2019-05-16-card--gualtiero-bassetti-president-1557991427900.JPG

البابا فرنسيس يؤكد صلاته من أجل الكاردينال باسيتي رئيس مجلس أساقفة إيطاليا وينقل إليه رسالة تشجيع

في اتصال هاتفي مع أسقف بيروجا - شيتا ديلا بييفي المعاون أراد البابا فرنسيس الاطمئنان على صحة الكاردينال باسيتي رئيس أساقفة الأبرشية ورئيس مجلس أساقفة إيطاليا الذي يعالَج في المستشفى بعد إصابته بكوفيد 19.

يعالَج في المستشفى منذ أيام الكاردينال غوالتييرو باسيتي رئيس مجلس أساقفة إيطاليا ورئيس أساقفة بيروجا – شيتا ديلا بييفي بعد إصابته بعدوى فيروس كورونا ولا تزال حالته حرجة. وفي لفتة من البابا فرنسيس اتصل الأب الأقدس هاتفيا بأسقف الأبرشية المعاون المطران ماركو سالفي للاطمئنان على صحة الكاردينال باسيتي وتشجيع الجميع في الأبرشية. ومع المطران سالفي أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة قال فيها إنه تلقى مساء الثلاثاء 10 من الشهر مكالمة هاتفية، وقال له محدثه إنه البابا فرنسيس وسأله أولا عن حالته الصحية لمعرفته بأته أصيب بالعدوى بدوره. ثم طلب البابا معلومات إضافية حول التقرير الطبي الخاص برئيس الأساقفة الكاردينال باسيتي، وعرَّف الأسقف المعاون قداسة البابا أيضا بالانطباعات حول الوضع الصحي لرئيس مجلس الأساقفة إلى جانب التقرير الطبي. وقال المطران سالفي إنه تحدث مع رئيس قسم العناية المركزة في مسشفى بيروجا حيث يعالَج رئيس الأساقفة والذي أخبره بتجاوب إيجابي للكاردينال مع العلاج وإن كان الأطباء يفضلون الانتظار لتقييم تحسن حالته. وأجاب الأب الأقدس طالبا أن يوصل إلى الكاردينال باسيتي رسالة تشجيع، كما وأكد صلاته وشكره لمن يعتنون برئيس المجلس.

ثم تحدث المطران ماركو سالفي عن معاناة أبرشية بيروجا - شيتا ديلا بييفي من الوباء مؤكدا أن صلاة الأب الأقدس علامة هامة. وأكد أن إيكال الذات لله يشكل علامة نعمة في هذه المرحلة رغم التجربة الأليمة. كما وأشار من جهة أخرى إلى ما يقدم كهنة الأبرشية من خدمة وقرب، وذكّر بوفاة اثنين من الكهنة المسنين خلال أسبوع واحد بعد أن عاشا بشكل مباشر هذا الاختبار. وواصل المطران سالفي، المصاب بدوره بالعدوى ولكن بدون أعراض، مؤكدا أن سماعه صوت الأب الأقدس كان مشجعا حيث لمس قرب البابا، وأكد أن الله لا يتركنا بمفردنا حيث كان الأب الأقدس أداة لمرافقة الله لكل واحد منا وشفقته.

هذا وتجدر الإشارة إلى توجيه الكاردينال غوالتييرو باسيتي رئيس مجلس أساقفة إيطاليا ورئيس أساقفة بيروجا – شيتا ديلا بييفي رسالة إلى كهنة الأبرشية والمكرسين والمكرسات وجميع المؤمنين قبل نقله إلى المستشفى. واستهل رسالته بكلمات صاحب المزامير "اللهم أنت إلهي إليك بكرتُ، إليك ظمئت نفسي وتاق جسدي كأرض قاحلة مجدبة لا ماء فيها" (مزمور 62). وتابع مشيرا إلى تذكره الأب الروحي خلال دراسته في المعهد الإكليريكي والذي علمه اللجوء إلى الله كلي القدرة بهذه الكلمات منذ الصباح. ثم تحدث رئيس المجلس عن فترة العزلة التي كان يمضيها عقب تأكيد إصابته بكوفيد 19، وقال إن خبرة المرض هذه كانت ضرورية بالنسبة له كي يتنبه إلى كم هي صادقة كلمات سفر الرؤيا "هاءَنَذَا واقِفٌ على البابِ أَقرَعُه، فإِن سَمِعَ أَحَدٌ صَوتي وفَتَحَ الباب، دَخَلتُ إِلَيه وتَعَشَّيتُ معه وتَعَشَّى معي" (رؤيا 3، 20). ثم توقف الكاردينال غوالتييرو باسيتي عند الإفخارستيا مؤكدا أنه لا يمكن، وخاصة في هذه الفترة الصعبة، أن تُترك على هامش حياتنا، بل يجب أن توضع بقوة أكبر في مركز حياة المسيحيين. فالإفخارستيا ليست فقط السر الذي نتلقى فيه المسيح، بل هي الخبز الحي الذي نزل من السماء، مَن يأكل من هذا الخبز يحيَ للأبد (راجع يوحنا 6، 51). وتابع رئيس الأساقفة أن يسوع يجدد في الإفخارستيا فداءه الفصحي ويجعله آنيا، إلا أن وجوده لا يقتصر على قطعة من الخبز المقدس لأن هذا الخبز يتجاوز المذبح ليعانق العالم بكامله ويحمل على عاتقه كل مشاكل البشرية، حيث جسد يسوع هو وثيق الاتحاد مع جسد الكنيسة. وتابع أنه ما من شيء يمكن أن يكون بعيدا عن الإفخارستيا، بما في ذلك الوضع المأساوي الذي نعيشه هذه الأيام في إيطاليا. وشدد على أنه ليس هناك عزاء ولا راحة ولا تجفيف دموع إلا وإن كان مرجعها يسوع في الإفخارستيا. ثم ختم الكاردينال غوالتييرو باسيتي رئيس مجلس أساقفة إيطاليا ورئيس أساقفة بيروجا – شيتا ديلا بييفي الرسالة التي وجهها إلى كهنة الأبرشية والمكرسين والمكرسات والمؤمنين، قبل نقله إلى المستشفى لإصابته بكوفيد 19، داعيا الجميع في زمن المعاناة الكبيرة هذا إلى عدم اعتبار الصليب ثقلا لا يمكن تحمله، بل صليبا مجيدا وذلك لأن حضور يسوع وحنانه في الإفخارستيا يجعلان ذراعَي الصليب جناحين يحملاننا إليه.  

12 نوفمبر 2020, 13:43