبنان يدعو للعمل من أجل مصلحة الوطن 

المدير الوطني للأعمال الرسولية الحبرية في لبنان يدعو للعمل من أجل مصلحة الوطن

أدت الأوضاع المعيشية المتردية في لبنان إلى وقوع مصادمات خلال الأيام القليلة الماضية بين المتظاهرين والقوى الأمنية في مدينة طرابلس الشمالية، أسفرت عن سقوط قتيلين على الأقل وعشرات الجرحى، وما زاد الأوضاع الاقتصادية صعوبة قرارُ الإقفال العام بسبب جائحة كوفيد 19، ما دفع بالكثير من المواطنين نحو حافة اليأس. ومما لا شك فيه أن سكان طرابلس التي تُعتبر من أفقر المدن اللبنانية يعانون أكثر من سواهم بسبب انهيار العملة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي، إذ فقدت أكثر من ثمانين بالمائة من قيمتها.

إزاء هذا السيناريو الصعب الذي يشهده لبنان أطلق القادة الدينيون المسيحيون والمسلمون نداء حثوا فيه السلطة على البحث عن مخرج للأزمة التي يتخبط فيها لبنان وقد أدت إلى ارتفاع عدد الفقراء بشكل مخيف. وطلبوا من المسؤولين السياسيين أن يضعوا جانباً خلافاتهم ويعملوا على تشكيل حكومة إنقاذ وطني تحول دون الانهيار التام، وتخفف من معاناة المواطنين. وقد وقّع على هذا النداء البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ومفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان، وشيخ عقل الموحدين الدروز نعيم قاسم ومتروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاهن الماروني روفائيل زغيب، المدير الوطني للأعمال الرسولية الحبرية وأستاذ اللاهوت في جامعة القديس يوسف للآباء اليسوعيين في بيروت، الذي اعتبر أن تظاهرات طرابلس هي مؤشّرٌ على انهيار الدولة اللبنانية. وأكد أنه بعد انفجار مرفأ بيروت وجائحة كورونا صار العبء الاجتماعي على اللبنانيين ثقيلا جدا فيما الدولة شبه غائبة، لافتا إلى أن السلطات تدخلت على المستوى الأمني للسيطرة على الوضع لكنها لم تتدخل اجتماعياً وإنسانياً، ما ولّد استياءً كبيراً لدى الناس.

ولم يُخف الأب زغيب وجود مصالح سياسية تقف وراء التظاهرات، في وقت تسعى فيه مختلف القوى السياسية إلى الإفادة من فقر المواطنين لتحقيق مآرب لها، خصوصاً فيما يتعلق بتشكيل الحكومة التي ينتظر اللبنانيون ولادتها منذ شهرين أو ثلاثة، لأن كل طرف سياسي يطالب بحصّته. وأكد أن هذه اللعبة قد لا تنجح اليوم لأن الفقر يلقي بثقله على الناس وصراخ الجياع أقوى من التجاذبات السياسية. ولفت في هذا السياق إلى أن منطقة طرابلس عانت دوماً من الحرمان، أيضا من قبل القادة السياسيين المحليين الذين هم من أغنى اللبنانيين. وهي ليست المرة الأولى التي تشهد فيها المدينة الشمالية تظاهرات من هذا النوع.

في رد على سؤال بشأن نداء القادة الدينيين وما إذا كان سيلقى آذاناً صاغية قال الكاهن اللبناني إنه لا يدرك ذلك، لكن لا بد أن يقوم أحد ما بمخاطبة الضمائر. ولا بد أن يُرفع الصوتُ في وجه هؤلاء القادة السياسيين الذين لا يشبعون من السلطة ومن دماء الناس. ينبغي أن يتم تخطي المواجهة كي يُصار إلى تشكيل حكومة، لأن البلاد تقف اليوم أمام مفترق تاريخي بالغ الأهمية. وختم حديثه بالقول: "إن لم نمسك بمصيرنا فسيفعل ذلك أحد آخر. توجد اليوم أمامنا فرصة تاريخية. وينبغي أن نتخلى عن المصالح السياسية الإقليمية من أجل بناء بلد محايد، كما يقول البطريرك الماروني. نريد حياداً ناشطاً ينأى بنفسه عن كل المصالح كي يعمل الجميع، ولو لمرة واحدة، من أجل مصلحة الوطن".         

31 يناير 2021, 11:56