vatican-pope-consistory-1530206396876.jpg

اجتماع مجلس الأساقفة الكاثوليك في العراق

عقد مجلس الأساقفة الكاثوليك في العراق اجتماعا الجمعة 11 كانون الأول ديسمبر برئاسة غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو. وعرَّف المكتب الإعلامي للبطريركية الكلدانية بأعمال الاجتماع والرسالة التي وجهها المجلس في ختامه إلى المؤمنين.

اجتمع مجلس الأساقفة الكاثوليك في العراق برئاسة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، صباح يوم الجمعة 11 كانون الأول 2020 في مقر البطريركية الكلدانية بالمنصور، وذلك حسب ما نشر المكتب الإعلامي للبطريركية. وتابع المكتب على الموقع الإلكتروني للبطريركية مشيرا إلى كلمة غبطة البطريرك ساكو والذي قال: "هذا اللقاء هو لقاء استثنائي يهدف الى مراجعة وضع اللجان وتغييرها إن لزم الأمر، ولكن أيضاً وبشكل خاص لمناقشة الاستعدادات لزيارة قداسة البابا فرنسيس لبلدنا في هذه الظروف الاستثنائية وانجاحها لخير بلدنا ومسيحيينا. أمامنا مشاكل وتحديات ومسؤولياتنا كأساقفة كاثوليك هي تعزيز العلاقة بيننا وتحمُّل مسؤولياتنا كاملة  لدعم مجلسنا ولجانه، وتطويرها، وإيجاد الوسائل اللازمة لتعزيز نشاطاتها. نحن في  زمن المجيء والاستعداد  للاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة واستقبال البابا فرنسيس، أتمنى أن تكون هاتان المناسبتان حافزاً للتحول في رؤيتنا ومواقفنا ونكون بمستوى الحدث". ثم تحدث الموقع عن كلمة السفير البابوي المطران ميتيا ليسكوفار التي شجع فيها اللقاءات والتعاون والتنسيق بين الأساقفة كما تطرق الى أهمية الاستعداد  لزيارة البابا وإعدادها.

وتابع المكتب الإعلامي مشيرا إلى ما تم التطرق إليه خلال الاجتماع فذكر: "تناول المشاركون وضع المجلس ولجانه وتقرر أن يُصار الى إجتماع خاص للمجلس في شهر كانون الثاني أو بداية شباط، كذلك تطرقوا بالتفصيل الى زيارة البابا فرنسيس للعراق والتحضيرات لها. تم اختيار المطران روبرت سعيد جرجيس رئيسا للكاريتاس “أخوية المحبة” في العراق والتعاون مع مديرها السيد نبيل افرام مع تقديم الشكر والامتنان لسيادة المطران شليمون وردوني لخدماته طوال هذه السنين".

هذا ووجه مجلس الأساقفة الكاثوليك في ختام الاجتماع رسالة إلى المؤمنين شكر في بدايتها قداسة البابا فرنسيس على الزيارة المرتقبة رغم الأخطار والصعاب. ثم تحدثت الرسالة عن الميلاد وعن تساؤل محتمل حتى بين المؤمنين: أين المخلص ولماذا هو الذي شق السماوات ونزل، لا يُظهر قدرته فيبدل حالنا؟ وتابع مجلس الأساقفة: "أيها الإخوة، رغم تفهمنا للشكوك والمخاوف، نردد معكم وعليكم إيماننا الثابت: تجسد كلمة الله وسكن معنا وحل بيننا. هذه بشارة الميلاد التي يشع منها نور العيد وفرحه العظيم. الميلاد ليس مجرد عيد. ليس تاريخا نستعيده كحدث مضى. إنه سر. سر إرادة الله الخلاصية. سر وجوده معنا وبيننا وفينا. سر عمانوئيل، أي الله معنا. هذه هي البشارة العظمى التي نُؤَوِنها في احتفالنا، في لقاءاتنا، في تبادلنا التهاني. ولكن الله أوحى إلى أنبيائه كيف نُعد ذاتنا لاستقبال كلمة الله بيننا، نحن خاصته، على ما قال يوحنا الإنجيلي. فإذا استقبلناه وقبلناه، يُشركنا في بنوته الإلهية. هنا يحضرنا كلام النبي أشعيا الذي تبناه يوحنا المعمدان، المرسَل ليُعد الطريق للمسيح المنتظر فدعا إلى التوبة، أي إلى الإتجاه الكامل نحو الله. تأخذ كلمات النبي بعدها الحقيقي إذ يقول عنه مرقس الإنجيلي: "صوت صارخ: في البرية أعدوا طريق الرب واجعلوها مستقيمة"".

ثم أشار الأساقفة إلى الحالة العامة التي تحملنا على اليأس حسب ما جاء في الرسالة والتي تابعت: "أمننا مهدد، لقمة عيشنا مخطوفة في اقتصاد مترنح، خوفنا مرتفع أمام مستقبل مجهولة إتجاهاته ومعالمه وجوهره، مطلوب منا إعداد طرق الرب. في هذا العالم، المنهارة إلى حد كبير قيمه إذ الفساد المستشري يلتهمه، والحاجة تهدده لأن موارده مستولى عليها، ويزيد في الطين بلة الوباء الجائح. الفيروس التاجي ينغص عيشنا ويفترس غنانا ويشل قدراتنا وتتلاشى من جرائه علائقنا، التي هي جوهر إنسانيتنا. رغم هذا كله يدعونا الآب جميعا لنعد طرق كلمته المتجسد: بالإيمان المتجدد المـعمق، بالصلاة التي يتنفس بها المؤمن ويقوى الرجاء، بالأمانة لكنيستنا، أمانة تقوي التزاماتنا العائلية والوطنية، نعد للرب طرقا في البرية". 

ثم ختم مجلس الأساقفة الكاثوليك في العراق الرسالة التي وجهها إلى المؤمنين في ختام اجتماعه الذي عُقد في 11 كانون الأول ديسمبر برئاسة غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو: "كل هذا يوطد  وحدتنا ويؤسس لسلامنا ليبزغ كالفجر وئامنا وترتفع واثقة صلاتنا، فنستحق أن يفتقدنا المخلص وينقذنا. أما افتقاد المخلص الذي نحتفل به في الميلاد العتيد فقد ظهرت بوادره بزيارة قداسة البابا المقررة للعراق. ميلادا سعيدا!".  

13 ديسمبر 2020, 12:42