خادم رعية اللاتين في حلب: ولادة المسيح تحمل نور الرجاء الذي يضيء حياتنا اليومية خادم رعية اللاتين في حلب: ولادة المسيح تحمل نور الرجاء الذي يضيء حياتنا اليومية 

خادم رعية اللاتين في حلب: ولادة المسيح تحمل نور الرجاء الذي يضيء حياتنا اليومية

ما تزال مدينة حلب، التي كانت تُعتبر العاصمة الاقتصادية والتجارية لسورية، تعيش أوضاعاً صعبة للغاية. وفي وقت يحتفل فيه السكان بعيدَي الميلاد ورأس السنة، تفتقر المدينة إلى مقومات الحياة الرئيسة، لاسيما التيار الكهربائي والغاز والمحروقات. وعلى الرغم من ذلك يشكل عيد الميلاد مصدراً للرجاء وإلهاماً لعملية إعادة الإعمار وإعادة إطلاق المشاريع الاقتصادية وتلك الطارئة.

للمناسبة كتب كاهن رعية اللاتين في حلب الراهب الفرنسيسكاني ابراهيم الصباغ رسالة، نشرت نصها وكالة آسيا نيوز الكاثوليكية للأنباء، أكد فيها أنه في الزمن الصعب الذي نعيشه اليوم والذي يستمر لأكثر من عشر سنوات تكتسب أهميةً كبرى عبارةُ "لقد وُلد لنا طفل". وقال إننا نلمس اليوم حضورَه لمسَ اليد، وقد شاهدنا بأعين القلب النور الذي يحمله لنا جميعا.

وأوضح الصباغ أن الظروف التي يعيش فيها المؤمنون في مدينة حلب باتت اليوم صعبة للغاية، ويبدو أن الناس باتوا معلّقين بين الأرض والسماء. وهم يعانون من العقوبات الدولية المفروضة على سورية، فضلا عن جائحة كوفيد التي تتحكم بحياة الأشخاص، هذا ناهيك عن آفتي الأصولية والفساد، وقد زاد من معاناة المواطنين انتشار الأمراض والجوع والبرد.

وأضاف الراهب الفرنسيسكاني أنه على الرغم من أيام العيد التي تعيشها المدينة يحصل الناس على التيار الكهربائي لساعة واحدة كل عشر ساعات، بالإضافة إلى النقص الحاد في الغاز والمحروقات. كما أن سعر العملة السورية يواصل انخفاضه، ما يولد الفقر والألم والجوع وسط العديد من العائلات. وقال: يبدو أن البلاد بات يكتنفها الظلام، وهو عبارة عن الحروب والفساد واللامبالاة والخطية.

وتوضح وكالة آسيا نيوز الكاثوليكية للأنباء أنه في مدينة حلب التي كانت في الماضي العاصمة الاقتصادية والتجارية لسورية يحتفل المواطنون بالأعياد هذا العام في أجواء صعبة، لا نتيجة الخوف من فيروس كورونا المستجد وحسب إنما أيضا بسبب العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا على سورية. وذكّرت الوكالة بأن عددا من القادة الكنسيين في البلاد نددوا بهذه الأوضاع خلال الأيام القليلة الماضية، بالتزامن مع الاحتفالات الميلادية، ومن بينهم النائب الرسولي في حلب ورئيس أساقفة دمشق للموارنة، ولفتوا إلى أن ما يُعرف بـ"قانون قيصر"، الذي فرضته الولايات المتحدة، يستهدف الحياة اليومية للمواطنين السوريين وجاء ليزيد من حجم المشاكل وليدة التضخم المالي.

وشدد القادة الكنسيون على أنه في السياق الراهن يكتسب أهميةً كبرى تضامنُ البابا فرنسيس ونداءاتُه المتكررة من أجل السلام. وكان آخر نداء أطلقه البابا في رسالته إلى مدينة روما والعالم يوم عيد الميلاد عندما قال: في اليوم الذي أصبح فيه كلمة الله طفلًا، لنوجه نظرنا إلى العديد من الأطفال الذين وفي جميع أنحاء العالم، ولاسيما في سوريا والعراق واليمن، لا زالوا يدفعون ثمن الحرب الباهظ. وليشفِ الطفل يسوع جراح الشعب السوري الحبيب، الذي ومنذ عقد من الزمن ترهقه الحرب وعواقبها التي تفاقمت بسبب الوباء.

ويؤكد خادم رعية اللاتين في حلب أن ولادة السيد المسيح، التي نحتفل بها في عيد الميلاد، تحمل نور الرجاء الذي يضيء الحياة اليومية، بدءا من العمل على إعادة بناء المنازل المهدمة والمتضررة، وصولا إلى إعادة إطلاق المشاريع الاقتصادية، التي هي ضرورية اليوم أكثر من أي وقت مضى. وقال إن عودة الحياة إلى طبيعتها تتطلب تقديم مساعدات غذائية للمواطنين المحتاجين فضلا عن توفير الخدمات الصحية والألبسة، وإعادة فتح المدارس وتعويض الدروس الضائعة. وأضاف أن نزول المخلص إلى هذه الأرض يفتح لنا باب الفردوس.

وختم الأب ابراهيم الصباغ سائلا الطفل المولود حديثاً أن يملأ بحضوره قلوبَنا وعائلاتِنا وواقعَنا وأن يمنحنا البركات اللازمة كي تصير البسمة نيّرةً وكي يفيض الفرحُ والسلام في القلوب. وتمنى أن يبعث هذا الحضورُ العزاء والطمأنينة لدى جميع الأشخاص المتواجدين من حولنا.

30 ديسمبر 2020, 11:18