2019.09.26 Eutanasia, Suicidio assistito 2019.09.26 Eutanasia, Suicidio assistito 

أساقفة نيوزيلندا - نداء من أجل التأمل حول حماية الحياة

يُسمع مجلس أساقفة نيوزيلندا مرة أخرى صوته حول الاستفتاءين المقرر إجراؤهما في البلاد في السابع عشر من تشرين الثاني أكتوبر: أحدهما بشأن القانون المتعلق بـ "نهاية الحياة" والآخر بشأن تشريع الحشيش لأغراض ترفيهية.

 وبعد الحيرة الكبيرة التي أثارها خلال الأيام الأخيرة مركز "ناثانيال" للأخلاقيات البيولوجية، أصدر الأساقفة الآن مذكرة أخرى يحثون فيها الناخبين على قول لا للاستفتاء حول القتل الرحيم وللتفكير بجدية في آثار القِنَّب، ولا سيما على الشباب الأكثر ضعفا. وفيما يعيد الأساقفة التأكيد على أن الكنيسة لا تعطي أي تعليمات للتصويت، إلا أنهم يوضحون أنه إذا فاز الاستفتاء المتعلّق بـ "نهاية الحياة"، فسيصبح القتل الرحيم ممكنًا لدى الأشخاص الذين بلغوا الثامنة عشرة من عمرهم ويعانون من مرض عضال أو الذين يُعتقد أنّه قد بقي لديهم ستة أشهر أو أقل ليعيشوا، وهم في حالة متقدمة من التدهور الذي لا عودة عنه. لكنّ هذا القرار يؤكّد أساقفة نيوزيلندا لا تحرّكه المعاناة، وإنما العوامل الشخصية والعاطفية، مثل الخوف من أن يكون المرء عبئًا على الآخرين أو أن يعيش مع إعاقة ما: مخاوف تعكس المواقف السلبية المتجذرة في المجتمع تجاه المسنين والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. كذلك، يسلّط الأساقفة الضوء على أن العديد من الأطباء، بما في ذلك جمعيتهم الوطنية، يعارضون قانون "نهاية الحياة"، وينتقدونه لأنه لا يوفر للأشخاص، قبل طلب القتل الرحيم، الحصول على العلاجات المخففة، حيثما أمكن ذلك.

أما بالنسبة للاستفتاء حول تشريع الحشيش الترفيهي، يطلق أساقفة نيوزيلندا ناقوس الخطر بشأن العواقب السلبية لهذه المادة على الشباب، وخاصة على الأكثر ضعفا. اعتبار ينطلق من حقيقة أن الأساقفة يعرفون جيدًا عالم الشباب، بصفتهم أصحاب العديد من المدارس الكاثوليكية البالغ عددها مائتين وسبع وثلاثين في البلاد، والتي تستقبل ستّة وستين ألف طالب. ونقرأ في البيان نعتقد أن السكان يحتاجون إلى التفكير بجدية في هذه المسألة ونأمل أن يتم استخدام التصويت من أجل النظر في تأثير الحشيش على الشباب وعلى أكثر الأشخاص ضعفا في مجتمعاتنا.

وبالنظر إلى التحديات التي تواجهها نيوزيلندا، لا سيما بعد وباء فيروس الكورونا، يتمنى الأساقفة بأن يُعمل من أجل أمة تسعى إلى ضمان صحة ورفاهية العائلات، ومن أجل دعمها ومساعدتها في الحصول على الخدمات الأولية مثل الغذاء والسكن والتعليم والرعاية الصحية. هذا وتذكّر الكنيسة في نيوزيلندا أن التصويت لا يقتصر على مقصورة الاقتراع لأن المشاركة في الانتخابات تعني الاصغاء إلى صرخة الأرض وصرخة الفقراء، ودراسة مقترحات الأحزاب السياسية بعناية، والتفكير فيها والتصويت بما يتماشى مع الضمير. وختامًا يوجّه أساقفة نيوزيلندا نداء لكي لا يفكر الأشخاص في مكاسبهم الشخصية، وإنما لكي يميّزوا ما سيفيد، من خلال التصويت، في حماية الفقراء والضعفاء والدفاع عن كرامة الحياة، من أجل خلق مستقبل يدمج الجميع بدون أن يستثني أو يهمّش أحدًا. 

16 سبتمبر 2020, 11:04