مقابلة مع رئيس أساقفة موسكو الكاثوليكي المطران باولو بيتسي مقابلة مع رئيس أساقفة موسكو الكاثوليكي المطران باولو بيتسي 

مقابلة مع رئيس أساقفة موسكو الكاثوليكي المطران باولو بيتسي

أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس أساقفة موسكو الكاثوليكي المطران باولو بيتسي الذي أصيب بفيروس كورونا المستجد وشفي منه، حدثنا عن العبرة التي استخلصها العديد من الأشخاص من هذا الداء خصوصا على صعيد الارتداد وخدمة القريب. وبصفته راع للجماعة الكاثوليكية التي تعيش هاجس العدوى، عبر سيادته عن قربه بالإيمان من الجميع ولفت أيضا إلى أن الصلوات تُرفع في العديد من الكنائس على نية السلام في بيلوروسيا.

استهل سيادته حديثه لموقعنا مشيرا إلى أن هذا الوباء منتشر على نطاق واسع في الفدرالية الروسية مع أن أعداد الذين ماتوا تراجعت قياسا مع الأيام الماضية. وأضاف أن السلطات تدرس إمكانية الإقفال التام في المناطق التي تشهد انتشارا للفيروس أكثر من سواها شأن مدينة سان بطرسبورغ على سبيل المثال.

في رد على سؤال بشأن الجهود التي تبذلها الكنيسة المحلية على هذا الصعيد قال الأسقف الكاثوليكي إن الكنيسة تسعى إلى المكوث إلى جانب المؤمنين وهي تحثّهم على التقيّد بالإجراءات التي تعلن عنها السلطات المدنية كما أنها تعمل على الاهتمام بالمرضى. وأوضح أن العاملين الرعويين لا يستطيعون التوجه إلى المستشفيات لخدمة المرضى بسبب التدابير الوقائية لكنهم يزورون المرضى من المؤمنين الكاثوليك في بيوتهم إذا ما طلبوا ذلك، وهكذا يمنحهم الكهنة الأسرار أو يتشاركون معهم الصلاة. هذا فضلا عن العديد من اللقاءت والمبادرات التي تُنظم من خلال شبكة الإنترنت.

وفي سياق حديثه عن إصابته بفيروس كورونا المستجد قال رئيس أساقفة موسكو الكاثوليكي إن حالته الصحية لم تكن حرجة، لافتا إلى أنه فقد حاسّتَي الشم والذوق، وهذا ما ولّد لديه شعورا في الانفصال عن الواقع، ناهيك عن الضعف البدني الذي ألمّ به. وأضاف أنه تعلم الكثير من هذه الخبرة، لافتا إلى ضرورة أن يعمل الإنسان على الارتداد يومياً لأن حالته يمكن أن تسوء في أي يوم. وأوضح أيضا أنه خصص قسطا من الوقت للتأمل والدرس والصلاة وهذا ما جعله يدرك أن الكهنة والأساقفة يواجهون خطر الوقوع في دوامة النشاط اليومي ويتعاملون مع الأمور بسطحية، خصوصا على صعيد العلاقات مع الآخرين. وقال إن فترة المرض ولّدت لديه رغبة في تنمية علاقاته مع الأشخاص، لاسيما الأكثر حاجة وعوزا.

بعدها تطرق سيادته إلى الاستعدادات الجارية للاحتفال بعيد الميلاد المجيد وشدد على أهمية أن نكون قريبين من الآخرين قائلا: لا نستطيع أن ننتظر ميلاد المسيح إن لم نكن مستعدين للنظر إلى الآخر بطريقة مختلفة. وهذا الموقف يصح في أنحاء العالم كافة لكنه يكتسب أهمية أكبر في روسيا نظراً للتوترات والصراعات المسلحة الدائرة في المناطق والبلدان المجاورة شأن بيلوروسيا وأوكرنيا ومنطقة القوقاز. وقال إن جزءا كبيرا من المؤمنين الكاثوليك في موسكو قدموا من تلك المناطق، وهذا يتطلب أن يتبنى المؤمنون نظرة إيجابية إلى الآخر ترتكز إلى الأخوة. هذا فضلا عن أهمية الصلاة العائلية، ولهذا السبب بالذات، ومع بداية زمن المجيء، نُظمت زيارات حج وتطوافات شاركت فيها العائلات من الرعايا الكاثوليكية الروسية.

في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني توقف سيادته عند الأوضاع الراهنة في بيلوروسيا وقال إن الأنباء التي ترد من هناك ليست إيجابية، خصوصا وأن رئيس أساقفة مينسك يعيش مبعدا عن أرضه، وهذا يعني أنه لن يستطيع أن يحتفل بعيد الميلاد مع مؤمني أبرشيته. هذا فضلا عن الأنباء المتعلقة باعتقال كهنة ومؤمنين كاثوليك وأورثوذكس. وقال إن أبرشية موسكو الكاثوليكية أعدت صلاة خاصة، خلال زمن المجيء هذا، على نية السلام في بيلوروسيا.   

14 ديسمبر 2020, 09:55