حركة فوكولاري والرسالة العامة Fratelli Tutti حركة فوكولاري والرسالة العامة Fratelli Tutti 

حركة فوكولاري والرسالة العامة Fratelli Tutti

تعمل مختلف الحركات والجمعيات الكاثوليكية على تطبيق ما جاء في الرسالة العامة الأخيرة للبابا فرنسيس "فراتيلي توتي" من أجل تعزيز الأخوة بين البشر. ومن بينها حركة فوكولاري المنتشرة اليوم في أنحاء العالم كافة ويشكل السعي إلى تعزيز وحدة العائلة البشرية ركنا من أركان روحانيتها.

في رسالته العامة "فراتيلي توتي" يتطلع البابا فرنسيس إلى عالم يتميز بالأخوّة بين الجميع، وهذا أمر يتحقق بواسطة الحوار وقبول الشخص المختلف واستقبال المهاجرين، وممارسة النشاط السياسي كخدمة للناس، مع التأكيد على ضرورة ألا يحرك الاقتصادَ منطق السوق وحسب إذ ينبغي أن يوضع الإنسان في محور المنظومة الاقتصادية، هذا ناهيك عن بناء علاقات بين الدول ترتكز إلى "خلقيات العلاقات الدولية".

يؤكد القيمون على حركة فوكولاري أن قضية وحدة العائلة البشرية تشكل ركيزة لمواهب المؤسسة كيارا لوبيخ وجميع المنتسبين. وغداة نشر الرسالة العامة "فراتيلي توتي" أصدرت رئيسة فوكولاري ماريا فوشي بيانا كتبت فيه أن الأخوّة هي أكثر ما تحتاج إليه الإنسانية اليوم، وقد عرف البابا كيف يعبر عن هذه الحاجة من خلال هذه الرسالة العامة، والتي يدعونا من خلالها إلى التكاتف من أجل التجاوب مع هذه الحاجة، وكي يبصر النور بين الجميع توق عالمي نحو الأخوة.

وأضافت السيدة فوشي أن هذه الدعوة إلى الأخوّة هي بالنسبة لحركة فوكولاري دعوةٌ للعيش على الأرض كما في السماء، على غرار الثالوث، حيث تتواجد الوحدة مع التمايز، وحيث كل شخص يحترم الآخر ويترك له إمكانية التعبير عن ذاته بالكامل. وبهذه الطريقة لا تُلغى الهوية بل تظهر بوضوع وعمق. هذا وشجعت رئيسة فوكولاري جميع الأشخاص المنتسبين للحركة على متابعة العمل في سبيل هذه الوحدة وهذه الأخوّة، وحثّت كل شخص على السعي أيضا إلى تحقيق الأخوة من خلال تحمل المسؤوليات المشتركة، مذكرة بكلمات البابا فرنسيس الذي يؤكد أن السلام الحقيقي والدائم ممكن فقط من خلال خلقية عالمية للتضامن والتعاون في خدمة مستقبل مطبوع بالترابط والمسؤولية المشتركة بين أعضاء العائلة البشرية برمتها.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الرئيس المشارك لفوكولاري، الكاهن الإسباني خيسوس موران الذي أكد أن الحركة تلقت بفرح كبير الرسالة العامة الجديدة للبابا فرنسيس، لافتا إلى وجود تناغم كبير بين ما كتبه البابا والحياة التي تميزت بها مؤسسة الحركة كيارا لوبيخ، وهذا التقارب يتضح جليا إذا ما اطلعنا على كتاباتها، وحياتها وشغفها حيال وحدة العالم والعائلة البشرية. وتحدث عن الحس بالمسؤولية الذي توقظه هذه الرسالة لدى الجميع، مشيرا إلى أن هذه الوثيقة تشكل بحد ذاتها تحدياً بالنسبة للمنتسبين إلى فوكولاري كي يعيشوا هم أيضا هذا الإرث الذي تركته لهم كيارا لوبيخ.

بعدها أكد الرئيس المشارك لحركة فوكولاري أن الرسالة العامة "فراتيلي توتّي" تعطي دفعاً من أجل تطبيق بعض النبوءات الخاصة بكيارا لوبيخ، والتي نشهدها اليوم، وهي عبارة عن عملية من النمو، شأن الحركة السياسية من أجل الوحدة، وحركة الشركة الاقتصادية، بالإضافة إلى النطاق الواسع للحوار والذي يجري في مختلف المجالات: أكان داخل الكنيسة الكاثوليكية، أم على الصعيد المسكوني، وما بين الأديان، ومع غير المؤمنين والثقافة المعاصرة.

ولفت الكاهن موران إلى أن هذه الحوارات هي عبارة عن دروب للأخوة، ولا بد من عيشها في ضوء هذه النظرة العالمية الشاملة التي يقترحها البابا فرنسيس. وفيما يتعلق بفوكولاري، أشار إلى أن الحركة يمكن أن تقدّم اليوم إسهامها في هذا المجال، من خلال نشر روحانية الأخوّة، ألا وهي عبارة عن تربية ملموسة، لا بد أن تُعاش في الحياة اليومية، كي لا تقتصر الأخوّة على مفهوم مجرّد أو نظري بحت. وقال إننا نحتاج اليوم إلى روحانية، إلى تربية ملموسة تكون جزءا من حياة الأشخاص اليومية. وهنا يمكن للحركة أن تقدم إسهامها لأن في هذا المجال تكمن نقطة قوتها.

هذا ثم سلط الرئيس المشارك لحركة فوكولاري الضوء على موضوع هام تحدث عنه البابا فرنسيس ألا وهو أن السلام لا يتم التوصل إليه من خلال الاتفاقات الكبيرة، وأن هذه الاتفاقات لا يمكن أن تقدم حلولا نهائية. فالسلام يحتاح بلا شك إلى المعاهدات والاتفاقات والقرارات المؤسساتية. لكن السلام، مضى يقول، هو "عمل حرفي" يمارس يوميا ويشارك فيه جميع الأشخاص.

ومن هذا المنطلق تسعى حركة فوكولاري إلى نشر روحانية السلام، ويمكن أن يشار هنا إلى البرامج التي ينفذها شبان الحركة في عدد كبير من المدارس حول العالم، من أجل توعية الصغار على محبة الآخر، وعلى أهمية المحبة في حياتنا. ولفت في الختام إلى أهمية النشاط الذي تقوم به فوكولاري في سورية قائلا إنه زار هذا البلد وشاهد كيف تعمل الحركة على بناء السلام كل يوم مع أشخاص ينتمون إلى ديانات مختلفة، وهذا ما تفعله أيضا في لبنان، مدركة أن السلام لا تصنعه النخب السياسية والمؤسساتية.  

16 أكتوبر 2020, 10:01